ولجتْ الساحة السياسية مئات الاحزاب, بشتى الشعارات والتوجهات, ولم تكن مكتملة ذاتياً؛ مما لم يمكنها بصراحة, كسب رضا المواطن وإعطاء الحلول الناجعة للأزمات التي تعصف بالمواطن.
كثير من الاحزاب, زعمت إمتلاكها حلولاً إستراتيجية لأزمات عراق ما بعد قيام الجمهورية! وليس فقط لأزمات ما بعد, 2003 لكن الحلول المزعومة, تتبدد بمجرد اعلان النظام الداخلي للحزب.
بعد تحرير العراق من الحكم العفلقي, دخل العراق تجربة لم تكن يسيرة, وإدعى المحررون إنتهاجهم السياسة المعتدلة, لكن سياستهم, سرعان ما دخلت في غيبوبة وذهبت ديمقراطيتهم أدراج الرياح؛ والحلم الذي تحقق, أصبح كابوساً مرعباً لأغلب العراقيين؛ الذين إنغلقت وتحجمت عقولهم نتيجة حروبٍ لا طائل منها, وللأسف لم يعد للشعب العراقي قدرة على التفكير السليم, وإختيار من سيمثلهم في الحكومتين التنفيذية والتشريعية, و كُثرة الأحزاب وتعدد الشعارات والولاءات (زاد الطين بَلّة).
السيد فلان والشيخ فلان والاستاذ فلان, وكمٌ هائل من الاسماء المسبوقة بحرف(د), كل هؤلاء ولجوا العملية السياسية, وبمعيتهم حلولاً لأزمات هم إفتعلوها أصلاً!
721 الف مواطن رفضوا التغيير, في بغداد وحدها رغم المعاناة وإنعدام الأمن وأبسط مقومات الحياة, أصوات زجاجية, سرعان ما تكسرتْ, الشعب العراقي كان ينتظر؛ نتيجةً تشفي جِراحه عبر الانتخابات البرلمانية؛ بسبب الخِلافات والاختلافات الكثيرة, أُمنيات بالتغيير تكادُ تذهب ادراج الرياح؛ الكتل الصغيرة أصبحتُ سلعة مرغوبة من يدفع اكثر, وكأنها هي الفائزة والتحالفات اصبحت شبه مؤامرة.
من سيصل الى عتبة النصف +1 سباق قد يطول, وقد تتشتت التحالفات, كما تشتتْ اصوات الناخبين, وتباً لشعار التغيير, العراق الان أمام مفترق طرق, كسائر بلدان الشرق الاوسط , التي تحاول النهوض من كبوتها, مهما كلف ذلك ومهما كانت النتائج, في بغداد كما في المحافظات, تُزهق أرواح الأبرياء بالجملة وبشكل منظم, أما بِدافعٍ طائفي أو نتيجة تفجيراتٍ عشوائية, إنقسمتْ مُعظم الأحزاب, بكافة أطيافها, ولم تعد هناك أهمية إن كان المؤتلف سنياً أم شيعياً..!
فالمعلن: إن السنة جبهة واحدة؛ والشيعة جبهة واحدة, وربما الأخوة الكورد الوحيدون الذين (يلعبوهه صح) ان ما يدور في أفق السياسة ليس غريباً, فلا غريب في السياسة مطلقاً؛ فكل شيءٍ جائز ووارد, ولا خطوط حمراء ولا هم يحزنون! فأعداء الأمس أصدقاء اليوم.
إنتهت الإنتخابات البرلمانية, وظهرت النتائج وطالت الحوارات, والشعب العراقي (حنطتة تاكل شعيرة) ولا حلول في الأفق, لأزماتٍ طالت (رحمته تعالى لأمرئ أيقظ حلولاً نائمة).