وَصَلَنِي مِنْ شَابِّ وَضْعِ هَذِهِ اَلْكَلِمَاتِ نُصْب عَيَّنَهُ وَاِتَّخَذَ مِنْهَا مِنْهَاجًا يُحَقِّقُ بِهِ أَحْلَامُهُ. شَابٌّ بَنَى نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ، بَدَأَ مِنْ اَلصِّفْرِ، وَسِلْكَ طَرِيقٍ شَائِكٍ تُحَفِهِ اَلْمَخَاطِرُ صَوْبَ هَدَفِهِ غَيْرُ اَلْمُعْلَنِ إِلَّا أَنَّنِي أَرَى إِنْجَازًا عَظِيمًا قَدْ حَقَّقَهُ لِحَيَاتِهِ وَهُوَ فِي مُقْتَبَلِ عُمْرِهِ،- وَفِقْهَ اَللَّهِ-. يَا صَدِيقِي اَلْحَيَاةَ قِطَار يَسِيرُ سَرِيعًا وَبِاتِّجَاهَ وَاحِدٍ وَاَلَّذِي يَتَحَكَّمُ بِاتِّجَاهَاتِهِ هُوَ اَلْعَقْلُ. قِطَارٌ يُسَابِقُ اَلرِّيحَ وَنَحْنُ فِي غَفْلَةٍ. يَسِير طُرُقٍ وَعِرَةٍ تُحَفُهَا اَلْمَخَاطِرَ وَأُخْرَى مُعَبَّدَةً تَزْهُو بِوُرُودِ مُنْتَشِرَةٍ عَلَى حَافَّتَيْ اَلطَّرِيقِ. وَكُلَّهَا تَنْتَهِي بِمَحَطَّاتِ وَهَذِهِ مُشْكِلَةُ اَلْحَيَاةِ. أَيْنَ سَنَتَوَقَّفُ وَنُنْهِي مِشْوَارَ سَفَرِنَا؟؟؟ يَا صَدِيقِي هَلْ سَيَقِفُ قِطَارُ اَلْعُمْرِ فِي مَحَطَّةِ تُحَفِهَا اَلْأَشْوَاكُ وَالْمَخَاطِرُ وَالْفَزَعُ. أُمٌّ سَتَقِفُ فِي حَدِيقَةِ غِنَاءِ إِيقَاعِهَا خَرِيرَ اَلْمَاءِ وَصَوَّتَ مُطْرِبُهَا بُلْبُلْ غِنَاءَ وَعِطْرَهَا وُرُود تَسِيرُ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهَا. اَلْإِنْسَانُ يَا صَدِيقٌ مُخَيَّرٌ بَيْنَ هَاتَيْنِ اَلْمَحَطَّتَيْنِ وَلَا ثَالِث لَهُمَا. وَاغْتِنَامَ فُرَصِ اَلنَّجَاحِ هُوَ اَلْفَيْصَلْ اَلْحُكْمُ فِي وُصُولِ اَلْعُمْرِ لِمَحَطَّةِ اَلِاطْمِئْنَانِ. وَاغْتِنَامَ اَلْفُرَصِ أَمْر قَائِمٍ بِذَاتِهِ يَعْتَمِدُ وَيَرْتَبِطُ اِرْتِبَاطٌ وَثِيقٌ بِالْعَقْلِ. فَالْعَقْلُ يَا صَدِيقِي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ سَلِيمًا وَعَلَامَةُ سَلَامَتِهِ هُوَ اَلسَّيْرُ بِالِاتِّجَاهِ اَلصَّحِيحِ وَالْأَخْذِ بِكُلِّ مَا هُوَ نَافِعٌ غَيْرُ مُضِرٍّ لِلْآخَرِينَ، وَالسَّيْرُ مُجَدَّدًا إِذَا تَعَرَّضَ قِطَارُ اَلْعُمْرِ لِعَارِضِ مَا. وَالْإِصْرَارُ عَلَى اَلنَّجَاحِ، وَاحْتِرَامَ اَلْوَقْتِ وَتَقْدِيرِهِ فَأَنَّهُ أَنْ مَضَى لَنْ يَعُودَ مَهْمَا فَعَلَتْ، فَكُلُّ ثَانِيَةٍ تَمُرُّ هِيَ مَحْسُوبَةٌ عَلَيْكَ لَا لَكَ. فَاجْعَلْ هَذِهِ اَلثَّوَانِي ثَوَابِت وَأَسَّسَ لِتَحْقِيقِ مَا تَصْبُو إِلَيْهِ وَأَعْلَنَ لِلْمَلَأِ أَنَّكَ هُنَا. يَا صَدِيقِي لَأَتَعَرْ أَهَمِّيَّةً لَمِنْ اِنْقَطَعَتْ أَخْبَارَهُ بِانْتِهَاءِ مَصَالِحِهِ، وُلَاتُكُنَّ عُزُوفًا عَنْهُ، وَكُنَّ عَامِلاً لِلْمَعْرُوفِ دُونَ مُقَابِلٍ، وَخُذْ مِنْ اَلنَّاسِ غَيْرِ مُسْتَبِدٍّ بِرَأْيِكَ وَشَارَكَهُمْ اَلْمَشُورَةَ فَإِنَّهُمْ أَنَّ لَنْ يَنْفَعُوكَ فَهْمًا غَيْرَ ضَارِّينَ لَكَ وَاخْتِمْ حَيَاتَكَ قَرِيرٌ اَلْعَيْنِ مُبْتَسِمًا وَابْتِسَامَتُكَ يُحَقِّقُهَا اَللَّهُ لَكَ بِرِضَاهُ عَنْكَ. وَفَّقَكَ اَللَّهُ لِمَا يُحِبُّ وَتَرْضَى