9 أبريل، 2024 12:00 م
Search
Close this search box.

الحياة على المريخ…

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد 28 شهرا من التجوال على سطح المريخ الاجرد تمكنت العربة او المسبار كوريوسيتي من التاكد من وجود مقومات ظهور حياة بشكل ما وفي اكثر من موقع خلال ترحالها الطويل على الكوكب الاحمر.

فلظهور الحياة التي نعرفها على سطح كوكب ما نحتاج:

1-الماء : وهو ماثبت تواجده حاليا وسابقا على المريخ. بل ان كمياته كانت اكبر بكثير قديما وشكلت بحيرات وانهارا استطاعت كوريوسيتي ان تجمع الدلائل عليها, لكن هذا الماء تبخر قسمه وامتص الباقي تحت تربته.

2- العناصر الاساسية: من هيدروجين وكاربون ونيتروجين وفسفور وكبريت. وهي جميعا تاكد الان وجودها على المريخ ( والاوكسجين ليس ضروريا لنشوء حياة وانما بعد تطورها لاحقا).

3- الزمن والحقبة المناسبة: تشكل المريخ بنفس فترة تشكل كوكب الارض قبل حوالي 4 ونصف مليار سنة. وربما احتاج لمليار او ملياري سنة ليستقر سطحه وتنتظم اجوائه كما حدث للارض عندنا. وبتوفر الظروف الجوية الملائمة وباقي المكونات وملايين السنين من الوقت نشأت الحياة هنا بأبسط اشكالها. الان ثبت ان المريخ مر بحقب جيولوجية مشابهة لحقبة تشكل الحياة ولمئات الملايين من السنين.

اعادة احياء المريخ:

بالتاكيد لانتوقع وجود حياة حالية على المريخ ولو بأبسط الاشكال ولكن نتوقع اكتشاف مستحثات وبقايا واثار لها. وليست النية تشجيع نشوء الحياة من جديد هناك وانما استصلاح سريع للسطح والجو والتربة حتى نجعلهم اقرب لظروف الكرة الارضية الحالية. فعاجلا او اجلا سنبني مستوطنات بشرية هناك وينتقل قسم من احفادنا بعد قرن او قرون للعيش الدائمي هناك لنصبح حياة ذكية بشرية متعددة الكواكب. اما الانتقال لمرحلة تعدد النجوم فهي طفرة كبرى تلي ذلك ولايمكن حتى تخيلها الان.

معرفة ما متوفر على سطح وباطن ارض المريخ من مصادر طبيعية ليس فقط ضروريا لمركبات الاستكشاف الفضائية التالية للتزود بالوقود واصلاح الاعطاب واستبدال الاجزاء التالفة وانما لوضع مخطط عملي لبرنامج الاستصلاح الشامل للكوكب. واهم هدفين له توليد الاوكسجين وبناء غلاف جوي واق يحمي من اشعة الفضاء المهلكة.

بوجود الماء والعناصر الاساسية التي ثبت توفرها واشعة الشمس يمكننا زراعة بؤر من الطحالب الارضية سريعة الأيض مع عدسات او مرايا لتجميع الضوء وتسريع العملية. هذه الطحالب متوفرة طبيعيا ويمكننا بتقنياتنا الحالية تطوير ادائها وامكانياتها للعمل بمفردها او بعلاقة تبادلية مع بكتريا محورة حسب ظروف وامكانات المريخ, بما يجعلها او يجعلهما مولدات مستمرة ومجانية لغاز الاوكسجين وغازات اخرى تستطيع خلال مئات من السنين توفير الغلاف الجوي المطلوب لاستقرار البشر الدائمي هناك.

وخلال هذه الفترة تتطور وسائل مواصلاتنا الفضائية وباقي تقنياتنا وتتعدد زيارتنا المؤقتة للمريخ ومراكز ابحاثنا الدائمة هناك لمعرفة وقياس كل المستجدات والتعامل معها حسب الحاجة. وستكون لنا اول رحلة مأهولة الى المريخ خلال سنوات على ظهر السفينة اوريون التي تم تجربتها بنجاح منذ ايام.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب