18 ديسمبر، 2024 10:11 م

قرأت اليوم على شبكة التواصل الأجتماعي (facebook) رأي  مجموعة من كبار مفكري وعلماء القرن العشرين حول ماهية الحياة وهم كل من: (المهاتما غاندي˛كارل ماركس˛فدريك نيشته˛ دستوفسكي˛بابلو بيكاسو˛ سيف جوبز وألبرت أنشتاين) فأجابوا حسب مشاربهم ورؤاهم في الحياة وكانت على النحو الأتي: « الحب˛ الفكرة˛ القوة˛ الجحيم˛الفن˛ الأيمان وأخيراً المعرفة» وبعد تمعن في أراء تلك الشخصيات الأنقلابية وأنا أقول أنقلابية هنا وأقصد ثورية في المجال السياسي لكن لكونها أحدثت أنقلاباً في الفكر والحضارة الأنسانية عموماً.

مع العلم أني أتفق في كل ما قولوه إلا أن ذلك لا يبخس حقوقهم في مدى في أحدثوه من تغيير على مستوى البشرية في لحظة تشبه الحلم وجدت هناك خيطاً رفيعاً يربط كل المفردات الكبيرة وفي كلمة بسيطة لكنها ذات مدلول واسع وكبير إلا وهي الأرادة!. فلا يمكن للحب مهما كان العاشيقان متيمان ببعضهما أن يستمر بلا أرادة بل سوف يتحول إلى كره وخذلان بعد أول محنة أو تجربة مريرة يمكن أن يعيشها المحبين.

ولايمكن للفكرة أن تنمو وترى النور أن يمتلك المفكر أو المخترع الأرادة والتصميم حتى النجاح حيث نقل عن أديسون مخترع المصباح الكهربائي أنه جرب (1000) مادة وفشل وعندما قال له مساعده فشلنا ألف مرة قال له: لا أكتشفنا ألف مادة لايمكن أن تستخدم في صناعة المصباح الكهربائي وبعد ذلك نقل عنه أيضاً أن هناك الكثيرين من الذين فشلوا كانوا على مقربة من النجاح إلا أنهم يأسوا منه.

أما بالنسبة للقوة فلا أهمية لها أن لم تصاحبها أرادة تستطيع التحكم بها وإلا أصحبت وبالآ على صاحبها سواء كانت عضلية أو فكرية فأن لم يستطيع بإرادته كبحه جماحها غدا الأنسان أما ثور هائج بقوته البدنية أو شيطان يستخدم مقدارته الفكرية في أيذاء الناس وهذا فحوى قول رسولنا الأكرم () حينما قال: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ».

وبالنسبة للفن فأنه بدون الأرادة لن يبصر النور وأن  الكثير من الفنانين سواء الرسامين أو غيرهم من الفنانين صمد بوجه نقد نقاد عصرهم وعانوا من الأهمال إلا أنهم لم ييأسوا من أمكانيتهم على الرغم من الفقر المدقع الذي أفترسهم وخير مثال على ذلك الرسام الشهير فان كوخ الذي مات من شدة الجوع والفقر! وبخصوص الأيمان فلعمري لولا صمود الرسول الكريم () الذي كان يشد أزر المسلمين الأوائل فماكان للآسلام أن يستمر ويصل إلينا ونحن مدينون إلى الله على هدايته لنا وإلى الرسول المصطفى () وصحابته الأجلاء (رض) على إرادتهم وعزيمتهم التي هزمت جبروت الملاء من أهل مكة.

أما المعرفة فهي كالماس الذي يقع تحت أعماق سحيقة من القشرة الأرضية فلا تبصر النور ولا يتم الأحتفاء بها إن لم توجد تلك الأرادة التي توصلها إلى الناس فبدون تلك الأرادة تبقى حبيسة الأتربة واوساخ العقول التي لا تستطيع التوصل إليها ملطخة بسواد الجهل ومن نافلة القول أن الكثير من الحالات المرضية أن لم يمتلك المريض الأرادة في الحياة فأنه يموت ضحية تلك الأمراض فلا تستطيع الحياة أن تستمر بلا أرادة …وفي النهاية أيها الشباب نحتاج إلى الأرادة.