من مهازل الصدف و سخريات القدر أن يتواجد وفد من جماعة الحوثي التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في بغداد طلبا للدعم و المساعدة من العراق في الوقت الذي يشهد العراق سقوط أکبر محافظة له بيد تنظيم داعش الارهابي.
هذه الزيارة المشبوهة التي تثير الاستياء و السخط من جانب العديد من الاطراف و التيارات السياسية العراقية، تعتبر بمثابة شهادة إثبات أخرى على إستمرار النفوذ و الهيمنة الايرانية في العراق و انه طهران مازالت تتصرف ازاء العراق وکأنها إقطاعية سياسية تابعة لها وليس کدولة ذات سيادة ولها إستقلالها الخاص، وان السٶال الذي يطرح نفسه هنا: مالذي بإمکان بلد کالعراق يواجه الکثير من الظروف و الاوضاع المتأزمة و ينخره مئات الازمات و المشاکل و التحديات، أن يقدم للإنقلابيين الحوثيين الذين ليسوا أکثر من آلة و وسيلة بيد طهران لاأکثر ولا أقل!
الاوضاع المضطربة و المتأزمة التي يعاني منها العراق و اليمن، تعود جميعها و في جذورها الاساسية لتدخلات نظام الجمهورية الاسلامية في البلدين، وان کل الذي يجري حاليا في البلدين انما يخدم بالدرجة الاولى مصلحة طهران و يخدم أجندتها المثيرة للريبة، وان العراق الذي وصل الى المنعطف الخطير الحالي بسبب من التدخلات الايرانية وخصوصا بعد إنشاء الميليشيات الشيعية المتطرفة التي صارت عاملا لزعزعة الامن و الاستقرار في العراق من خلال إشاعتها للنعرات الطائفية المقيتة بالاضافة الى إرتکابها لجرائم و مجازر إبادة طائفية، وان مجئ وفد من عملاء طهران في اليمن للعراق من أجل التنسيق و التعاون مع العراق کي يواجهون الشعب اليمني و يستمرون في إنقلابهم على الحکومة الشرعية لبلادهم، لايجب أبدا أن يمر مرور الکرام و من الواجب الوطني رفض هذه الزيارة جملة و تفصيلا و إعتبارها لاتخدم مصلحة الشعب العراقي او اليمني.
زيارة الوفد الحوثي، تأتي في وقت يشهد فيه اليمن جهدا عربيا موحدا من خلال التحالف الذي يقود عملية”عاصفة الحزم”، بوجه التمدد و التوسع العدواني لإيران في اليمن، وان مبادرة العراق بتقديم أي دعم لهذه الجماعة الضالة المتآمرة على سيادة و إستقلال بلدها، إنما يعتبر خروجا على الاجماع العربي و حتى الوقوف بوجهه وهو بطبيعة الحال بخلاف تأکيدات حکومة حيدر العبادي من أنها ستسعى الى تمتين أسس العلاقات مع البلدان العربية التي أضعفتها حکومة نوري المالکي الى أبعد حد، وفي کل الاحوال ومع الاخذ بنظر الاعتبار کل ماطرحناه آنفا، فإننا نعود و نٶکد مجددا ماذا بوسع عراق مثخن بالجراح و المشاکل و الازمات أن يقدم من دعم و مساعدة للمتمردين الحوثيين في اليمن؟