18 ديسمبر، 2024 9:20 م

الخروج عَنْ المألوف فِي أمسيةِ جنان الصائغ..

الخروج عَنْ المألوف فِي أمسيةِ جنان الصائغ..

جعل الكرادة تتنفس شعراً بملتقى بُن رضا علوان الثقافي

أقام ملتقى بُن رضا علوان الثقافي فِي الكرادةِ أمسية شعرية، احتفاءً بالشاعرةِ والفنانة التشكيلية جنان الصائغ، وَالَّتِي أصدرت خلال العام الجاري مجموعتها الشعرية الثانية الموسومة ( نبوءة اللَّوْن ). فِي بداية الأمسية، طلبت الشاعرة نضال العزاوي – الَّتِي تولت إدارة الجلسة – مِن الحضور قراءة سورة الفاتحة وقوفاً ترحماً عَلَى شهداءِ العراق الأبرار، ثم أعلنت عَنْ الفقرةِ الأولى فِي برنامجِ الأمسية، وَالَّتِي تضمنت كلمة لرئيس الملتقى الشاعر مهدي الحيدري، وَالَّذِي أشار إلى عدمِ معرفته سابقاً بالشاعرةِ ضيفة الملتقى، إلا مِنْ خلالِ حضوره حفلِ توقيع ديوانها المذكور آنفاً. ولإعجابه بأسلوبِ جنان الصائغ الشعري، عمد مع زملائه فِي الملتقى إلى إقامةِ هذه الأمسية تكريماً لها.

خروجاً عَنْ المألوف، المنصة كانت بدايتها للشاعرِ مزاحم التميمي الَّذِي القى قصيدة عمودية – مِنْ نظمه – تفاعل معها جمهور الحاضرين، ثم ما لبث أنْ اعتلت المنصة الشاعرة الصائغ، وَالَّتِي بدأت حديثها بعد الترحيب بالحضور وشكر إدارة الملتقى بعبارةٍ جميلة قالت فيها: أنا الآن مثل الَّذِي يقال له إذا حضر الماء بطل التيمم، فِي إشارة إلى شاعريةِ الأستاذ التميمي. وقد اسعدت الصائغ الجمهور بقراءةِ مجموعة مِنْ نصوصِها الشعرية المنتخبة، وَالَّتِي نقتطف مِنها:

قال لي: ياأميرتي

وحينها..

بدأت شفتاي بالارتعاش

أضحى قلبي طيراً يضج بالحنينْ

من حينها..

اشتعلت الدروب بالصباحات

وتكسرت القيود، والجم الأنين

******

أنا امرأة من عقيق

بين كنوز النساء

أرفض رتابتك

ومحطات وجعك!!

بشغف القصيد أ كتبكَ

كما يشاء

يرسمني العشق

أرفض..

أن أنصفك بكل شيء

أرفض علامات الاستفهام في لغتي

وأن تلبسني كمعطف

وتغادرني كأوراق الخريف

أرفض كل شيء

إلا أنت..!!

حروفك ليست حروف شغفي

قد ينتهي القصيد..

ولكني سأبقى امرأة من عقيق.

وسط تصفيق الحضور ومتابعتهم، حفلت الجلسة بقراءاتٍ شعرية لمجموعةٍ مِن شعراءِ القصيدة العمودية، بالإضافةِ إلى عددٍ مِنْ الشعراءِ الشعبيين فِي إشارةٍ ثانية إلى الخروج عَنْ المألوف؛ إذ امتزج البوح بشقيه آنفاً – الفصيح والشعبي – ليجعل أجنحة الشعر ترفرف فِي فضاءِ الأمسية، وتطل مِنْ نافذةِ ملتقى بُن رضا علوان إلى سماءِ الكرادة؛ لتزيح عَنْها بعض همومها، حيث تناوب مع ضيفة الملتقى عَلَى اعتلاء المنصة الشعراء: راسم كمال، حماد الشايع، كريم راضي العماري، رياض الركابي، إياد الشمري، مهدي سهم، حياة الشمري، شاكر الشرقاوي وبلال الجبوري، ثم عادت الشاعرة الصائغ لتقديمِ عدد مِن الومضاتِ الشعرية، مِنْ بَينِها:

لا طعم كاللقاء

لا رائحة كالحديث النازل من شفتيك

ولا أمل يأتي بلا خطاك

أيُّها النائي.

***

لا حكاية بلا دليل

لا صورة بلا ملامح

ولا شراع بلا رياح، لفضِ بكارة المسافات

أيُّها الرائي.

***

لا شيء انتهى

لا شيء أبتدا

رغم أن

الزمان مضى والمكان باقٍ.

قبل الإعلان عَنْ نهايةِ الأمسية، خاطب الدكتور جبار فرحان العكَيلي رئيس اتحاد الأدباء الشعبيين العرب ورئيس جمعية الأدباء الشعبيين فِي العراق جمهور الحاضرين، مثنياً عَلَى دور ملتقى بُن رضا علوان الثقافي فِي تعزيزِ مسار الحراك الثقافي فِي البلاد. وفِي ختام الأمسية شكر الشاعر مهدي الحيدري ضيفة الملتقى، إلى جانبِ مِنْ حضر الجلسة، متمنياً للعراق الخير والسلام وللحاضرين التوفيق.

الشاعرة جنان الصائغ الَّتِي حملت مجموعتها الشعرية الأولى عنوان ( العصافير تنقر نوافذي )، حاصلة عَلَى شهادة البكالوريوس فِي الفنون الجميلة – قسم السراميك مِنْ كليةِ الفنون الجميلة، فضلاً عَنْ شهادةِ البكالوريوس فِي العلوم الإسلامية. وقد عملت فِي وقتٍ سابق محررة للصفحةِ الثقافية بصحيفتي صدى الحياة الدولية والمستقبل الجديد. ونشرت نصوصها ومقالاتها فِي العديد مِن الصحف والمواقع الإلكترونية، بالإضافةِ إلى مشاركتِها فِي الكثيرِ مِن المهرجانات الثقافية والمعارض الفنية؛ إذ أَنَّ مسيرتَها حافلة بالعطاءِ والمشاركات الأدبية والفنية، بوصفِها شاعرة وفنانة تشكيلية.