5 نوفمبر، 2024 3:40 م
Search
Close this search box.

الحوزة الصامتة ترد على الحوزة الناطقة !!

الحوزة الصامتة ترد على الحوزة الناطقة !!

الحوزة التقليدية والساكتة والصامتة وحوزة الحيض والنفاس كل هذه الالقاب وغيرها لُصقت بالحوزة التي ينتمي لها السيد علي السيستاني طوال عقود من الزمن بسبب نهجها الذي يعتمد الرؤية البعيدة والستراتيجية للتحولات الاجتماعية والسياسية والدينية حيث عُرفت هذه الحوزة بعدم تدخلها المباشر في الصراع مع السلطات طوال توليها منصب زعامة التشيع الا انه بعد عام 2003 وبعد ان تغير الواقع رأسا على عقب وحصول صدمة اجتماعية كبيرة اثرت في الواقع العراقي وأثرت ايضا في المرجعية التقليدية التي امنت ان لكل مقام مقال مما جعلها تنهج نهجا جديدا ابتدأته بخطاب متوازن غير متسرع يرتكز على اساس تقديم النصح والإرشاد للحكومة والبرلمان حيث بدأت مرجعية السيد السستاني الدخول الى عالم الناس والسياسة بهدوء واتزان وانتهاج لغة المسافة الواحدة وبدأت بحث الناس على المشاركة في الانتخابات واختيار القائمة التي تمثل تطلعاتهم وآمالهم ومصالحهم الا انه في السنوات الاخيرة ارتفعت لغة النقد اللاذع للحكومة والبرلمان من قبل وكلاء المرجعية في خطب الجمعة وخاصة في موضوع تقاعد البرلمان والخدمات مما فتح ساحة صراع بين الحكومة والمرجعية لم تنتهي لصالح اي طرف منهما حتى يومنا هذا ,, الحوزة الصامتة هي الاسم الذي اطلقه عليها الشهيد الصدر الثاني وقال بالنص ((ان محمد وعلي بن ابي طالب من الحوزة الناطقة )) وكان الشهيد الصدر يريد بذلك اخراج الحوزة التقليدية من هذا الصمت المطبق وإشراكها في الواقع الاجتماعي والديني والسياسي للمجتمع وأكد الشهيد الصدر في اكثر من مرة ان الحوزة يجب ان تذهب وتطرق ابواب الناس ولا تنتظر من يطرق بابها ! كل هذه التساؤلات لم تجب عليها الحوزة التقليدية الصامتة انذاك , تصاعد العنف والتوتر في العراق ابان الحرب الاهلية عام 2006 بعد تفجير ضريحي الامامين العسكريين في سامراء وكانت المرجعية التي عرفت بالتقليدية تراقب الاحداث وتحث الشيعة على ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الدعوات التي تؤيد العنف والطائفية ,,وهي بذلك جنبت العراق حربا اهلية قد تستمر لعقود من الزمن كما حصلت في لبنان ,,اليوم المرجعية التقليدية ترد على المرجعية الناطقة بفتوى الجهاد الكفائي حيث ان مرجعية السستاني هي المرجعية الوحيدة التي افتت بوجوب الجهاد دعما للقوات المسلحة التي تواجه خطر الارهاب التكفيري الداعشي حيث سقطت الموصل ومدن اخرى بقبضة الارهاب ,,بهذه الفتوى ارادت المرجعية الحفاظ على الوطن واثبتت للجميع ان المرجعية ليست صامتة وانما هي لها رؤية خاصة تنتهجها في حياتها فترى الموقف المناسب الذي تصدح به بصوتها عاليا لتحرك المجتمع الساكن الراكد الذي هب فرادى وجماعات تلبية لنداء المرجعية الصامتة ! التي نطقت نطقا بليغا وضع كل النقاط على الحروف وفسر نهج المرجعية طوال تلك السنوات وأعاد لها هيبتها وموقعها في التصنيف المرجعي حيث لم تعد هناك حوزة تقليدية صامتة واخرى ناطقة كما ان الحوزة التقليدية وجهت صفعة كبيرة لكل ادعياء الوطنية والعلمانية والحرية لأنها افتت بوجوب الدفاع عن الوطن وكان اكثر من لبى ندائها هم اتباعها الاسلاميين في حين لم نرى تحرك علماني ليبرالي تطوع لنصرة الجيش بماله او نفسه ! ولطالما اتهم العلمانيون المرجعية بالخاضوع للسلطة والمنومة للشعب وان الشعب بحاجة الى التحرر من الدين ,, ولكن ما يجري على الارض ويطهرها هو دماء المتدينين وما يثبتها ولا يجعلها متناثرة في السماء هي سواعد واقدام المتدينين ,, المتديون الذين اتُهموا مرارا وتكرارا بانهم اسرى للماضي والدين ولا يملكون حرية انفسهم ولا يحبون اوطانهم!

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات