17 نوفمبر، 2024 10:49 م
Search
Close this search box.

الخارجية …والصباح …والصحف …وسياستنا

الخارجية …والصباح …والصحف …وسياستنا

ليست المرة الاولى التي يشدني اليها قراءة خبر عن وزارة الخارجية في صحيفة الصباح الرسمية ,مفاده {الجعفري يشيد بالدعم البريطاني لوحدة العراق أمنه واستقراره} كان الخبر منشوراً في الصفحة الثانية وحجم المساحة صغيرة ,كنت أتمنى أن تحتل أخبار الأنشطة التي تقوم بها الخارجية واجهة الصفحة الاولى وبعنوان رئيسي ,نحن اليوم نعيش أزمة السياسة ومعتركها ,ودخول القوات التركية للأراضي العراقية دون أستآذان هو خرق في وضح النهار بكل ما تعنيه الكلمة لانتهاك سيادة البلد وأراضيه ودستوره ومقدراته ,من قبل دولةً لم تراعي حرمةً لعلاقات حسن الجوار فضلاً عن تهديدها للسلم والأمن الدوليين,نحتاج من صحفنا المحلية وحتى الدولية التي لها موقف واضح من الارهاب أن يكون هنالك تسليط للضوء على دور خارجيتنا والياتها في التعامل مع هذا الملف الحساس جداً,وكيف استخدمت ووظفت دبلوماسيتها بأسلوبها وحنكتها ,في أعطاء صورة مشرفة للعالم أن العراق بلد يحترم المؤسسات الدولية والقانون الدولي ولن ينجر الى اسلوب العصابات في أخذ حقه ,لقد استخدمت الخارجية القنوات القانونية الصحيحة منها مجلس الامن وسلمته شكوى رسمية بهذا الصدد كما أتخذت الوزارة قراراً بإرسال ثلاثة وفود إلى مجلس الأمن، وحلف شمال الأطلسيّ (الناتو)، والاتحاد الأوروبيّ،هذه الوفود مهمتها توضيح تطوُّرات الأحداث على الأرض، المراقبين للشأن السياسي يعدونها خطوات مدروسة تبعث فينا روح القوة والطمأنينة بأن هناك غرفة عمليات في التصدي لمن يريد الاساءة لبلدنا ,هذا الحدث يدفعنا بأن نعيد ترتيب اوراق حقيبتنا الاعلامية من حيث الوقت الكافي والمناسب في التغطية السياسية لهذه الأزمة بالوسائل المرئية والمقروءة والمسموعة ,تغطية التحليل السياسي وشرح المستجدات اولاً بأول للجمهور الذي يبحث ويسأل عن النتائج وما ستؤول اليه الأمور في خضم تصريحات المسؤولين الأتراك,أنها معركة الاعلام وأسلحة الحرب النفسية وهما المحرك والمحور الاساسي لإحراز النصر في أي منازلة ,علينا أن نخصص في نشراتنا الاخبارية وصفحاتنا الاولى من الصحف ما تقوم به الخارجية سواءً اصدار البيانات أو اللقاءات التي تجرى من قبل الوزير والمختصين بهذا الشأن بشكل مستمر ومتواصل ,أن أبسط أزمة تمر بها أي دولة نجد هناك تجنيد كامل للعجلة الاعلامية في التوظيف لها لأن قوة الدولة تنبع بمدى كيفية

التعامل مع الازمات الداخلية والخارجية ,أن العالم يترقب بدقة وعن كثب ما هو دور الدبلوماسية العراقية وخطواتها المترجمة على ارض الواقع وهذه بحاجة لوقفة لأن تخرج من الجدران الاربعة وترى النور للرأي العام وللمجتمع الدولي ,عدونا ليس بالسهل بل متمرس ومدرب ولديه تجارب وحيل ماكرة في تضليل الحقائق وتزويرها ,علينا تذكيرهم أن الجراحات كثيرة والعراقيين يقاتلون على جبهات مختلفة للحفاظ على هويتهم وإنسانيتهم ومشروعهم الديمقراطي ,علينا أن نعرض للملء ماذا تقول الدول في الاعلام عن هذا التدخل السافر بحجة محاربة الارهاب وداعش ,أين كانت تركيا وقواتها والمعارك على اسوار بغداد ؟أين كانت وكان النفير في الفتوى الكفائي الذي أنقذ البلد من شبح الموت المحتم ؟أين كانت والمعارك ودماء العراقيين الأحرار لم تتوقف وأحرزنا النصر في مواطن ومواقع كثيرة ونجاحات كبيرة حيرة العقول وأذهلت الدول لصمودهم وبسالتهم في القتال ؟أين تقف تركيا من المهجرين والنازحين الذين يفترشون العراء خيماً لهم ؟أين دفاعها عن حقوق الانسان وحدودها ممر آمن للمجاميع الارهابية ؟كيف سترد تركيا على تصريحات دولة عظمى كروسيا وهي تتحدث بحقائق عن عمليات سرقة النفط وبيعه لجهات مشبوهة ومتورطة بالإرهاب ؟جاءت تركيا عندما اكتملت ملامح الخطة وباتت ساعة الصفر للهجوم على الموصل وشيكة وبات حشدنا وجيشنا وقواتنا المسلحة الباسلة اليوم هم اصحاب المبادرة في ساحة الوغى وأكثر قوة واستعداد في المعركة ,ماذا تريد منا ؟هل تريد اعادة دولة الخلافة العثمانية لتبتدئها بنا وتجربها علينا وعلى رؤوسنا ؟على الجميع أن يعي ان العراقيين اليوم وأن كثرة السهام والرماح ليسوا ضعفاء انما هم حكماء ,والحكيم معروف عنه يزن الامور ومثاقيلها بالوزن الصحيح ,هذه الحقائق وغيرها بحاجة للنشر ولإيصالها للمغرر بهم الذين ينسجون الحوادث والمواقف وفق أهوائهم وأمزجتهم,عليهم أن يعرفوا أن سياستنا اليوم ليست كسياسة الأمس عندما كان النظام البائد يدير الامور مع دول المنطقة بنظام الفتونة لم يكن يأبه لأحترام أية مواثيق دولية ,كانت قرارات ارتجالية دفعنا ثمنها أثمان باهظة من حياتنا .

أحدث المقالات