23 ديسمبر، 2024 4:47 ص

الحوثيون على موعد مع التاريخ

الحوثيون على موعد مع التاريخ

منذ الساعات الاولى لبدء عدوان الحلف العربي الخليجي بقيادة السعودية تم امتصاص الهجمات واستيعاب الحملة الجوية ومن ثم امتصاص واحتواء حتى التداعيات الاجتماعية والسياسية لهذا العدوان الغاشم على شعب اليمن وعلى جيشه وبناه التحتية التي يستهدفها هذا الحلف المصمم على ابقاء اليمن دائراً في فلكه الرجعي.

فشلت محاولات استمالة الرئيس السابق علي عبد الله صالح وشق الجيش اليمني الموالي لانصار الله كما باءت بالخسران كل التمنيات بفتح الثغرات وتغيير الواقع الميداني على ايدي عصابات القاعدة وجماعة حزب الاصلاح الإخواني بفعل زخم الضربات الجوية السعودية التي يبدو ان حماقة وعناد ملكها الجديد وطاقم أمراءه سيجر السعودية الى مستنقع سيضطرها الى تقديم تنازلات كانت في غنى عن تقديمها فضلا عن اهتزاز صورتها وفشل حلفها وسقوط فكرة القوة العربية المشتركة التي تُعد حرب اليمن ساحة اختبار جادة لها.

التداعيات على الداخل السعودي بدأت بالبروز واخذت تُشم رائحة الاختلافات بين امراء العائلة الحاكمة والحديث عن اتهامات متبادلة بالقصور وعدم ادراك المخاطر والتداعيات على الداخل السعودي في ظل تهديدات تنظيم داعش ومحاولات استغلاله لتطورات المعركة فضلا عن امكانية دخول الحوثيين الى المناطق المحاذية لصعدة وهي مناطق جيزان ونجران وعسير اليمنية الاصل.

عمليات الاستنزاف التي يخوضها انصار الله على السعوديين بدأت وحروب الاغارة والدخول والانسحاب السريع واختراق الخطوط العسكرية الدفاعية وبث الرعب والخوف في نفوس القوات السعودية بعد استهداف واختطاف عدد من الافراد والمعدات العسكرية ولتبدأ معها اهداف العدوان بالتراجع وستتراجع اكثر في قادم الايام مع تواصل فشل الحملة الجوية فمن استسلام الحوثيين ونزع سلاحهم وانسحابهم من المناطق التي سيطروا عليها تغيرت الاهداف الى الضغط عليهم واجبارهم على الجلوس حول طاولة المفاوضات والدخول في حوار سياسي طالما اكد على اولويته الحوثيون.

الناطق باسم التحالف العربي السعودي بدأ قبل ايام بالتمهيد للانتقام من الفشل الحتمي للعدوان على الطريقة الصهيونية بالتبرير والتمهيد لاستهداف المدنيين بعد نفاذ بنك الاهداف على الارض بالحديث عن تستتر الحوثيين بالمدنيين.

في حال عدم توقف العدوان في الوقت القريب وهو الارجح فإن الحوثيين على موعد مع التاريخ الذي سيسجل لهم كما سجل لحزب الله في لبنان عام 2006 سيسجل لهم انتصارا ثقيلا يسدد ضربة قوية اخرى لقوانين الحرب العامة التي تؤكد على تفوق التقنية العسكرية التي تمتلكها الجيوش الكبرى فضلا عن التي تقود احلافا مسنودة بدعم استخباري ولوجستي من قوى عالمية كبرى في حرب لا متكافئة ضد جماعة محدودة الامكانات وفقيرة القدرات قياسا بخصومها.

اتخاذ أي قرار بهجوم بري سيؤدي الى وقوع خسائر بشرية كبيرة ليس بسبب الطبيعة الجبلية والتضاريس الوعرة التي يمتاز بها الشمال اليمني فقط ولا بسبب الضعف في القدرة العسكرية او قلة عديد جيوش ائتلاف الدول العربية المهاجمة وانما لتوفر الامكانات الدفاعية القادرة على شل الهجوم وارباكه وايقاع اكبر الخسائر به فضلا عن الشجاعة والمهارة والقدرة على نصب الكمائن الذكية والمناورة على الارض التي يعرف الحوثيون جيدا طبيعتها، وبفضل تأمين مراكز القيادة والسيطرة وحسن توزيع مخابئ الصواريخ الهجومية والقدرة العالية على شن الهجمات الخاطفة في ساحة تمرس عليها الحوثيون في قبال عدو فشل في الحرب السادسة عام 2009 في كسر شوكة الحوثيين الذين سيطروا آنذاك على 45 موقعا عسكريا سعوديا ولم ينسحبوا منها الا بعد جلسات المفاوضات التي انهت تلك الحرب التي وقف فيها الجيش اليمني ضد الحوثيين.