19 ديسمبر، 2024 9:18 ص

الخارطة من تكريت الى عدن دفاعا عن ايران والمقاومة

الخارطة من تكريت الى عدن دفاعا عن ايران والمقاومة

لقد كان السيد حسن نصر الله على حق في كلامه الصادق عن عاصفة الجرم من ان ايران لا تتدخل في القرار الداخلي لفصائل المقاومة بل تكتفي بدعم المقاومة، فلا وجود لقوات ايرانية تحتل المناطق او حواضن المقاومة ولا وجود لاي تدخل  ايراني في اقرار  الهيكل التنظيمي او النظام الداخلي او صياغة الوصف الوظيفي لمفاصل فصائل المقاومة او صراعاتها وانشقاقاتها الداخلية ،فلم تدفع احدا الى القيادة او الانشقاق، وظلت على مسافة قريبة مع كل التنظيمات المنشقة عن فصائلها الام، لم تجبر احدا على اتخاذ موقف سياسي من دعم حكومة او اسقاط اخرى او قامت بابتزاز اي تشكيل عن طريق قطع المساعدات التي الحقت ضررا باقتصاد ايران التي تدفع ثمن دعمها غاليا من تامر داخلي وحصار خارجي  وتامر دولي. لقد كان الكثير يتمنى لو تتدخل ايران لان المزيد من التدخل يعني اعادة تصحيح مسار الاحداث واعادة الامور الى نصابها الطبيعي بمنعها الانشقاقات والقرارات العشوائية الغير ناضجة على صعيد بعض فصائل المقاومة العراقية . ان موقف عدم التدخل الايراني كان موقفا ناضجا فلقد اكتفت بالنصح وابداء المشورة دون فرض الارادة على الحلفاء كما تفرضها السعودية وامريكا على عملائها حيث تتدخل في كل صغيرة وكبيرة من صنع القادة الى التحكم بتفاصيل التصريحات واللقاءات الصحفية . ورحم الله ابا الطيب حين قال:.

أكلما اغتـال عبد السـوء سيـده                         أو خـانه فلـه في مصـر تـمهيد

صار الخصـيُّ إمام الآبقيـن بـها                        فالـحر مستعبـد والعبـد معبـود

نامت نواطيـر مصـر عن ثعالبهـا                      فقد بشمـن وما تفنـى العناقيـد

العبـد ليس لـحر صالـح بـأخ                            لو أنه فـي ثيـاب الـحر مولـود

لا تشتـر العبـد إلا والعصا معـه                       أن العبيـد لأنـجاس مناكيــد

من امثلة عدم التدخل ماورد في التهديد الامريكي بضرب الحشد الشعبي فيما لو دخل تكريت وما رافق ايقاف اطلاق النار  من اشاعات برفض عدم التنسيق مع امريكا وغضب امريكا من ان تحسم المعركة في اشهر معدودة التي ارادت من خلالها الابتزاز المالي في تجارة السلاح لمدة 10 اعوام طيلة الحرب المتوقعة مع داعش فضلا عن عدم رغبتها في ان تحسم الحرب ضد داعش فهي اداتها ورصيدها الاحتياطيء كما ان القضاء عليها بقرار عراقي خالص وبايدي عراقية مئة بالمئة سيعمل على اسقاط خطط التقسيم والتجزئة الاقليمية في الاقليم السني النجيفي من خلال تحويل بعث الداعش الى حرس وطني محلي وطبعا تسربت اشاعات وتهديدات بمن هو تحت الحصار من مرتزقة اجانب لهم ارتباط مباشر بالولايات المتحدة الامريكية تم اقتراح خروجهم السلمي (في الوقت الذي تم فتح ثغرة ممر للهروب للمدنين سابقا  قبل حصار تكريت من قبل بعض قوات الحشد الشعبي لاجل عدم دخول حرب ابادة واستماتة يلجا فيها الى ايقاع المزيد من الخسائر في عمليات الارض المحروقة سواء على الصعيد البشري او  على البنى التحتية وتم بث الاشاعات عن حصانة القصور الرئاسة والمئات من السيارات المدرعة المفخخة والقناصة والانتحاريين والعبوات الناسفة وطبعا كان هناك الحاح وطلب بابعاد الخبراء الايرانين خاصة الجنرال قاسم سليماني وبعد ذلك فاجىء العبادي هو والعبيدي باتخاذ قرار  منفرد سري بطلب العون من طيران التحالف الدولي الامريكي حتى يقال بان النصر في تكريت ليس شيعيا ولم تحققه المقاومة لوحدها  دون اي تنسيق مع الحشد الشعبي حتى تفأجات قوات الحشد الشعبي بانزال امريكي لاخلاء قيادات داعش في تكريت وبفتحممر هروب لهم كما تم اسقاط معدات واسلحة وقوات مرتزقة داخل تكريت وساهمت في ضرب  قوات الحشد الشعبي عدة مرات في مواقعهم الثابتة في الاراضي المحررة وضرب القوات المهاجمة التي ارادات اقتحام تكريت في منطقة الحصار التي تبلغ 4 كيلو متر مربع فقط. لقد جاءت عملية اقتحام تكريت متزامنة مع حملة السعودية على اليمن في عاصفة الجرم من اجل انقاذ الارهابيين في منطقة الشرق الاوسط تحت ذريعة القضاء على المد والنفوذ الايراني ولا ادري اي نفوذ هو  دون وجود اي تدخل قوي هل هو احتلال عسكري ام سياسي ام عسكري فلا ثقل للقرار الايراني في المسار السياسي العراقي او اليميني او اللبناني بشكل حاسم يقلب اختلال ميزان القوى جذريا او بشكل كبير كالتاثير الامريكي .
ان ايران كسبت حب شعوبنا في العراق ولبنان وسوريا واليمأن لدعمهم شعوبنا ضد المؤامرة الامريكية الخليجية الطائفية ، في الوقت الذي ليس يخذل الخليج شعوبنا فحسب بل يغدر بنا ويصنع هو وامريكا واسرائيل وتركيا داعش لابادتنا. ان فيتنام  كانت تقاتل الغزاة من فرنسا وامريكا وتتفاوض معهم في نفس الوقت  اي ان الصراع شامل والحرب اعلامية وسياسية وقانونية واعلامية وعسكرية ودبلوماسية في الحرب الشاملة، والعراق وهو في حالة الاحتلال والارهاب بحاجة ليس الى السياسة المتزنة فحسب  بل يجب ان يقارنها العنف الثورقي لاعادة التوازن لانه لا حياد  ولا وسط بين الحق والباطل ولا مساواة بين الصواب والخطأ ومن يدعو الى الحياد بحجة الوسطية والاعتدال ليس على باطل مبين. وقد نكون بحاجة الى اطلاق النار على راس العبيد كي ينجو الابرياء .

أحدث المقالات

أحدث المقالات