تتعرض الخدمة الجهادية الى إدانات شديدة من قبل كافة أطياف الشعب العراقي وهذا تصور خاطئ تم الترويج له من قبل بعض وسائل الإعلام
ما كان بإمكان أي شخص أن يتطاول على المجاهدين العراقيين وجهادهم المرير مع أبشع نظام عرفه التاريخ وهم قلة من العراقيين الشرفاء الذين تحملوا أشد المعاناة وتعرضوا الى أشد الإنتهاكات هم وعوائلهم , هذا التطاول جاء بسبب ممارسات الحكومة الحالية التي إنعكست ممارساتها سلبا على تضحيات المجاهدين ووضعتهم في خانة الإتهام والتخوين وهم يستحقون منا كل الشكر والتقدير بل يجب أن يعزف لهم السلام الجمهوري عند دخولهم العراق ” لاخير في أمة لاتكرم مجاهديها ”
معارضة الجميع لمفهوم الخدمة الجهادية يدنس مفهوم الجهاد ويدعو الى الخنوع وإطاعة الحاكم , هؤلاء المعترضون يتطاولون على مفهوم الجهاد وهم يعطون ذريعة لعدم معارضة الظلم والإضطهاد الحالي أو في المستقبل
فكيف يجاهد المجاهدون بعد هذه الإدانات المتواصلة لمفهوم الجهاد ؟ يفترض بهؤلاء المعترضين أن يطالبون بزيادة حقوق المجاهدين وإنصافهم وتمييزهم على الخانعين الذين إعتادوا على التصفيق والولاء المطلق لصدام حسين
الخانعون للظلم الصدامي هم وراء هذا التشويه المتبع للخدمة الجهادية وهم نفسهم يقفون مع أي ظالم جديد يتسلط على رقاب العراقيين , إنهم معتادون على الترويج لثقافة الخنوع والتأييد والتصفيق
قد ينجحون في إلغاء الخدمة الجهادية لكنها تبقى في ذكريات كل المنصفين وكل من عانى من ويلات صدام وإنتهاكاته الدموية
ماكنا كمضطهدين من النظام السابق أن نستمع لمثل هذا الإعلام الذي يرفع شعار إلغاء مفهوم الجهاد لولا بغضنا لتصرفات الحكومة والتي راحت تعوض دعاة الظلم وتترك دعاة الجهاد عرضة للعوز والعزل وعدم مشاركتهم في صنع القرار , إننا اليوم بين مطرقة الفشل الحكومي الصارخ وسندان البعث وأنصاره
لم تبق لنا الحكومة شيئا ندافع عنه فكل المشاريع التي كنا ندافع عنها شوهتها فكنا ندعي النزاهة وتطبيق الحريات وإجتثاث البعث ورفض وإدانة مفاهيم الطائفية والعنصرية وتطبيق العدالة والمساواة وكل المفاهيم الإنسانية كنا ندعيها ونريد تطبقيها بعد إنهاء حكم صدام
لكن حكومتنا عملت بالإتجاه المعاكس لكل أمنياتنا فعملت على إعادة البعث وهمشت الشرفاء وتعاملت بإسلوب المحاصصة والتمييز الطائفي وضربت كل أمانينا عرض الجدار مما ولد للبعثين الجو الملائم لإدانة جهادنا وتضحياتنا
لكن على العراقيين جميعا أن يعرفوا بأن المجاهدين لازالوا خارج الحكم ولازالوا يعارضون ويستنكرون ممارسات هذه الحكومة وعندما يصل مجاهد حقيقي لحكم العراق عندئذ يشعر الجميع بعدالة معارضي صدام الأوفياء للشعب العراقي .
[email protected]