20 مايو، 2024 7:25 م
Search
Close this search box.

الخاشقچي ضحية المخابرات الامريكية والسعودية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثر الحديث حول مقتل ” جمال خاشقچي ” صحفي وإعلامي سعودي . معارضين لمقتله ومنتقدين أسلوب قتله لا لقتله مقلّين من شأن مصيره وما آل اليه . ضجيج أخذ مدى عالمي واسع وكأنه حادث القتل الاول في العالم . … حقيقة مقتل هذا الرجل وكما يذكر البعض انه مثل َمن يُقتَل في كل دول العالم . ناس تظلمهم دولهم وضروفهم ووطنيتهم هم بشر مثل خاشقچي وربما افضل منه لكن لماذا كان هذا وبهذا الشكل والصورة . سؤال مثير للإستغراب يستدعي إيضاح اكثر . والجواب انه ضحية عمليتين مخابراتيتين واحدة امريكية والأخرى سعودية . قبل ان ندخل في تفاصيل هاتين العمليتين نستذكر الجرائم التي قامت بها الولايات المتحدة الامريكية في كل العالم وآخر مكان كان العراق جرائم يجزع الشيطان منها قتل عوائل بكاملها كبار سن ونساء واطفال خارجة عن كل مفهوم انساني والميليشات الموالية لإيران المحمية من قبل الحكومات العراقي المتعاقبة ” حكومات الاحتلال ” عشرات الآلاف وآخرهم الناشط ” يقضان ” وفي مصر من قِبَل حكومتها وسوريا ولبنان ودول الخليج قاطبة وروسيا وايران جرائم يندى لها جبين الانسانية . لم ترتقي جرائمهم الشنيعة كما ارتقت جريمة قتل الخاشقچي و” موضوعها مستمر ” . يسأل المتابع بأندهاش لماذا هذا..؟ نعاود الحديث لمثابة موضوعنا عن العمليتين المخابراتية التي تعرض لها خاشقچي وكان ضحيتها . الاولى الامريكية . تفاصيلها المختصرة بدأت بأستمالة الرجل وإغرائه وتشجيعه على انتقاد الحكومة السعودية موطنه الاصلي تنشرها تباعاً وبأستمرار في صحفها المهمة ولقاءات من على قنواتها الفضائية تعطيها الاهمية والبعد الاعلامي والسياسي الواسع المعارِض حتى اصبح هذا الرجل ” خاشقچي ” ذا شأن متميّز عند الساسة الاوربيين والمحيط السعودي العام . والمخابرات الامريكية تنفخ في هذا المَوقِد وتحاول تطوير هذا الموضوع فهي لم تخسر في كل الاحوال بأعتباره ورقة معتمدة تلعب بها امريكا وقت ماشاءت . بالمقابل امريكا تحرّض حكام السعودية على الاقتصاص من خاشقچي بأساليب خبيثة مثل ما فعلت مع صدام حسين وأغرته بأجتياح الكويت عن طريق سفيرتها في العراق ومثل ما ضغطت امريكا وبعض دول اوربا وايران على الكويت وأفرجوا عن المحكوم المسجون ” ياسر الحبيب ” واحتضانه من قبل بريطانيا وجعله بوق يصدح بالطائفية والاسائة للإسلام ورموزه بأستمرار فهو ايضاً مثل خاشقچي ” زجاجة مولوتوف ” الفرق الاول غطائه طائفي مذهبي والثاني السعودي سياسي . شحن متواصل حتى اصبح الرجل مهيء للتفجير . هذه العملية المخابراتية الاولى التي يقوم بها ويرعاها الجانب الامريكي الخاصة بالمغدور . امريكا منذ صعود ترامب الى السلطة وفي برنامجها الاقتصادي الانتقام من العالم بشكل عام والعرب بشكل خاص خاصاً السعودية في حديثه . المخابرات السعودية من جانبها أعطت اهمية فائقة لخاشقچي بغية حمله على الانكفاء والتخلي عن مهاجمة العائلة الحاكمة السعودية محاولات كثيرة قامت بها السعودية لكنها فشلت وضل المغدور راكباً رأسه . فكان القرار الاقتصاص منه . تم وضع الخطط اللازمة للإطاحة به فتمت مراقبته في كل الاماكن التي تواجد بها مستعينة المخابرات السعودية بمصادر امريكية وتركية مجندة لصالحها لكن هذه المصادر مزدوجة العمالة وهناك تنسيق بين المخابرات الامريكية والتركية وعلى مستوى عالِ . عند دخول المغدور السفارة السعودية في تركيا تم تنفيذ خطة المخابرات السعودية بالقاء القبض عليه وتسفيره الى السعودية فرفض ذلك وقاوم . ضمن الاجراء المتفق عليه تم تخديره ونظراً لصعوبة اخلائه تم قتله وتقطيعه وهو مخدّر كما تقول الصوّر التي شاهدناها وهنا ( الطامة الكبرى ) , الادانة العالمية الانسانية وتشويه لصورة السعودية مسحوبة على صورة الإسلام . قرار الاعدام لم يكن عفويا بل بتوجيه من اعلى المستويات الحاكمة . ونتيجة هذا العمل وقع حكام السعودية الصف الاول في شرك المخابرات الامريكية وامسكت امريكا بأعناقهم و” المصيودين ” والمرشحين للصيد ” محمد بن سلمان ” ولي العهد ومن خلاله مصير العائلة الملكية بكاملها دخلوا في فخ لا يمكن الخروج منه واصبحت حالة الابتزاز سهلة وأكيدة وَمُحكِمة والسعودية تدفع مالياً وسياسياً ما تريده ” امريكا واسرائيل ” لأن كليهما حالة واحدة . كان على المخابرات السعودية أن تكون اكثر ذكاء . السفارة السعودية في امريكا وتركيا مزروعتين بأجهزة تنصّت وتصوير وهذا واضح من مسير الحدث , كان الاولى بالمخابرات السعودية العمل خارج سفارتها والتعامل مع هذا الموضوع بذكاء وحكمة اكثر ودبلوماسية اعلى وهناك طرق واساليب كثيرة يمكن اعتمادها لتنفيذ خطتها , المصدر التركي الذي اعتمدت عليه المخابرات السعودية كان مصدراً مزدوجاً لكل من السعودية وتركيا . المؤشرات تدل على ذلك . لا يمكن احتواء الموضوع الا بمصادرة مركز القرار السعودي من قبل الولايات المتحدة وهذا ما سيحصل . لا يمكن مقارنة ما حدث بما تقوم به المخابرات الامريكية او الاسرائيلية في المنطقة لأعتبارات كثيرة معروفة لأن السعودية تشكل مركز ثقيل وبارز وسط المحيط الاسلامي والعالم . الموضوع واضح والحديث بخصوصه طويل وواسع لكننا حاولنا الاختصار .. ولكم تحياتي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب