-1-
من سمات الشخصية المهزوزة انها تُظهر غير ما تُبْطِنُ …، وانّها تمارس في السر مالا تمارسه في العلن ،خشيةً من الناس لا من الله ..!!
ومن سماتها المتاجرة بالشعارات ، ولذلك فهي لاتنفك عن طرح مالاتؤمن به، وتُبشّر بما لا تعمل من أجل تحقيقِهِ ..!!
انّها حريصة على اصطناع البراقع التي تخفي حقيقتها عن الجمهور ..!!
وهي شديدةُ اللهاث وراء ما يُحققّ لها رصيداً اجتماعيا ، يُمكنّها من الوصول الى ما تطمح اليه من مناصب ومكاسب ..!!
انها قد تندس ضمن مجاميع سياسيّة مُعيّنَة ، دون أنْ تكون لها قناعة راسخة، بما تحمله تلك المجاميع من ثوابت ومبادئ، وتكون مَلَكيّةً أكثر من المَلِك، متى ما ضمنت الفوز بما يداعبها من أحلام ..!!
-2-
المراؤون خداّعون … يخدعون الناس بعباداتهم … وما يؤدونه من طقوس لا يريدون بها وجه الله ..!!
والمحترفون السياسيون خدّاعون حيث يُكثرون من الوعود المعسولة ويتهربون من التنفيذ …!!
والكذّابون خداّعون ، لأنهم يضحكون على الذقون، وليست لهم من بضاعة الاّ الأباطيل .. وفي طليعتهم المزورّون المتمردون على القيم والموازين …
إنّ الخُداع هو من أتعس الطباع .
وهو المحاولة الشيطانية الخبيثة لافتراس العقول ،وخلط الأوراق ،
وهو بمثابة “الجراثيم” التي تفتك بجسد الانسان وتهدد كيانه وصحته في الصميم .
-3-
والحديث في هذا المضمار حديث ذو شجون، وقد أثارنا ما تداولته وسائل الاعلام مؤخراً عن (رفعت سعيد) النائب التركي عن ” أزمير” الذي لم يحالفه الحظ في الفوز بالانتخابات التي جرت مؤخرا في تركيا – وكان مرشحا فيها عن حزب (العدالة والتنمية) ، حيث سارع الى حلق لِحْيَتِهِ بعد الفشل ، وسارعت زوجتُه الى التخلي عن (الحجاب) ..!!
لقد أثبت الرجل أنّ ” لحيتَه” كانت بمثابة (المصيدة) للسُذَج والأغرار ..!
وانّ زوجتَه كانت شريكتَهُ في المظهر الخادع .
ومن الجدير بالذكر هنا :
انّ لفظ ” الحجاب” له وَقَعٌ ثقيل على الأسماع والنفوس لما يستبطن من قيود .
والتعبير الشرعي الصحيح : هو ( الستر)
وستر المرأة لمفاتنها، مما يزيدها احتراماً وتقديراً بكل المعايير .
إنّ للمرأة جانبين :
الأول : انساني يرتبط بمكانتها الرفيعة وجوانبها المعنوية .
والثاني : انثوي يرتبط بمفاتنها ومحاسنها البدنية خاصة .
ومن الواضح ان التركيز على الجانب الانثوي فقط يجعلها بمثابة اللوحة الفنية .
وهذا ما يشكل اساءة بالغة لانسانيتها وكرامتها .
-4-
انّ وسائل الخداع التي يلجأ اليها الخدّاعون كثيرة، والصيّاديون الماهرون لا يعدمون العثور على فرائسهم ، ولكنْ هل المَلومُ هو الخادع الماكر فقط؟
والجواب :
لا
الملوم معه أيضا ، المخدوع الذي لا يُميّز الخيط الأبيض من الاسود ..
قد يُعذر لمرّة واحدة اذا ما سقط في فخّ المخادعين، ولكنه لا يُعذر حينما يسقط بعد ذلك أيضا في ما ينصبه الخادعون من فخاخ لاصياده .
ألم تكن سندات التمليك الوهمية وسيلةً من وسائل الخداع في انتخابات 30/4/2014 ؟
ألم تكن الوعود المعسولة بالتعيينات والوظائف وسيلةَ خداعِ أخرى ؟!
ألم تكن الشعارات الطائفية الذميمة من هذه الوسائل الخادعة أيضا ؟
الم تكن الزيارات الميدانية للضعفاء والبائسين في موسم الانتخابات وسيلة من وسائل الخداع ؟!
ألم تكن المشاركة في المجالس الدينية والمآتم الحسينية والتبرعات الماليه لها مما يدخل في هذا الباب أيضا ؟!
ويطول الحديث اذا اردنا استعراض الوسائل الخادعة بالتفصيل ، ويكفينا منها ” الاوراق الخضراء ” التي اشتريت بها الضمائر والذمم، وبيعت من أجلها المبادئ والقيم ..!!
-5-
إنّ الخداّعين لا يرحمون أحداً على الاطلاق …
انهم أصحاب مشاريع ذاتية، لا تؤمن الاّ بما يدّر عليهم الأرباح والمنافع ، ويجعلهم يحصدون المناصب والمواقع ، بكل ما فيها من امتيازات، وعلى رؤوس المخدوعين التراب ..!!
-6-
وما لم تنته فصول الانخداع بأصحاب الأطماع ، لاتنتهي الأزمات في العراق الجديد .
ان مصلحة الوطن أهم وأثمن من كل الانتفاعات المحدودة، التي يُغري بها الخادعون العديد من المواطنين العراقيين، وليس هناك من طريق للنجاة ، الاّ أنْ يُصرّ الناخبون العراقيون على اختيار أصحاب الكفاءة، والنزاهة، والمهنية والقدرة على النهوض بالمسؤولية، وأصحاب التاريخ المجيد، والمواقف الوطنية، وعندها سيتم التغيير الحقيقي ، ويبوء الخادعون بالخسران المبين .