“لكلّ داءٍ دواءٌ يُستطبُّ به….إلا الحَماقة أعْيتْ مَن يُداويها”
الحُمُق: قلة العقل.
واستحْمَق الرجل: فعلَ فِعلَ الحمقى.
ويُقال : حُمُق وحَمَق.
هل إننا محكومون بالحمقى؟
هل أن البلاد أسلمت أمرها للحمقى , فما عاد هناك عقلاء وحكماء , وذوي غيرة وطنية وإنسانية وعربية؟
هل أننا إستلطفنا التغابي والتجاهل والفساد والسحت الحرام والكذب والرياء , وأوجدنا دينا آخر غير الدين الذي عرفناه؟
هل أننا نعيش في عصرنا أم أننا نستحضر أهل القبور لقتلنا وتحقيق أعلى درجات ثبورنا؟
هل أن أرحام الأمهات نضبت , وما عادت تنجب رجالا أشداء على الظلم والفساد والمجرمين , ومعتصمين بحبل الأخوة والألفة الوطنية المتين؟
هل لدينا نوازع عدوانية ضد الوطن , ورغبة لا شعورية للإنتحار الجماعي والفردي , والثقافي والفكري والعقائدي والحضاري والوطني؟
هل نحن في غفلة , وننام تحت ركام التداعيات المتوالية على أيامنا المستغيثة من وجود البشر؟
هل نحن نحن أم لا نحن؟
تساؤلات تفيض من أفواه الحجر في هذا الزمان , الذي ما عاد فيه مكان للعقل والحكمة والسلوك الحَسن , إذ يسود كل بغيض وأثيم وداعية شرور وسفّاك دماء , وزاهق حق ومُحق باطل , ومُخادع ودجّال ومقنّع بألف دين ودين.
زمن تحوّل الكرسي فيه إلى رب ودين له أتباعه وطقوسه وطاغيته وفرعونه الذي يعلو ويتجبر.
زمن يحترق فيه المعروف ويتوهج المنكر , وتنهزم الكلمة الطيبة وتنتشر الكلمة الخبيثة.
زمن غاب فيه العقل وتسيّدت العواطف , وتمكن من السلطة بشر كأنهم ليسوا ببشر , فتمترسوا في حصون حصينة , ذات ألوان تهين لون الله المعطاء في الأرض , وتزداد بعدا عن عباده وتسيمهم مرّ العذاب والقهر والبلاء , وتحسب أنها تؤدي إرادة ربها في أرضه , وأنها كلمته وقدرته الفاعلة , كما
إدّعى هولاكو من قبل , فقتل ضميره ومَن معه بهذه الإدعاءات التي بررت الجرائم المرعبة المروعة.
تلك حكاية ناعور خطايا وآثام تعصف في أشرف بقاع الأرض وأطهرها وأسماها , وتمعن في غيها وضلالها وبهتانها.
والناس تنسجر في تنور أحزاب الكراسي وفئات المآسي والمدعين بدين ولكن أي دين.
ولا تعجب من الآتيات , ما دامت البلاد يديرها الحمقى من الذين توهموا بالسياسة والسلطة , وما يعرفون منها إلا النهب والسلب وبناء السجون , وتدمير أبناء الشعب ببعضهم فيصادرون حقوقهم.
وينطبق عليهم هذا البيت الشعري:
“أقول له : عمرا فيَسمَعه سعدا…ويَكتبه حمدا ويَنطقه زيدا”!!!
فهل لنا من لبيب حكيم حليم؟!!