حفزني مقال الأستاذ أبراهيم الزبيدي الموسوم : الفستق واللوز ومحابس الشذر العقيق – وخاصة فيما يتعلق باصحاب الشهادات العليا , وبالذات الدكاترة المتخرجين من العراق أو من الدول الأشتراكية وبالتحديد بعد عام 1990 والى يومنا هذا حيث زور العديد منهم شهادات عليا وذهبوا للتدريس في دول عربية أكتشفت زيف شهاداتهم مؤخرا وكان التعاطف معهم بالتعيين هو كونهم عراقيين محاصرين من أمريكا وحلفائها الكفار وهذه الحكاية المخجلة معروفة للقاصي والداني , وأخرون حصلوا على شهادات التزوير والسلق من الدول الأشتراكية والداخل العراقي بحكم العلاقات التي لاتسمن ولاتغني ولاتفيد في أوربا مثلا ومنهم من أشتراها بالمال من مصر أو سوريا أوايران وأوكرانيا , والبعض أرسله الحزب لدول رأسمالية وأشتراكية ليحصل على شهادة بحب القائد والحزب و ليعود خبيرا برقص الديسكو ومغازلة بنات الليل بلغة رخيصة ثم ليصبح مسؤولا ثقافيا يساهم في تراجع وخراب الثقافة القومية الى العقلية العثمانية او العشائرية او الحزبية الضيقة ويهمش ماسواها والذين لم نرى من عطائهم غير التفاخر والتنابز باللقب في كل ميادينهم العلمية والنفخة والكشخة والفراغ والخواء الفكري فلم نرى كتاب جديد أصدروه كما كان يفعل المرحوم الدكتور علي الوردي وحسين أمين وغيرهم من المبدعين في أختصاصاتهم العلمية والأدبية والفكرية وهم كانوا كثر في حين لم نر الآن حتى دراسة لهذا وذاك الدكتور في أختصاصه وحتى في كتابة بحث علمي بجريدة أو مجلة أو موقع أنترنيت أو مشاركة في تجمع علمي بالخارج بل ومنهم من لايعرف البلاغة واللغة الأكاديمية والفهرسة عند المصادر وكيفية أنتقاء المعلومة من مصدرهها وتبويبها بما يخدم الفكرة والموضوع بدقة , بل ولايعرف كتابة سطرين باللغة الأنكليزية ولا النطق الصحيح بها ويخطأ بأستخدام الأملاء الصح للأفعال و حروف الجر والأسماء, بل ولايفهم باستخدام الحاسوب ,فكيف يتسنى له متابعة أخر المكتشفات العلمية في العلوم والفنون والأداب والكيمياء والفيزياء وغيرهما والمشكلة التي تسود مجتمعنا العراقي الان هي سهولة الحصول على شهادات علمية من جامعات دينية متدنية المستوى العلمي وبعلم الدولة , بل ويمنح الطالب المنتسب فيها البكلوريوس والماجستير والدكتوراة بمختلف مواضيع الدين والدراسات الأنسانية وبكل سهولة دون تكليف ودون حتى بلا مطبوع الدراسة المتعارف عليه بل مجرد ورقة منمقة بتذيل ثلاث مختصين أو دكاترة أو رجال دين وبالأمكان تقليدها بسوق مريدي بسهولة لقاء 200 دولار و بمغلف ذهبي جميل وختم يحمل أسم الجامعة او الجهة المسؤولة وسرت هذه العدوى القبيحة الى أوربا فأسست جامعات هدفها أبتزاز البسطاء الفارغين من الثقافة والفاشلين والمعقدين متخذين من اسم تلك الدولة الأوربية غطاء لمنحهم شهادات عليا كالماجستير والدكتوراة في أختصاصات أكاديمية لم يمارسوا أي منها في حياتهم الدراسية ومنهم من أنهى الدراسة الأبتدائية وتكمل المسرحية بصنع مشهد لمناقشة الرسالة بحضور اصدقاء وعائلة الطالب الذين يعرفون وهو معهم أنها مشهد من مسرحية كوميدية لاتغني ولاتسمن ولايعترف بها اصحاب الشأن في البلد الأوربي الذي يعيش فيه حاصلها بل لمجرد مناداته باللقب الممنوع تداوله بأوربا ونتداوله نحن العراقيين وفق اطر التقليد فقط – الدكتور – وهو في الحقيقة – كنتور – فارغ من أي شىء . ومن هنا يبدأ الخراب الثقافي للأنسان صاحب الشهادة الذي يزين بها صدره كوسام أجتماعي ليغطي عيوبه الأخرى الكثيرة ومنهم من يتخذها للتعين فقط وماأكثر الشهادات التي زورت بشكل نخجل منه كعراقين أمام شعوب العالم وخاصة حين يتحدث بها مسؤول كحقيقة عبر الصحف وقنوات التلفزيون سواء بوزارته أو وزارات أخرى واصبحت الشهادة العليا نكتة يتندرون بها على ضحالة مستوى العلم بالعراق لدرجة ان بعض الوزراء من أول الجمهوريات الى أخرها ممن حصلوا على شهادات مزورة ولقب دكتور .
أننا نرى الكثير من أصحاب الشهادات العليا منهم المتحذلق ومنهم الكاذب يتمتعون بعلاقات جيدة مع اصحاب الشأن والسلطان ونراهم يتواجدون في المحطات الفضائية الرخيصة ليجعلوننا نضحك عليهم وعلى طروحاتهم المملة واستخدامهم عبارات مكررة سمعناها من غيرهم عشرات المرات وليس في نقاشهم أي شىء من حقيقية سياسية او فكرة لحل معضلة سياسية او لغة أكاديمة عالية وساهم بعضهم بأذكاء الروح الطائفية لخوائهم الثقافي وفراغهم الفكري وجمودهم الديني المتخلف وغبائهم المتوارث بلا حدود فساهموا بسياسة الحقد والتدمير والقتل بحفر نهر الدم الذي لم ينقطع نبعه في العراق فجيشوا السذج من الناس بصراع الأحزاب والطوائف من أجل مصالحهم الخاصة والحزبية وليس من أجل العراق والدليل ان العديد منهم يمتلك ارصدة وعقارات في أوربا من مختلف التيارات الحزبية والطوائف الدينية , فهم يخدعون أنفسهم ولكنهم لايخدعون الشعب ولاالله .
أن هذا اللقب العلمي العظيم الذي يفنى العمر من أجله طالب العلم الحقيقي وهو حلم ليس بعيد المنال للطالب المدرك والمجتهد والذكي والمثابر الذي يريد ان يطور مداركه العلمية بالشكل الجيد ليكون أداة حضارية بشهادته العلمية والكسب المعرفي لأختصاصه ليرتقي بذاته ولينفع المجتمع العراقي بالعلم والمعرفة التي تزود بها . أن المبدع والموهوب لاتضيف له الشهادة أية قيمة تذكر ماعدا اللقب فلم يكن المتنبي دكتورا بالأدب ولا جعفر الصادق فيلسوفا جامعيا ولا الجاحظ ولاالمعري والرازي والكندي ولاعلي بن أبي طالب ولانجيب محفوظ والعقاد ولانزار قباني ولاالجواهري دكاترة بل كانوا فوق مستوى اللقب بكثير, لذلك فأن ارثهم سيظل خالدا لعدة قرون .
أن أصحاب الشهادات الحقيقية العليا الذين نقف لهم أحتراما وتبجيلا وهم فخر لنا من العراقين النوابغ وخاصة في مجال الطب و العلوم والكيمياء والفنون والأداب, أحتضنتهم أوربا وامريكا وربما الصين واليابان وامنت لهم ولعوائلهم مايحتاجوه من أمن وصحة ومال فأبدعوا ضمن أختصاصهم الخلاق ونالوا أحترام البلدان التي كرمتهم وكاتب السطور واحد منهم .
وساذكر للتأريخ حكاية أحتفظت بها لمدة عشرون عاما وشهودها موجودين على قيد الحياة سواء من أصدقائي العراقين او من الكتاب والمثقفين الأردنين أم من اصحاب المطابع الأردنية المعروفة والمتخصصة بطبع الدراسات العليا سواء بعمان او اربد , هو أني ساهمت وكتبت أكثر من عشرون شهادة ماجستير ودكتوراة في الدراسات الأنسانية لطلبة كسالى من العرب الخليجين والعراقين والأردنين ومن دول شمال أقريقيا لحاجتي المادية أنذاك كوني أعيش بلاعمل لمدة 7 سنين, من خلال أقامتي بالأردن ومنهم من أصبح سكرتير لرئيس الجمهورية ورئيس لجامعة عربية وكليات عراقية وعربية ولست خجولا أن اذكر ذلك وانا الحاصل على دبلوم المسرح فقط , لأني كنت من خلال أولئك الكسالى والخاملين اؤكد قدراتي الفكرية الرصينة ومعلوماتي الدقيقة التي سوف تصبح بمتناول الطلبة الجامعيين مستقبلا وهي تحوي الروح العلمية الرصينة والفائدة القصوى للطلبة الجدد وأغلب من كتبت لهم حصلوا على أعلى درجات التقييم و الأمتيازمن خلالي لحد كنت أعلمهم طريقة الألقاء والمناقشة بحكم كوني مسرحي , وهاهي مكتبات الجامعات العربية تتزين بمؤلفاتي ودراساتي الأنسانية والأدبية والفنية وطريقة أستخدام التقنية في تطوير المعاهد الفنية والتكنولوجية , دون ذكر أسمي والتي أعتمدت أغلبها على مصادرأجنبية حديثة العهد وبالغة الأهمية والمعلومة باللغات الأنكليزية والألمانية والفرنسية وبالتعاون مع معاهد أجنبية كرمتني لجهدي وأولها معهد غوتة الألماني والمعهد الأسباني والفرنسي الثقافي, وللأسف ان العراق منعني من طبع اربعة مسرحيات أحداها تم تكريمي (بذلة وشتائم وسجن ) حيث قدموني لمحكمة الثورة السيئة الصيت في حين كتبت عدة مقدمات لكتاب أجانب تهتم بالمسرح والأدب صدرت من (مؤسسة الشناق) التي يمتلكها رئيس جمعية المترجمين الأردنين الدكتور عبدالله الشناق وهو حي يرزق في الأردن كأستاذ بجامعة اليرموك ورئيس قسم اللغات الأجنبية وهو شخصية ثقافية معروفة عربيا والذي يؤمن بقدراتي الفكرية والثقافية واختصاصي أكثر من الدكاترة الذين معه بجامعة اليرموك مما حدا بأحد الدكاترة الذي أصبح وزيرا فيما بعد أن يطلب مني أن نكتب مسرحية سوية لكني رفضت رغم المبلغ الجيد لأن المسرح له مبدعيه وكتابه وليس المتطفلين عليه ورغم ذلك وبغفلة وتهديد أضيف أسم دكتور( نكرة ) الى أحد مسرحياتي المطبوعة باللغة الأنكليزية وأسمها ( جدار تشرق من جديد ) والتي نلت فيها شهرة واسعه في الأردن ومثلت الأردن في مهرجان أيطاليا المسرحي وفازت با لجائزة الأولى عام 1997 وحينها قابلني وزير الثقافة الأردني أنذاك الدكتور قاسم ابوعين وشكرني على جهودي بل وأستضافني مرة بمنزله , وكتب لي بصرف مكافأة سرقها مني الدكتور المزيف ويدعي ( محمد خير ديباجة ) وهي قصة يعرفها المثقفون والأدباء في الأردن قاطبة عام 1977.
وبدون مبالغة ولامباهاة أقول : أن سجني ومحاكمتي في عام 1976 ونقاشي مع اساتذة التأريخ الكباروانا في قفص الأتهام لخيرة الأساتذة بجامعة بغداد والمستنصرية ومنهم من كان مستشار تأريخيا لرئيس الجمهورية في قضية القرامطة وكنت وانا الطالب الفقير والغني بالثقافة والوعي التأريخي لحركة نالت الشتم والجهل من كتبة التأريخ , وقوفي ندا قويا بالوعي والمعرفة والحجة العلمية أمام اولئك الدكاترة الكبار منحني قوة أن اواصل المسير لأغير مفاهيم خاطئة ليس في تأريخ العراق بل السويد وطني الثاني والى لقاء أخر لحقائق جديدة يجهلها الدكاترة المختصين في التاريخ عربا وأجانب سأطرحها مع الوثائق على صفحات كتابات وشكرا .