22 ديسمبر، 2024 10:31 م

الخداع الذي لاينتهي إلا بالتصدي له

الخداع الذي لاينتهي إلا بالتصدي له

هناك أکثر من إشکال ومعضلة حقيقية تواجه المجتمع الدولي في تعامله وتعاطيه مع مختلف القضايا المتعلقة بنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما قضية برنامجه النووي وقضية تدخلاته في بلدان المنطقة، إذ لايبدو أبدا بأن القادة والمسٶولون الايرانيون في نيتهم أن يستمعوا ويصغوا للمطالب الدولية بخصوص هاتين القضيتين، خصوصا وإن هناك تأريخ طويل ومشهود له بشأن ممارسة النظام الايراني للکذب والخداع بخصوص هاتين القضيتين.
الکلام الخطير الذي أعلن عنه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، خلال مقابلة صحفية له مع صحيفة “دي برس” Die Presse النمساوية يوم السبت الماضي، والذي أکد فيه بأن النظام الايراني يواصل تخصيب اليورانيوم وبدرجة أعلى بكثير مما كانوا يلتزم به، مضيفا أن هذه الكمية تزداد كل شهر. هذا الکلام الخطير يأتي في وقت يزعم فيه هذا النظام بإمتلاکها لبرنامج نووي ويدعي بأن برنامجه النووي مخصص فقط لأغراض الطاقة. ولاريب من إن النظام الايراني الذي طالما إدعى لفظيا ونظريا إلتزامه وتمسکه بأمر ما لکنه وفي الواقع العملي قام بالعکس من ذلك تماما، ولايبدو إن ماقد کشفت عنه منظمة مجاهدي خلق في عام 2002 من الجوانب العسکرية والمخفية للبرنامج النووي للنظام الايراني والذي فاجأ المجتمع الدولي وجعله ينتبه الى المسار الخاطئ الذي يسير عليه في تعامله مع النظام، أمر أثبت حقيقة صادمة بالنسبة لهذا النظام وهي إستحالة أن يرعوي ويصغي لمنطق الحق والصواب وإنه يمشي دائما في الاتجاه الذي يحقق أهدافه وغاياته، وإنه وعلى الرغم من إن المجتمع الدولي قد أبرم الاتفاق النووي مع هذا النظام في عام 2015، لکنه مع ذلك لايزال يمضي قدما في الجوانب السرية من برنامجه ويواصل خداعه وتمويهه للمجتمع الدولي.
البرنامج النووي الذي هو في الاساس يشکل واحدا من المرتکزات الثلاثة التي يعتمد عليها هذا النظام من أجل ضمان بقائه وإستمراره، إذ أنه ومن خلال قمع الشعب الايراني وتصدير التطرف والارهاب لبلدان المنطقة يعلم جيدا بأنه لايتمکن من ضمان قيامه بهذين الامرين من دون أن يجعل من نفسه أمرا واقعا وهو مايمکن تحقيقه عن طريق إمتلاك الاسلحة الذرية، ومن هنا فإن لعبة القط والفأر بين هذا النظام والمجتمع الدولي مستمر ومتواصل، وإن الذي إستفاد لحد الان من الفرص المتاحة له هو النظام الايراني وهذا مايجب على المجتمع الدولي أن ينتبه إليه جيدا ويسعى من أجل سد هذه الثغرة ويتصدى بأسلوب حازم وصارم کما طالبت وتطالب زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، لأنه”أي النظام الايراني” لايفهم أية لغة واسلوب کما يفهم اسلوب الحزم والصرامة وينصاع له.