رؤيتان الاولى كانت في سنوات الاحتلال الاولى والثانية في حراك تشكيل الكتلة الاكبر بعد الانتخابات ومابين الاولى والثانية يمتد قرابة عقد من السنين . في الاولى كان في العشرينات من العمر ولايجده من يبحث عنه في باحة مسجد او حسينية او في حلقة درس حوزوي ولاحتى في مكتب يختص بشؤون مرجع وطلاب انما يجده الباحث في اماكن تسمع فيها قعقعة السلاح وازيز الرصاص يحتضن ( الكلاشنكوف ) ويقود ثلة لايهمه صغر حجمها او كبر المهم ان يلحق خسائر كبيرة بالمحتلين ويحول حياتهم في العراق الى جحيم وكان موقعه في رئاسة مكتب الشهيد الصدر (قدس) في بغداد يحتم عليه ان يجمع بين الادارة والقيادة في الميدان جلست اليه اكثر من مرة وناقشته في اكثر من موضوع فوجدته لايعتد الا بأمرين الاول ( تكليفه الشرعي ) والثاني اخراج (المحتل ) ومن ثم شطت بنا الدروب وصعد هو حربه ضد الاحتلال بعد ان شكل فصيلا مقاتلا اسماه ( عصائب اهل الحق ) تفرغ هذا الفصيل كليا لمحاربة المحتلين على مدار الايام وتصور الامريكان ان اعتقال الشيخ ( قيس الخزعلي ) سيوقف حرب العصائب ضدهم لكن فتية اهل الحق زاد حماسهم بعد اعتقال قائدهم وارتفعت مناسيب عملياتهم ضد جيش الاحتلال حتى اصبحت الحرب حربين وفي شباط عام 2009 اتصل بي اخي وزميلي الاستاذ علي الحاج والتقينا حول فكرة اصدار مطبوع لـ(العصائب ) واتفقنا وحملنا الفكرة الى الشيخ ( جاسم الساعدي ) الذي ذلل الصعاب وهيأ كل الظروف لاصدار صحيفة (المستشار ) وتوالى صدورها واصبحت من الصحف المرموقة بعدها انتقلت الى صحيفة اخرى وبقي الزميل الحاج يدير المستشار واجبر الامريكان على اطلاق سراح الشيخ الخزعلي ولم تسنح الظروف للالتقاء به الا لماما حتى مساء امس 27 رمضان على دعوة كريمة منه ومن الزميل الحاج فقررت وانا في الطريق الى مكان اللقاء ان اعقد مقارنة بعد ان استمع له بين الخزعلي الذي يقود فصيل مقاتل ويطارد قوات المحتل وبين الخزعلي الذي يتزعم كتلة برلمانية فازت في الانتخابات الاخيرة وبعد الجلوس عرفت ان البندقية منحته التجربة وصلابة الموقف وثقة القائد بدربه ونفسه ومعيته .. كان بوجه صبوح تعلوه الابتسامة بدلا من غبار المعارك يتحرك بثقة يتفرس الوجوه وتعمل ذاكرته بالسرعة التي يحتاجها اذ يستحضر الاسماء سريعا يرحب بضيوفه ببشاشة غير مصطنعة وعندما يعرض امرا يوفر معه خيارات – وهذه صفة جيدة – في السياسة والقيادة وعندما جلس في المؤتمر الصحفي كان مسيطرا على المشهد باريحية وتكلم بواقعية والمام بالواقع مصحوبا بثقة وادلة وشواهد من الاحداث التي صاحبت العملية السياسية شرح الاهداف والطموحات والاماني وذكر المصاعب والعراقيل التي يمكن ان تظهر في الطريق واستطاع ان يقنع الجميع باطروحاته وتلقى الاسئلة برحابة صدر ورد عليها بثقة لم يخفي من الحقيقة شيئا ولم يناور ولم يخادع وكان دقيقا وصارما في تقسيم الوقت وهنا اعترف ان المقارنة كانت لصالح الشيخ الخزعلي الذي رأيته يجيد لعبة السياسة كأجادته للتعامل مع البندقية لكن اللقاء مع الامين العام لعصائب اهل الحق ترك في القلب غصة .. ترى ماضر بعض الساسة الاسلاميين لو انهم تعلموا اصول السياسة وفنونها ثم مارسوها بدلا من الذي جرى خلال السنوات المنصرمة ؟.