11 أبريل، 2024 2:28 م
Search
Close this search box.

الحويجة ليست هي القصة ولن تكون خاتمتها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

ماحدث في الحويجة كان بالامكان ان يحدث في أي مكان اخر ، وكاد من قبل ان يحدث في الفلوجة  ولكن دفع الله ماكان ، مئة يوم من التظاهرات  تصدى لها رجال دين افرغوا من قواميسهم كل شحنات الكراهية ، والقوا خطابات حطمت ماتبقى من النسيج الاجتماعي الذي كان عراقيون يجتهدون على مستوبات عدة  على ترتيقه ومعالجته من اثار ندوب كبيرة الحقت به ، نتيجة الصراعات الطائفية .
الصدام بين الجيش وبين المتظاهرين والمجموعات المسلحة المنضوية في التظاهرات ، يمكن ان يتكرر ، واحد من بين الامور التي استهدفها الخطباء هو الجيش العراقي ، وهم لم يخفوا ابدا رغبتهم بخروج القوات الامنية المتزامنة مع دعوات تشكيل جيش على غرار( البيش مركة ) لذلك ان احتمالات الصدام ستظل قائمة بين الجيش وبين الرافضين لوجوده ،سيما متظاهري القاعدة وجيش الطريقة النقشبندية ،وكتائب ثورة العشرين وغيرها من التنظيمات المسلحة .
ورغم ان رئيس مجلس النواب  السيد اسامة النجيفي ، استخدم عبارة ادعو العشائر الى عدم التصعيد الا ان الواقع يؤكد ان العشائر لاعلاقة لها بالتشكيلات المسلحة ، فالكتائب المسلحة هي هي ومازالت تعمل بامرة وتوجيهات قياداتها وليس له أي ارتباط بالعشائر ، وحتى لو تمكن السيد رئيس مجلس النواب من تسويق العبارة اعلاميا للاحياء ان المعارك قائمة بين الجيش والعشائر وليس بين الجيش وتنظيمات مسلحة بينها تنظيم القاعدة ، فأنها استخدامها ظل محدودا .
وعلى اية حال فان الدماء التي سالت ليست رخيصة كلها دماء  العراقيين التي مازالت تنزف ، كان الامر يحتاج الى مزيد من الحكمة ،يبدو انها لايمكن ان تحضر دائما ،فالضغط شديد اكثر مما يمكننا تصوره ، ويتساءل الكثير ما اذا كان  احداث الحويجة معدا لها ام انها وقعت ،كما تحصل يوميا عشرات الاحداث والاشتباكات ، في الواقع ان احداث الحويجة جزء من سيناريو لاتعرف نهايته ، واحداث العراق تجري بتماهي مع احداث سوريا ، فالمنطقة التي يدور فيها الصراع تمثل امتدادا للجبهة السورية المشتعلة ، ومن السذاجة تصور الامور على انها قضية عراقية تتعلق بحقوق مواطنين  .
الادارة العراقية للازمة لم تكن ناجحة  بيد ان الاختبار كان صعبا  لم تكن الحكومة تعتقد انها ستكون امام هذا الحجم الكبير من التحدي ، وسواء اكانت الاحداث جاءت عفوية ام مخططا فأن استمرارها وتنظيمها وتنسيقها لم يكن عفويا لاجدال في ذلك وكان اللاعبون الاساسيون يختفون خلف فتيان وشيوخ ورجال دين متعصبون يعتلون المنابر ،بهدف ضخ المزيد من شحنات الغضب والكراهية في نفوس المتظاهرين ليس الا ، فليس هنالك مجنونا يعتقد ان الاشخاص الذين اعتلوا المنابر هم من يرهنون بايدهم قرار ومستقبل السنة ، وهم ليسوا سوى ادوات للاعبين كبار يعرفون الى تمضي المواجهة ،وكيف تنتهي .
ليس من المعقول ان يتخلى الزعماء  السياسيون عن قضية سياسية لرجال دين لايفقهون في السياسة اكثر من انها صراع لابد ان ينتهي لمصلحة طائفتهم  ، ولكن الى متى سيبقى الساسة السنة  يتخلون عن دورهم لصالح رجال دين لست ادري ، لكن من الطبيعي ان احداث سوريا ستلعب دورا حاسما في حسم وجهة الصراع عراقيا .
ولعل تصاعد وتيرة الاحداث في سوريا وعملية التسريع بحسمها دفعت ايران وتركيا الى ممارسة ضغوط قوية على القوى الشيعية والسنية في العراق ودفعت الدولتين الى اللعب باخطر اوراقهما التي ادت الى تأزيم الموقف في العراق ووضعه على منزلق خطير.
واذا ظل الساسة العراقيون او طرف منهم ينتظر حسم قضية سوريا ، قبل ان يتخذ موقفه من الازمة العراقية فأن الامور ستسير بين مد وجز هذا اذا لم تفلت مرة واحدة وتؤدي الى الهاوية ،
لكن مالذي يمكن فعله في هذا الوقت للحد من المخاطر بأعتقادي هذا يتوقف في جانب على الجارتين ايران وتركيا وعلى قطر وفيما اذا كانوا مستعدين لتحمل مسؤوليتهم عما يحدث في العراق ، وان يمارسا دورا يقلل من الدفع باتجاه الاحتراب وكسر العظم لاسيما وان تركيا تدرك ان تسويق المعركة على انها بين المتظاهرين والمالكي لم يعد مجديا  ، وان وصول العراق الى الحرب لن يعفيها من تحمل المسؤولية ومايترتب عليها ، سيما وان فرص اعادة ترتيب الامور مازالت ممكنة واعرب العراقيون مرارا عن رغبتهم بحضور تركي بناء في العراق على كل المستويات والامر ذاته ينطبق على ايران التي تحمل العراق اعباء كبيرة بسبب الموقف من نظام بشار الاسد .
العراقيون وهم يتبادلون الاتهامات ويحمل كل منهم الاخر مسؤولية مايحدث في العراق ، يجب ان يكفوا ويبحثوا اكثر عمن يساهم في تخفيف مخاطر الازمة وايجاد السبل الكفيلة بحلها
وعلى الزعماء السياسيين الذين يتنصلون عن مسؤولياتهم ويتركون المتطرفين يتصدون للمسؤولية الادراك انما اصرارهم هذا سيؤدي الى التعجيل على دفع البلاد الى الهاوية … عليهم الان ان يكفوا عن هذه اللعبة ، فبل ان يجدوا انفسهم وقد فلتت من بين ايديهم خيوط الوهم التي يعتقدون انهم يمسكون يها ويحركون اللعب بمصير العراق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب