من المفاهيم النسبية مفهوم “الخير ” ومفهوم ” الشر ” فكل يتلائم مع مفاهيم عقل الانسان واحاسيسه وطباعه فهو خير بالنسبة اليه, وكل ما يتلائم معه فهو شر بالنسبة اليه.
وجاء في قوله تعالى:
(فكاتبوهم ان علمتم فهم خيرا, سورة النور33 ).
وقال رسول الله (ص) :
(من يزرع خيرا يوشك ان يحصد خيرا).
وقال الامام علي (ع) :
(فاعل الخير خير منه , وفاعل الشر شر منه ).
لا شك بان خالق كل شيء بما في ذلك الخير والشرهو القادر على تشريع ذلك القانون,ولكن المشكلة الاساسية هي في عدم انقياد اغلب الناس الا لمنطق القوة وليس لمنطق العقل والحكمة الذي يدعوا اليه الانبياء وهذا ما يحصل في عراقنا الجريح…فالشر هو ما حرمه الله, والخير هو ما امر الله به وليس شيء بشر من الشر الا عقابه, وليس شيء بخير من الخير الا ثوابه.
فمجموعة اعلام البغدادية ومجموعة اعلام الشرقية ومجموعة اعلام الشاهد والعراق اليوم ومجموعة اعلام موقع كتابات..هي ضمن دائرة الاعلام الحر المستقل فهي مجاميع اعلامية كبيرة ومؤثرة وفاعلة في تنشيط الراي العام العراقي وقياس للسيطرة النوعية لاداء عمل السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية بل وحتى السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة.
وللاسف الشديد ان جميع الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال والغزو التدميري للعراق وتدمير بنيته التحتية ونسيجه الاجتماعي والاقتصادي بعد عام 2003….لم نلمس اي دعما للاعلام والصحافة المستقلة من تلك الحكومات…سوى ورش ومؤتمرات في اربيل او بيروت او عمان ويبدو ان الثقافة العراقية لا تزدهر الا في فنادق خمس نجوم خارج العراق…واما الديمقراطية في العراق لا يمتلك مفاتيحها الا بعض السراق واللصوص وشذاذ الآفاق وهم يتلذذون بطعم العيش خارج ارض الرافيدن وحضارتها التي علمت العالم القوانين والكتابة والثقافة والادب والفنون في شريعة حمورابي.
فالاعلام الحر في العراق محارب من جميع السياسيين باستثناء الفقراء والمعدمين والمحرومين وطبقة المثقفين والمتعلمين الذين هم جمهوره الحي المتفاعل…لانه كشف ويكشف عورات وفساد وطائفية اغلب السياسيين.
الاعلام الحر المستقل له قوانينه الفوقية في كل دول العالم وله قانون حرية وحماية الصحفيين والاعلاميين الذي تكفله دساتيرهم…. وله ميزانية خاصة توضع ضمن الخطط الخمسية والعشرية والخمسينية…وللصحفي احترامه وتقديره ضمن طبقات المجتمع العليا لانه السلطة الرابعة وقد انهارت حكومات ووزراء اسقطها الاعلام ,الا في العراق فاصبح الاعلامي والصحفي المستقل ( 4 ارهاب ) كونه ينقل الحقيقة كما هي وبدون رتوش…حيث يتعرض الاعلاميون للاهانة احيانا والضرب المبرح احيانا اخرى يرافقه في ذلك تهشيم الكاميرات ومعدات التصوير…الخ…فعلى منظمات المجتمع المدني والبرلمان العراقي ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية مراجعة جادة لدعم مستمر.. وعدم التدخل في شؤنه ,بعد ان وصلت الحال الى حالة من التدهور والقتل والاختطاف والاغتيال الممنهج للصحفيين والاعلاميين.
لقد تحررت تلك المجموعات الاعلامية التي ذكرناها بفضل مدرائها ورؤساء تحريرها من كل اشكال الرقابة والقيود الصارمة وشملت كافة الاراء المختلفة والمتباينة على الساحة العراقي على اساس “ان اختلاف الراي لا يفسد في الود قضية ” وشملت مساحات واسعة بالاستطلاع والمناظرة والمقال والمقابلة في ابداء الراي والتعبير الذاتي في الحرية واخذت مكانتها البارزة في جموع الاكثرية من مشاهدي المجتمع العراقي بكافة اطيافه ,على اعتبار ان الاعلام المستقل هو الوريث الشرعي للنظام السياسي الديمقراطي في العراق بعد عام 2003.
و”رباط ” الحديث بمقدمتنا الانشائية في الخير والشر وارتباط هاتين الصفتين بالاعلاميين المتميزين عبر قنواتهم الصحفية والاعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة…وبملخص بسيط عن هؤلاء الشخصيات من رجال الاعمال الخيرين وباستعراض بسيط ومتواضع من الكاتب:
الخشلوك…رجل اعمال واعلامي عراقي من قلعة سكر في ذي قار كان والده يعمل بتجارة التمور والحبوب واكمل دراسته العليا خارج العراق حيث عاش تجربة المنافي واسس العديد من الجمعيات الخيرية التي تكفلت بمساعدة العوائل المتعففة وعلاج المرضى ولا سيما الاطفال واسس قناة البغدادية التي تحولت فيما بعد الى مجموعة اعلامية مستقلة حرة كبيرة ومؤثرة.
البزاز….رجل اعمال وكاتب عراقي من عائلة ثرية منذ القدم وخاله شاذل طاقة وزير الاعلام العراقي الاسبق اسس جريدة الزمان الدولية وفتح الكثير من المنظمات الانسانية داخل وخارج القطر وقد قدمت الشرقية خصوصا في اشهر رمضان المبارك برامج لمساعدة الفقراء والمحتاجين وفتحت الورش الصناعية للمعاقين وارسلت كثير من المرضى لاجراء العمليا المستعصية خارج وداخل العراق.
الخنجر…وهو رجل اعمال عراقي ثري منذ صباه خلفها عن والده الذي يعمل بالتجارة ايضا وله برامج خيرية وتعليمية واعلامية وصاحب مؤسسة الخنجر للتنمية العلمية ومؤسسة للرعاية الاجتماعية تراعي الجرحى والمرضى من ذوي الدخل المحدود واسس بعض القنوات الفضائية المستقلة كالشاهد والعراق.
الزاملي…..اعلامي كبير وكاتب وصحفي استضاف كثير من الادباء والصحفيين والاعلاميين وقدم لهم العون والمساعدة وتوفير فرص للعيش الكريم خارج العراق وداخله واسس موقع ” كتابات ” ذو الشهرة العراقية الذي يقدم اخبار يومية على مدار الساعة وله الفضل في كشف كثير من ملفات الفساد العراقي والمفسدين.
ومهما قيل عن الصحافة والاعلام في العراق ومدى رواجها واقبال الجمهور عليها فلا يمكن للمعقب ان يحصر اسباب الفشل الذي يمنى به كثير من الصحفيين والاعلاميين بسبب سوء الاحوال الثقافية والاقتصادية والامنية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد اليوم.
ان الجمهور العراقي قد وثق من تلك القنوات الفضائية الاعلامية والصحفية آنفة الذكر ومن مؤسسيها الاعلاميين الاشاوس…الذين اناروا لنا طريق الاعلام الصادق الحر الجريء ……واناروا طريق الحياة وكشفوا لنا حقائق قد تغرب عن بال العراقيين او قد لا تجيء عن باله مطلقا…………………….!!