18 نوفمبر، 2024 5:40 ص
Search
Close this search box.

الخالة ميركل مع التحيات

الخالة ميركل مع التحيات

أثار موقف المستشارة الألمانية الأخير بحق اللاجئين عاصفة في الأوساط العالمية , فقد كانت إلى وقت قريب هي أكثر الأعضاء الأوربين صرامة باتجاه فتح الحدود أمام المهاجرين , ويومها قالت : ليس لدينا مشكلة مع المسلمين , مشكلتنا بقلة المسيحين .
غير أن الطفل ( إيلان) وهو منكب على وجهه على الساحل البحري حرك عاطفة الأمومة بداخلها فانتفضت لكل اللاجئين غير مستأنسه برأي زملائها الأوربيين بذلك . ولن تكتفي بتسهيل الدخول بل ذهبت بنفسها وقابلت العديد منهم والتقطوا صور سلفي, والكل على وجهه الابتسامة .
هذا الموقف الإنساني ضاعف رصيد السيدة ميركل خاصة في قلوب العراقيين والسوريين باعتبار أن أغلب المهاجرين من هذين البلدين .
لقد كان رد فعل الشارع السوري , بوسترات وصور وكتابات تمجد بميركل وتسميها ( الأم الرحيمة , والأم الحبشية , نسبة لملك الحبشة طبيب الذكر الله يرحمه النجاشي عندما استقبل المهاجرين من المسلمين الهاربين من بطش قريش .
وظهرت كتابات فيؤكل مكان تقول :
– نحن نحبك .
– لا أحد فيكم مثل ميركل .
– هي رئيسة دول وأنتم رؤساء دول .
أما في العراق فقد كان الترحيب على صورة أخرى , سرعان ما كتب الشعراء قصائد في غاية الروعة ممجدة بالسيدة الألمانية ولاعنة الحكام العرب .
لعل من أكثر القصائد شهرة اليوم, قصيدة ( ( أبن أختك هالمُعّرِض خاله )
ربما حتى البعض من العراقيين لا يعرفون مديات التعبيرات التي جاءت بها القصيدة , فالخالة هي الأقرب للأم , والمّعِرضْ ,هو من يقف لدرء الخطر , دفاعا عن من يوجه له النداء .
تقول الأغنية : يم حظ وبخت : ومن يملك الحظ والبخت ضمن لنفسه المقام الأول .

    – كل أوربا داخت بيك .( لأن الأتحاد الأوربي تفاجأ بقرارها هذا .
    – أشرِ وكلنا جنودك من اليونان لحد برلين ( باعتبار نقطة انطلاق المهاجرين من اليونان , ولهذا هم جنود أوفياء لك بمجرد إشارة منها ) .
    – إحنا جنودك بالكلفة …
    – إلي يمسك نقطع كجفه ..
    – بس تاشرِين نهفه
    – عبرت الحد البلغاري وجيت لعشرتكم شاري .

    – ميركل ديوان ودله ما متربيه على الذله ….
    – محسوبه بمية زلمه .
    في العراق هناك تناقض كبير بين السلطة الغاشمة والشعب الثائر , السياسيون بقدر أنانيتهم ومصالحهم لم يهزهم الأمور ولم يثر شجونهم بل ربما قالوا عكس ما يجب أن يقال , فقد اعتبر بعضهم تلك عملية إفراغ البلد من الشباب , وسماها مؤامرة , دون أن يسأل نفسه : لماذا هذه الهجرة الجماعية , ولماذا الشاب في مقتبل عمره يغامر بالموت من أجل أن يهاجر تاركا بلده وأهله وأصحابه أليس هي السياسة الدموية التي قادها الدين المسيس وأحزابه العمياء !؟.
    لقد أنساهم الطمع الله وكتبه ورسله وأنبيائه وراحوا يلهثون خلف السحت الحرام .
    إلى متى تبقون بدون رجولة ؟
    متى تشبعون وأنتم بأرذل العمر ؟
    إلى متى تبقى رؤوسكم مدفونة بالتراب ومؤخراتكم مكشوفة ؟.
    إلى متى تعتقدون أنكم محصنين بالمنطقة الخضراء …؟ لا تغلقوا شبابيكم ,اسمعوا صوت الشعب هادرا… ليس بينكم وبينهم غير جسر الجمهورية , ولحظتها تذكروا مصير من قبلكم !.

أحدث المقالات