23 ديسمبر، 2024 11:12 م

الخرسان بديل العبادي … من ساعي بريد خاص إلى ساعي بريد دولي !!‎

الخرسان بديل العبادي … من ساعي بريد خاص إلى ساعي بريد دولي !!‎

أصبح اسم عماد الخرسان من الأسماء الأكثر بروزاً في الساحة العراقية خلال فترة لم تتعدى الشهرين, فبعد أن تناقلت بعض وسائل الإعلام العالمية والعربية خبر حصول اتفاق بين أمريكا وبعض دول الخليج والسيستاني على تغيير رئيس الوزراء العراق الحالي حيدر العبادي بشخصية جديدة وهي ” عماد الخرسان ” تلك الشخصية التي لم يعرف عنها شيئاً في بادئ الأمر سوى بعض التفاصيل البسيطة وغير المهمة مثل كونه مهندس وعمل في الكابينة الاستشارية للحاكم المدني بول برايمر وهو من حاملي الجنسية الأمريكية.

وبعد الإعلان عن هذا الاتفاق بفترة من الزمن ظهر اسم عماد الخرسان مرة أخرى للإعلام وبعنوان ” أمين عام مجلس وزراء العراق ” حيث عينه حيدر العبادي بهذا المنصب اليوم الثلاثاء 20 / 10 / 2015 بحسب ما أشارت له بعض الوسائل الإعلامية العالمية والعربية وأبرزها صحيفة إيلاف اللندنية وموقع كتابات العراقي, حيث كشفت تلك المواقع عن بعض المسؤوليات التي كان ” الخرسان ” قد شغلها أثناء تواجده في العراق مع بول برايمر, كهيئة إعادة إعمار العراق.

 كما بينت الدور المهم جداً الذي كان يمارسه الخرسان, والذي جعله مرشحاً الآن خليفة للعبادي, إذ كان هو أداة التواصل بين السيستاني وبول برايمر, حيث كان الخرسان احد القنوات التي اعتمدها بريمر للتواصل مع السيستاني في النجف, إذ ويقول بريمر في مذكراته (عام في العراق) انه تبادل خلال فترة وجوده في العراق أكثر من ثلاثين رسالة مع السيستاني حيث كان عماد الخرسان يُنتقل بطائرة خاصة إلى النجف لملاقاة السيستاني وتسليمه رسالة من بريمر ليعود بعدها إلى بغداد حاملاً جواب السيستاني إلى بريمر, وهذا ما جعل الخرسان أن يصبح مرشحاً لمنصب رئاسة وزراء العراق بعد أن كان يعمل كساعي بريد بين الأمريكان ومرجعية النجف, كونه على علاقة وثيقة مع السيستاني, وكذلك كم المعلومات السرية التي يملكها بسبب دوره الذي كان يمارسه.

بالإضافة إلى إن الخرسان يعرف توجهات السيستاني جيداً, كما إن منصبه في المستقبل سيجعل تواصل الأمريكان مع السيستاني سيكون أكثر تنظيماً ومنهجية وبصورة دقيقة تنطلي على الأغلبية المناهضة والمعارضة للعلاقات العراقية الأمريكية الإيرانية,  فعندما يشغل منصبه الجديد ” أمين عام مجلس الوزراء ” أو عندما يصبح رئيس وزراء, فانه سيكون حلقة وصل خفية بين الأمريكان الذين يمثلهم هو شخصياً وبين إيران التي يمثلها السيستاني, لذا أصبح هو المرشح الوحيد لشغل هذا المنصب, وهذا ما نلاحظه من خلال الإصرار على إيجاد هذه الشخصية في الحكومة العراقية, فبعد إن كان مرشحاً لرئاسة الوزراء تم تعيينه الآن أمين عام للمجلس, وهذا ما يجعلنا نتساءل عن سبب ذلك الإصرار إن لم تكن الغاية من وجود الخرسان هي خدمة الدول الاستعمارية كأمريكا وإيران ؟!.

كما إن تعيين الخرسان بمنصب الأمانة العامة لمجلس يكشف أمر خطير وهو إن العبادي في فترة سابقة قد أعفى الأمين العام لمجلس الوزراء ” حامد خلف احمد ” بعنوان الترشيق وتقليل المناصب وهي ضمن خطوات الإصلاح !! لكن يبدو إن هذا الأمر جاء وفق تدبيرات وتخطيط السيستاني وإيران والأمريكان, وهذا ما جعل العبادي يخرق ويخالف ما اسماه بالإصلاحات ويعيد هذا المنصب الذي ألغاه سابقاً, وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على إن العبادي مسلوب الإرادة وهو مسير وغير مخير في كل قراراته وتحركاته, وكل ما يطرحه على الإعلام من خطوات إصلاحية هي وفق تخطيط عالمي وليس نزولاً لمطالب الجماهير العراقية, والدليل على ذلك هو التسويف الذي يمارسه والمماطلات غير المبررة والتي ساندته فيها مرجعية السيستاني والتي فضحها في ذلك تعيين الخرسان في منصبه الجديد الحالي أو في المستقبل, وإن كانت هي خلاف ما اشرنا إليه فعليها أن تطالب من العبادي بإلغاء منصب أمين عام مجلس الوزراء الذي تم إلغاءه قبل شهر تقريبا وأعيد مرة أخرى كمنصب للخرسان, وإذا غضت الطرف عن ذلك ولم تتطرق له في خطبة جمعة أو بيان خاص وتستنكر إعادة هذا المنصب فإن ذلك سيُثبت كل ما ذهبنا إليه من شراكة مرجعية السيستاني في محاولات الالتفاف على الشعب وعلى مطالبه المشروعة.

وهنا أوجه رسالة إلى جميع أبناء العراق الغيارى, ممن وقع عليهم الظلم والحيف الناتج من ساسة الفساد الذين دعمتهم مرجعية السيستاني منذ عام 2003 والى يومنا هذا, إن القادم أسوأ فالعراق من حكومة احتلال إلى حكومة احتلال ولا شيء جديد, وها هي إعادة منصب أمانة مجلس الوزراء جاءت تنفيذاً لمحاصل من إتفاق بين أبن إيران البار السيستاني وبين الأمريكان وقد ضربت مطالبكم عرض الجدار, فهل تقبلون بهكذا التفاف ؟ هل تقبلون باستبدال السيئ بما هو أسوأ ؟! أم عليكم المطالبة بالتغيير الجذري وعدم الإبقاء على أي فاسد ؟؟!! هل تقبلون بان تكون مظاهراتكم وتضحياتكم بان تصبح وسيلة وذريعة وستراً لتمرير مشاريع المحتل ومن تعاون معه من واجهات ومؤسسات ومرجعيات أعجمية ؟! والتي ستدعم الخرسان ” العميل الصريح ” بكل قوتها وبحسب الاتفاق مع الأمريكان, فهل ستنطلي عليكم تلك الأمور وترضخون لفتوى هذه المرجعية الأعجمية؟ أم ستكون لكم كلمة أخرى ستجعل من التاريخ يخلدكم ويذكركم بفخر واعتزاز, وهنا أذكر الجميع بما قاله المرجع العراقي الصرخي في بيان ” الكهرباء … أم الأطفال والنساء والدماء ؟؟!!” والذي قال فيه …

{{… 8ـ أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ، وإلّا فالقعود والسكوت أوْلى وأرجَح .

9ـ قبل الخروج بتظاهرات وطلب الحقوق والتغيير إسألوا أنفسَكم مرّات ومرّات ومرّات أنَّكم هل ستتراجعون وتسكتون وتتجرَّعون المرَّ والفسادَ والفاسدين والقتلَ وفَقْدَ الأعزاءِ والخرابَ والدمارَ فيما لو صدرت فتوى تُلزِمُكم بالسكوت والخنوع والقبول بالظلمِ والضَّيمِ والفسادِ والمفسدين ، كما صدرت سابقاً منهم فتاوى مماثلة وأطعْتم وسكتّم فدمَّرْتُم وأهْلَكْتُم أنفسَكم وأهليكم وشعبَكم ووطنَكم ؟!! وفي الختام يا أبنائي وأعزائي وأحبابي أنصحكم ونفسي : يجب أن تَعلَموا وتتيقَّنوا أنه مع الجُبْنِ والخنوعِ والتبعية وعبادةِ أحبار ورهبان وفراعنة الدين ومع عدم التغيير فإنَّ الأمورَ تسير من سيّءٍ إلى أسوأ وأسوأ…}}.