خرج الامام الحسين عليه السلام ينشد الاصلاح وهو مؤمن ومقتنع وواثق فكان لخروجه معاني وعبر ودروس جسدها بتضحيته في واقعة الطف وسجلها ملحمة تاريخية لثورة وثروة نهلت منها الشعوب والامم قيم التحرر ومبادئ الانسانية فكانت ثورة عالمية انسانية خالدة. فكان لذلك الخروج انقلاب شامل ضد السياسات والممارسات التي سادت المجتمع من انحلال وخنوع وخذلان لنصرة راعي الاصلاح مما انعكس على واقع الامة فتفشى الفساد والظلم والقهر والاستبداد وحري بنا ونحن نردد شعارات الثورة الحسينية كي نتحرك ونحرك المشاعر من تجسيد الشعائر بشكلها المطلوب وعدم الافراط بالبكاء والنحيب والعويل!!بل بالتمعن والتفكر بالمعاني العالية للثورة الحسينية وخروجه المبارك الذي غير وجه الانسانية وسجل شعارات التصدي ومواجهة الطغاة والفاسدين والسراق كي تكون شعارات الثورة الحسينية معين للاحرار والمصلحين والمنتفضين ضد الظلم ونتذكر جيدا كيف انتصر الحسين عليه السلام بثلة قليلة على ترسانة الدولة الطاغية وعلى سطوة التجبر والتكبر وعلى المنبطحين للدينار والدرهم واللاهثين للسلطة والنفوذ والشهرة! انتصرت مبادئ الثورة بالخروج المبارك. واليوم نحتاج لخروج ينهل من ثورة الحسين ويستمد دروسها البالغة في رفض المتسلطين والسارقين والمتنفذين والسائرين على نهج يزيد فكل من يواليهم او ينتخبهم او يدعمهم فهو يقف مع المفسدين ضد ثورة الحسين وهذا ما اشار اليه المرجع الصرخي في بيانه المسوم{ثورة الحسين …من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين …} فهو يذكرنا اليوم ويسالنا عن غاية الخروج الى كربلاء والهدف منه؟ وما هي النتيجه عندما نخرج عن هدف وما هي عواقب خروجها بلا هدف!! وهكذا هو المرجع الصرخي يُذكرنا ويتذكرنا دائما وهو يقول: (( فيا أيها السائرون والزائرون لكربلاء هل خرجتم وقد عاهدتم الله تعالى على ان يكون خروجكم على نهج الحسين (عليه السلام) في الإصلاح والثورة ضد الفساد والفاسدين مطبّقين لشعار(هيهات منّا الذلة)، ـ فهل خرجتم من اجل اصلاح حال اخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل اصلاح أحوال اهليكم من الارامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والازواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي))