المسلسل التلفزيوني الفضائي والذي كان يعرض في الثمانينات (ستارتريك) من الصناعات السينمائيه الهوليوديه الرائعه حيث ابهر هذا المسلسل الملايين في وقت كان التلفزيون والسينما هي الوسيله التواصليه والثقافيه الشائعه في ذلك العصر, وعندما عرض هذا المسلسل في التلفزيون كان بالنسبة لنا حدث تأريخي لانه اعتمد في الاساس على سيناريو يتكلم عن مشاهد مستقبليه لتطورات تكنلوجيه يمكن الانسان من تسيير رحلات فضائيه بمركبه متطوره جداً لاستكشاف العمق الكوني والتعرف على حضارات أو أمم تعيش على كواكب خارج المنظومه الشمسيه وبأفق غير محدود من الخيال العلمي الرائع والتكويني للشخصيات التي تقود هذه المركبه في العوالم الفضائيه .
وهل هناك ماهو اكثر متعه ووسعه للخيال من مشاهدة ومتابعة هذا المسلسل من بدايته والى نهايته وبتركيز وانشداد منقطع النظير , ولكن الذي لم استطيع أن أفهمه هو كيف يمكن لحلقه واحده فقط أختارتها الذاكره الدماغيه التي في العقل وما أدراك ما العقل ان تبقى وتعلق في المخ طيلة هذه السنين الطوال رغم كل الذي شاهدته وعاصرته من الافلام والاعلام والمسلسلات والصناعه الكومبيوتريه للمشاهد الخياليه والتي نراها اليوم وقد جعلت مشاهدتنا اليوم لصناعه هوليود الامريكيه وكأن الامر عادي وليس أمراً استثنائياً , أما لماذا أختار عقلي هذه الحلقه بالذات فهو ما يثير اعجابي ودهشتي اكثر من المسلسل . واليوم ربما وجدت جواباً لدهشتي هذه فهل يعقل أن أربط مفهوم هذه الحلقه مع خديعه واضحه من الخدع الفضائيه التي تمارسها صناعة الفساد في هوليود الخضراء .
الحلقه التي لم تنسى , في احدى الرحلات التي قامت بها المركبه ستارتريك في مجهل الفضاء الامتناهي , اكتشفت أجهزة الاستشعار المتطوره مركبه أخرى تسير بأتجاهها وان الفتره الزمنيه للاصطدام معها لايتجاوز ساعات قليله , تأهبت أجهزة الانذار في المركبه وأخذ الكمبيوتر الالي يعد العد التنازلي كل دقيقه للتحذير من الاصطدام , أما طاقم المركبه وقائدها فكانوا يعملون بكل طاقاتهم وبمستوى التحذيرات والبيانات والتحليلات الدقيقه لما قد يحصل عند الاصطدام بالمركبه المعاديه خاصه وانها اكبر حجما بعدة مرات من ستارتريك , أعطى قائد المركبه ألامر للطاقم بمحاولة الاتصال المرئي والصوتي بالمركبه المعاديه وفي الوقت نفسه أعطى الاوامر للطاقم الهجومي بأعداد الاحداثيات وأخذ التدابير الدفاعيه والوقائيه وايضا جعل كافة الاسلحه المتطوره في حالة تأهب قصوى للانقضاض وأخذ المبادره للهجوم على المركبه المعاديه .
الشئ العجيب الذي واجه الكمبيوتر الالي الضخم هذه المره أنه لايستطيع الاجابه عن بيانات الاسلحه التي تمتلكها المركبه الاخرى وهذا قد أدخل نوعا من القلق والخوف لدى الطاقم , فما كان من القائد الا أن يستدعي المتخصص ( د.سبوك ) والذي كان يختلف عن البشر بكونه لايستخدم الشعور الانساني ويعتمد على البيانات والتحليلات الموجوده على ارض الواقع . وعند الاجتماع الثنائي بينَ سبوك أن مانملكه من بيانات عن اسلحة المركبه الاخرى هي صفر وان التحليل العلمي لذلك هو أما ان تكون الاسلحه متطوره جدا وباستطاعة المركبه الاخرى أخفائها تماما , أو ان المركبه الاخرى لاتمتلك أي اسلحه , وقد زاد هذا التحليل من الارباك والقلق عند القائد , واثناء ذلك كان الطاقم يحاول الاتصال بالمركبه بكافه الموجات الا انه لم يفلح بذلك . وبالتالي لم يستطيع القائد ان يقرر ماذا يفعل خاصة وان الوقت المتوقع للاصطدام بات قريبا جداً , وقبل انتهاء الوقت بخمسة عشر دقيقه على التوقيت الارضي تفاجئ الجميع بأن المركبه المعاديه قد أتصلت مرئيا وصوتيا بالمركبه ستارتريك , فظهر وحش ليس له مظهر محدد يطلب بتسليم المركبه وطاقمها فورا له وبدون أي شروط , ثم أنقطع ألاتصال وساد الذعر بين بعض أفراد الطاقم , رجع الاتصال وكان أشد لهجة من المره السابقه , فسأله القائد ماذا لو رفضنا الاستسلام , فما كان من الوحش الا ان زمجر ورد أنكم ومركبتكم ستكونون مجرد نفايات فضائيه , أغلق ألاتصال فزاد التوتر وقد وصل بالبعض لتأييد فكرة الاستسلام , رجع الاتصال مرة أخرى وقبل أن يتكلم الوحش أخذ الدكتور سبوك مكان القائد وبلهجه واضحه قال للوحش بأنه لايخافه تماما وان مهمة المركبه سلميه ولكن أن أستدعى الامر فسوف نقضي عليك بلحظه واحده فقط مما نمتلكه من اسلحه غير موجوده في بياناتك وأمر سبوك طاقم الاسلحه بأنتظار الاشاره للهجوم . والحدث المفاجئ للجميع أن شكل الوحش قد تغير الى شكل رجل مسالم جدا عرف عن نفسه وأعتذر وقال لسبوك أنه بانتظار الموافقه على الانتقال شخصيا الى مركبتكم , سرعان ماتمت عملية الانتقال وأندهش سبوك ليرى أمامه شخص قصير القامه ( قزم ) يلبس ملابس بيضاء ياللصدفه ( مثل عريسنا ) , عادت كل بيانات الكمبيوتر الى حساباتها وعند سؤال القزم عن الامر , أجاب الامر كله عباره عن وهم وصوره فمركبتي صغيره جدا وانا أتنقل وحدي في الفضاء والمركبه الكبيره والوحش ماهي الا صور وليس لي امكانيه لاي معركه فضائيه مع أي احد وقد طورت هذه التقنيه للمحافظه على وجودي ليس الا , فتعالت الضحكات وانتهت الحلقه .
واليوم ماأشبه هذا القزم بأقزام النزاهه التي لدينا فعلى مدار اكثر من شهرين ومنذ أنطلقت التظاهرات في المحافظات والتي تطالب بمحاربة الفساد والمفسدين والطواقم الفضائيه التي يستخدموها للسرقه عبر المركبه الارضيه المسماة ( الغبراء ) يظهر الينا وحش النزاهه عبر الشاشات مهددا ومتوعدا هذه المركبه بكشف كافة الملفات التي بحوزته وأسماء الفاسدين التي يمتلكها والتي تهدد وجود المركبه الغبراء وطاقمها الفضائي وقد يؤدي هذا الكشف الى تحطيم المركبه مع طاقمها الرئاسي والفضائيون القائمون على تمويل وادامة هذه المركبه . الا ان الفرق أن الطاقم الفضائي يعرف جيدا ان هذا الوحش لا يمتلك الا مركبه صغيره جدا جدا وهي مخترقه أيضا , كما ان هذا الطاقم يعرف تماما ان وحشنا العريس لايملك أي سلاح يستطيع به أن يحطم المركبه الغبراء التي ارتحلت في عوالم الفساد التي لاحصر لها , وفي النهايه نحن متيقنون بان وحش النزاهه الفضائي لايمتلك حتى العلميه الاداريه والخبره الفنيه ولا الشجاعه الوطنيه التي تؤهله لان يقود مركبتنا مركبة الشعب والمسماة ( المركبه الاصلاحيه ) وبانتظار أن يكون هناك قائد وطني لهذه المركبه الثائره , نود ان نوصل الرساله الاتيه كفاكم ( بوخه ) يا نزاهه , وكفانا تعلقاً بمن يأمل أن تأخذ هذه المركبه الوضيعه أي دور في محاربة المركبه الغبراء , واخيرا لا فائده ترجى تماما من مخاطبة هذه المركبه ومطالبتها بان لاتتاخر في مطاردة الطاقم الفضائي المطلوب للشعب لان هذا الطاقم هو الذي استورد مركبة النزاهه من الصين وبصناعه سيئه وبأمتياز وصانع الشئ لايخاف منه.