23 ديسمبر، 2024 5:18 ص

الخراساني والطريق الى مكة والمدينة عبر العراق

الخراساني والطريق الى مكة والمدينة عبر العراق

ان الاطماع الايرانية في العراق والدول العربية لا تقف عند حدود معينة فان التفكير بالحلم الفارسي لا ينفك عن تلك العقول التي ورثت العنصرية والشوفينية من اسلافهم الغابرين ولا زالت تلك الجينات الوراثية تعشعش في عقول هؤلاء رغم ان شريعة الاسلام السمحاء اسقطت تلك الاوهام ولكن الفرس لا يتركون احلامهم ولا ينسون احقادهم , ان المخطط الفارسي في السيطرة على مقدرات منطقة الشرق الاوسط ليست وليدة اليوم بل هي قديمة قدم الحضارات التي كانت سائدة في المنطقة منذ البابليين عندما تحالف الفرس واليهود حينها اسقطوا بابل والى الابد على يد هؤلاء وسيطر الفرس على العراق حتى جاء المسلمون ليحرروا العراق من قبضتهم ولكن احلام الفرس بقيت كالنار تحت الرماد يتمددون ويتوسعون نحو العراق كلما حانت الفرصة وكلما ضعف العراق عبر العصور واخيرا جاءت الفرصة التي انتظروها كثيرا وهي سقوط العراق على يد الامريكان لتبدأ بالتغلغل الى العراق بواسطة الاذناب والمغرر بهم الذين باعوا ورهنوا العراق دون خجل للايرانيين بمبايعة الولي الفقيه فان اغلب السياسيين والخونة هم الان يقلدون علي الخامنئي كمرجع ديني اجنبي وادخلوا الاحتلال الايراني بواسطة العقائد التي نشروها بين الناس فقد كان الايرانيون واتباعهم وخصوصا المرجعيات الفارسية وبالتحديد مرجعية السيستاني الجاثمة على الحوزة في النجف يروجون على المنابر والحسينيات والجوامع والمجالس ان الخراساني هو احد الشخصيات السابقة للظهور المقدس للامام المهدي عليه السلام وانه مؤيدا له وأحد قادته وانه ممهدا لظهوره ويقف بوجه السفياني الذي يظهر من الشام وهذا الترويج ليس جديدا بل هو مسيرة تراكمات لمئات السنين من التغذية المؤيدة للخراساني والتغذية العكسية المضادة للعرب

ولكن هذا الترويج ازداد قوة وحدة وتاثيرا خلال السنين والاشهر الماضية ويعتمدون في ذلك على بضع روايات يعتقدون انها صادرة من النبي واهل بيته الكرام عليهم السلام ومن هذه الروايات هي ان النبي صلى الله عليه واله قد حدث بحديث ذكره ابن خلدون في مقدمته وهو ( ظهور قوم من المشرق من خراسان معهم رايات سود يسألون الخبر فلا يعطون فيقاتلون ثم ينصرون فيدفعوها الى رجل من اهل بيتي فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) وقد سمعت محاضرة القاها احد رجال الدين الايرانيين من بيت الشيرازي في مجلس خاص في كربلاء فسر هذا الحديث بان النبي كان في مكة او المدينة عندما تحدث بهذا الحديث واشار الى المشرق وهنا احتمالين الاول : هو اشارة الى ايران مباشرة باعتبارها تقع مشرق الحجاز السعودية حاليا والاحتمال الثاني هو العراق مشرق السعودية ايضا ولكن من خلال الخرساني الذي سوف يقوم بدخول العراق لمواجهة السفياني في
الشام والمنطقة الغربية ( الرمادي وتكريت والفلوجة ) وبعد الانتهاء من العراق والسيطرة عليه سيتجه الخرساني على رأس جيش المهدي الى مكة والمدينة مسيطرا عليها وانهاء الحكم الملكي السعودي والى الابد وينشرون العدل والقسط في كل انحاء المعمورة كما يزعمون وعلى هذا الاساس يعمل الايرانيون اليوم وبكل قوة لتحقيق هذا الهدف وهذا ما نلاحظه من تشكيل سرايا الخرساني ووجود قاسم سليماني والحرس الثوري ليقود المعركة ضد اهل الفلوجة والرمادي ومئات الفصائل المسلحة المدعومة تسليحيا وعقائديا والممولة ايرانيا , وفي كل الاحوال فان ايران لن تخسر شيئا فان العراقيين هم من يقاتلون نيابة عنها وهم من سيكونون حطب الحرب الطاحنة كما انهم سيدفعون ثمنها وتكاليفها من اموالهم وثرواتهم وايران هي الرابحة , اما رهان العرب على امريكا فانه رهان خاسر لان امريكا ايضا لن تخسر شيئا لان سقوط العراق والمملكة العربية السعودية لا يعني لها شيئا ما دام التحالف التوراتي العنصري بين ايران واسرائيل باقيا ومادامت اسرائيل بعيدة عن كل هذه المعمعة وكذلك مادام النفط العراقي والسعودي يجري في خزائنها بلا عداد او محاسبة او مراقبة . لذلك فان الامبراطورية الفارسية كحضارة وثقافة قريبة جدا من حضارة الغرب وثقافته اما وجود او ظهور حضارة عربية واسلامية فانه سوف يشكل خطرا وشرا مستطيرا للحضارة الغربية والامريكية بسبب القوة العلمية والمنطقية والموضوعية والاخلاقية والحضارية للاسلام والذي يستطيع اجتياح اوروبا فكريا خلال سنوات قليلة لو سنحت له الفرصة يوما من الايام ..