7 أبريل، 2024 5:56 م
Search
Close this search box.

الحوزة والمرجعية… والثورة الشعبية..

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبدو ان المرجعية، اليوم، في واجهة الاحداث، لكونها عاملا موثرا في المعادلة العراقية… وقد حصل اختلاف تجاه خطبتها الاسبوعية، فضلا عن الاختلاف في فهمها…
فماذا يريد الناقدون من المرجعية؟ وما هي المساحة المتاحة لها..؟
واعتقد بضرورة مناقشة ذلك، بعلمية، قدر الامكان، والاشارة الى نقاط ذات صلة… واهمها:
اولا. ان المرجعية، حاليا، تتصرف استنادا الى منهجية “الحسبة”… اي تكليفها هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، دون ان ترى حاكمية او ولاية لها على الساحة. ولا يمكنها ان تتماشى مع ما يريده النقاد، ومخالفة نظامها التقليدي.
لذلك ترى ان موقفها من التظاهرات و قمع التظاهرات مقيد بمنهجها الفقهي، ذلك الذي عبرت عنه، في خطب الجمعة.
ثانيا. يبدو انها لا ترى امكانية لحرق المراحل، بل تترك للعوامل، اي الشعب والسلطة، تتفاعل في الساحة، مع مراقبتها، ويكون هنالك موقفا، تبعا لذلك.
ثالثا. هي، عموما، طبقا لمنهجها، تهتم بالجانب العبادي الفردي، وليس المجتمعي. وقد اضطرتها التطورات، بعد ٢٠٠٣، الى الاهتمام بالشان العام.
رابعا. لا تتبنى الاتجاه الثوري، ولا ترى ان التصدي للشان المجتمعي من اختصاصها الفقهي. بل ان الواقع جعلها في الصف الاول من الاحداث…
خامسا. اداء المرجعية، حاليا، يخضع لمنهجيتها الفقهية، فضلا عن عوامل ذاتية ومحلية وخارجية.
وبالرغم من تبنيها النظام المدني، ومحاولتها عدم التدخل في السياسة، الا ان اغلب رموز هذا الاتجاه يطالبوها بالتدخل. وقد يعزى ذلك، الى الاسباب التالية.
اولا. استغلال الاحزاب الدينية، لعنوان المرجعية، لاغراض سياسية.
ثانيا. استغلال الفاسدين علاقاتهم مع الوكلاء والمقربين منها، لمصالح شخصية.
ثالثا. ان التغيير المفاجئ في ٢٠٠٣، قد واجه المرجعية بواقع، لم يكن في حساباتها، فقهيا واجتماعيا.
وتحظى مرجعية السيد علي السيستاني بشعبية واسعة، فضلا عن القبول الاممي. الا ان هنالك اتجاه اخر… هو ما يصطلح عليه بالحوزة الناطقة. فما هو ذلك الاتجاه…؟؟
ويمكن القول ان الاتجاه اخر، برر في ١٩٩٣. وطرح مضامينه السيد محمد الصدر. على انه هو الخط الاصيل، المرتبط بعصر صدر الاسلام. وقد شاعت مفاهيم منها٪
اولا. ان المرجعية، جزء من الحوزة العلمية. ويقصد بها، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، حصرا.
ثانيا. ان الاصل هي الحوزة التي اسسها النبي الاكرم، واستمرت بعده، بالمعصومين، ثم الفقيه الاعلم.
ثالثا. الحوزة العلمية اعم من المرجعية.. ولم يستخدم الصدر مصطلح “المرجعية”… بل استخدم مصطلح “الحوزة التقليدية”..
رابعا.يبدو ان مصطلح المرجعية، هو مفردة حديثة، فرضها الواقع في العصر الحديث. وتمثل الناطق الرسمي باسم الحوزة او المتصدي لادارتها…
فماهي اتجاهات الحوزة العلمية؟؟
يمكن القول، بوجود اتجاهيين، هما:
الاتجاه الاول. التقليدي، يشبه إلى حد بعيد، الموسسات الدينية او العناوين المقدسة، التي تهتم بالجانب العبادي، حصرا، بعيدا عن القضايا العامة.
الاتجاه الثاني. هو الحوزة الناطقة، وقد اطلق هذا المصطلح، السيد محمد الصدر.. فقال:
“الحوزة الناطقة أوجدت مذهبا ناطقاً وواعياً وهذا مستمر بعون الله سواء كان السيد محمد الصدر موجوداً أو غير موجود . في حين أن الأخرى أوجدت مجموعة من الغفلة والذهول والنسيان”
ويمكن ان ندرج فهم الحوزة الناطقة للاحداث بالنقاط التالية:
اولا. انها ثورية، وتسعي للنهوض بمستوى الوعي النوعي، للقواعد الشعبية، وتحشيدها نحو التغيير والاصلاح. وتؤمن ان ذلك من مهماتها الاساس…
ثانيا. انها تشترك مع الماركسية، بالاعتقاد بتطور البشرية، وصولا الى مجتمع سعيد. لكنها تؤمن بوجود تخطيط الهي لتربية البشرية، بل لتربية الكون ايضا. راجع الجزء الرابع من موسوعة الصدر. وهو بعنوان اليوم الموعود.
ثالثا. هي تومن بثلاثي الاطروحة_القائد_القواعد، وذلك يعني منهجية العمل، بقيادة، تدير القواعد، بطريقة التربية، او ما يشابه ادارة الموارد البشرية، بالفهم الحديث..
مع خصائص عقائدية… وللحديث بقية..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب