22 ديسمبر، 2024 6:59 م

الحياد المرفوض

الحياد المرفوض

لقد بات واضحاً أن معظم الذين يكتبون في مواقع التواصل الأجتماعي
لا يكتبون بتجرّد ….
إنهم لا يكتبون عن موضوع ما ، إنطلاقاً من إيمانهم بإيجابيات هذا الموضوع …!!!
أو قناعاتهم بسلبيات ذلك الموضوع …!!!
إنما يكتبون إنطلاقاً من إيمانهم العميق
بضرورة الدفاع عن قناعاتهم المنبثقة من مصالحهم التي وفرتها لهم أسيادهم
ولهذا …. فأن القضية ببساطة …
باتت تتمحور في سياسة الدفاع عن قناعات الأسياد الذين يؤمّنون المصالح
بغض النظر عن حقيقة الموضوع وقناعاتنا الشخصية
وبات من الضروري في نظرهم
التصدي لكل من يشكل خطراً أو تهديداً لهذه القناعات والمصالح …

هكذا بدأت المعادلة الجديدة تفرض بنفسها على الواقع
الواقع … الذي بدأ يطغى عليه التطرف
عندما يستوجب تغييب العقل وقتل الرغبات
فالحياد لا يكفي …
إن لم تكن معي … فأنت ضدي
وإن كنت ضدي …
فهناك الكثير من الشروط
عليك الخضوع لها …
أهمها ….
هو لا يجوز أن تشاركني هذا الوطن
وعليك الرحيل …
أو القبول والخنوع بالعيش …
تحت رحمتنا
وعليك أن تدرك
أن الهواء الذي تتنفسه هو …
بفضل وبركة أسيادنا وأصنامنا
لذا …
ينبغي أن نستوعب
الصيغة الجديدة لتعريف الحرية
وهي …
تلك الصلاحية التي تمنح لك حق العيش ضمن رقعة جغرافية معينة
بناءاً على ما تقدمه من طقوس معينة و ولاءات
تجاه هذا الصنم أو ذاك لإثبات عبوديتك
لأن عبوديتك … فقط
تحقق لك إستدامة المصالح
وتضمن لك وجودك ومكانتك
من دون أن تملك أتفه المهارات
—————————-