8 أبريل، 2024 8:59 م
Search
Close this search box.

الخرسان بين التدين والعلمانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ بدء التظاهرات التي خرجت ضد الفساد والمفسدين، وهناك حرب علنية بين العلمانيين والمتدينين، حرب إعلامية في الظاهر، لم تصل الى حالة كسر العظم بينهما، بسبب خطورة الوضع الأمني في العراق؛ بسبب تنظيم داعش الإرهابي، والذي يقاتله أبطال الحشد الشعبي (وقادته المتدينين)، وكذلك الأزمة المالية وضعف الخدمات المقدمة للمواطن، بسبب فساد الوزراء الذي تسنموا الوزارات الخدمية، وتحديدا الكهرباء (أغلبهم تكنوقراط).
صعود السيد العبادي على رأس السلطة التنفيذية، شابه كثير من اللغط، بسبب كونه كان في الدورات النيابية السابقة مسؤول اللجنة المالية، وهو يعرف مكامن الفساد، فلماذا لم يتحدث طيلة تلك الفترة، هل كان جزءاً من الفساد في تلك الفترة؟ طبعا نحن نتمنى أن يكون العكس صحيح، لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه!
يرمي العلمانيون بجريرة الفساد على الإسلاميين الجدد، بسبب كونهم من يتصدى للحكم في العراق، حزب الدعوة، التيار الصدري، المجلس الأعلى، الحزب الإسلامي، وبقية الأحزاب الدينية، وينسى هؤلاء أن أغلب القيادات الإدارية في الوزارات هم تكنوقراط، وعلمانيين وشيوعيين وحتى بعثيين، من ثم فإن إتهام الأحزاب الدينية بسرقة أموال الشعب؛ تهمة لا تخلو من مبالغة وغلو في ذات الوقت.
بمراجعة بسيطة الى وزارة الكهرباء، نجد أن وزرائها كلهم تكنوقراط، وعلى دراية بعمل هذه الوزارة، بدءاً من أيهم السامرائي (القائمة العراقية) الذي سرق مليارين دولار من وزارته، مرورا بكريم وحيد، وليس إنتهاءاُ بالوزير عبد الكريم عفتان، أما إذا راجعنا بقية وزراء القائمة العراقية (بعثية علمانية بإمتياز) نجد أن وزراءها عليهم شبهات فساد كبيرة، من حازم الشعلان وزير الدفاع الأسبق، والمتهم في قضايا تتعلق بتسليح القوات العراقية، ووزير الداخلية الأسبق نوري البدران، والمتهم أيضا بقضايا فساد تعلق بتسليح القوات الأمنية في الوزارة.
بملاحظة أن أغلب هذه الأسماء تمتلك الجنسيات البريطانية أو الأمريكية، وهو شيء مخالف للدستور، وما زال كثير من الوزراء والنواب يحتفظون بالجنسية الثانية، وهو مخالفة دستورية.
كلف السيد رئيس الوزراء عماد الخرسان (أمريكي الجنسية) لمنصب الأمين العام لمجلس الوزراء، خلفا للسيد مهدي العلاق، بملاحظة أن السيد الخرسان لا يتمتع بمقبولية لدى أغلب الكتل السياسية، عدا عن كونه أحد أعضاء الحزب الجمهوري، فهو أيضا يتمتع بعلاقات مع وكالة الإستخبارات الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية، المهم هنا أن العلمانيين يؤيدون وجود السيد الخرسان (مزدوج الجنسية) ولا يؤيدون آخرين (مزدوجي الجنسية) لأنهم متدينين!
السيد الخرسان شيوعي سابق، مع أنه لم ينسى إرث أسرته الديني، يحاول أن يمسك العصا من الطرف القوي، وليس من الوسط، فهو يحاول أن يتكئ على البعد الأمريكي في المعادلة العراقية الصعبة، وينسى وجود أرقام مؤثرة في هذه المعادلة، ذلك لأن العراق لا يمكن أن يكون تابعا لجهة مهما كان قوتها وسطوتها، من خلال عملائها المنتشرين في جسد العراق، لأنه سيأتي اليوم الذي يلفظ هذا الجسد، تلك الأدران المتعلقة به، أما القبول العلماني للسيد الخرسان، فلا يعدو أكثر من زوبعة في فنجان، سيصحو عليها أولئك الذين يطبلون له، بعد أن يستفيقوا على أن ما كانوا يتمنونه لم يكن إلا سراب في بقيعة يحسبها الظمأن ماءاً.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب