10 أبريل، 2024 5:58 م
Search
Close this search box.

الحُب والحياة

Facebook
Twitter
LinkedIn

يا ايها الناس… انا من جنس البشر…اعاتبكم… نعم اعاتب ايضا من خلقكم
انتم من أسئتم للحُب والجمال,  وجعلتوا له ثمن وحبستوا  العواطف في الصدور
القلوب اصبحت بلا رحمة ولم يبقى معنى لا للحُب ولا للعواطف
يا ايها الناس….. لا استثني الله من هذا العتاب
ندائي هذا هو شكوى,  بسبب  الجراحات اليومية, انها ليست فقط  لمعاناتي  الشخصية   وضياعي في هذا العالم المملوء بالحقد والكراهية
إذا فُقد الحُب غاب الانسان … وفي غياب الانسان يعني لا وجود للحياة
لا تسألني عن مصير الحُب … لأن جوابي سوف لا يكون اكثر من  وا أسفاه
× × × × × × × × × ×
الاسطر السابقة هي ترجمة لأغنية للمطرب  الايراني الكبير داريوش بعنوان ( آهاى مردم دنيا گله دارم), ولقد قمت بترجمتها  بتصرف بعض الشيئ ,الاغنية  تصف وضع  العراق اليوم وبعض دول العالم الثالث  بشكل دقيق جدا, حيث فقدان العواطف بين بني البشر, واصبح الاستغلال والكراهية  والحقد, هو الشغل الشاغل لمن يتحكم بمصير الانسان على تلك الارض,دمارٌ ودماء, بكاءٌ وصراخ, ايتامٌ وارامل, تخلف وجهل.
الحب والابداع والرحمة والشفقة والحنية والتعاون والنزاهة  والصدق والاخلاص كلها كلمات لا تسمعها عند عامة الناس هذه الايام, ليس لها وجود اندثرت,  رسائل الحب والغرام ليس  لها وجود, ولا النزهة مع الحبيب على شاطئ النهر او في حديقة عامة, والانسان هناك اليوم لم يعد يتذوق معنى الابداع الفني, كالاستماع الى اغاني الحب والغرام , او مشاهدة مسرحية هادفة او حتى فلم سينمائي جميل.
قتل, خطف, سرقة, سطو مسلح, عبوة ناسفة, حزام ناسف, مفخخة, كاتم صوت, مزابل, مجاري مغلقة, باعة متجولون, عشوائيات وتجاوزات, سيطرات ونقاط تفتيش, جدران كونكريتية, طرق مغلقة, انقطاع التيار الكهربائي, حيوانات سائبة, مكبرات صوت وضجيج,…. هذه مشاهدات يومية لبني البشر في العراق.  الفساد الادراي, الرشاوي, الواسطة, التزوير, عقود مزيفة, شركات وهمية, لجان نزاهة, طلب صحة صدور, كل هذه الامور واضحة  لكل من يراجع دوائر الدولة, ولا احد يعمل على ازالتها ! وتزداد يوما بعد اخر!
في هذه المجتمعات يكثر بشكل غريب جدا بناء دور العبادة,  وليس هناك ابدا اهتمام  ببناء  دور للعلم  والثقافة او الرياضة, من اهم المهن التي تدُر اموالا  لا حصر لها على من يمتهنها  هي مهنة  السحر, والفتاح فال و الذين يتعاملون مع الجن وتحضير الارواح, قارئي المقام العراقي ومبدعي هذا التراث الغنائي الجميل  تحولوا  الى مداحي اهل البيت  وقارئي التعازي, وذلك لضمان العيش الرغيد والحصول على كل شئ  من احسنه, خريجي الجامعات يفترشون الارض في الشوارع العامة  ليكسبوا  رزقهم اليومي ولا يعلم ماذا سيبتاع في الغد, اطفال من كلا الجنسين يتراكضون بين زحمة السيارات وفي اشارات المرور التي غالبا ما تكون عاطلة لعدة اسباب, وهم يبتاعون مناديل او اكياس وغيرها, يتوسلون لكي يبتاعوا ما يحملونه  من الاشياء ولساعات طويله  وفي جميع الاجواء المناخية.
في اي بلد متحضر في العالم, وفي الالفية الثالثة, من النادر ان تجد شباب  او شابات اعمارهم تحت 20 سنه لا يجيدون القرأة والكتابة, إلا في هذه البلدان حيث من الطبيعي ان يصادفك من في تلك الاعمار دون ان يدخل المدرسة على الرغم من انهم يسكنون المدن.
الحالة الاجتماعية هناك اقرب ما تكون الى زمن القرون الوسطى, حيث تعدد الزوجات, العنف الاسري ضد الأبناء والزوجة, السلطة العشائرية تفوق السلطة القضائية واحيانا التشريعية  والتنفيذية كذلك.
جميع هذه الحالات يمكن ان تزول اذا حضر الحُب وزال الحقد,هنا نرجع الى اغنية الفنان الكبير داريوش, واليوم هو يحتفل بعيد ميلاده الواحد والستون, وهو قد قال… (اذا فُقد الحُب غاب الانسان … وفي غياب الانسان يعني لا وجود للحياة )
للاستماع الى اصل الاغنية وبصوت الفنان داريوش ادخل على هذا الرابط ….
http://www.youtube.com/watch?v=320TBy-PZD8

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب