16 أبريل، 2024 9:49 م
Search
Close this search box.

الحوار الوسيلة الأمثل لتحقيق الهدف …أما الجدل البيزنطي فهو هدر للوقت والجهد وانحراف عن البوصلة

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل أن أبدأ في طرح رؤيتي وأيماني بالحوار ممزوجة بأراء الكثير من المفكرين والمثقفين والكتّاب الذين اشاطرهم هذه الأفكار بكل أيمان حول الحوار وأهميته
وكما يعرف الجميع اليوم تمر أمتنا العربية والأسلامة في واحدة من أسوأ الفترات المظلمة التي مرت بها بعد ضعف الدولة العباسية وأنهيارها وبروز دول المماليك والغزو الافرنجي ومن ثم أستيلاء العثمانيين على الأمر وما تبعه من دخول العرب والأسلام في فترة من السبات المعرفي والظلام الفكري والحضاري الى فترة طالت الى أكثر من خمسة قرون من السنين العجاف القاحلة والعرب والأسلام في غياب معرفي في حين باقي الشعوب والأمم في تقدم الى الأمام وجاءت الحرب العالمية الأولى وتقاسمونا كما تتقاسم الذئاب النعاج وزرعوا فينا سرطان قاتل في فلسطين ولكي يتمدد هذا السرطان وينهش جسد الأمة كلها. ربما كانت هنالك صحوة متواضعة في بداية القرن العشرين ثم في فترة الخمسينيات والستينيات وبداية السبعينيات وحتى وفاة جمال عبد الناصر ولكن بعد ذلك حصلت معاهدات كامب ديفيد ثم الحرب العراقية الأيرانية وأذا بالبوصلة تتغير الى التدمير الذاتي والأنتحار الجماعي والرجوع من جديد الى الغاء العقل وتغليب الغرائز العاطفية والحيوانية على السلوك الأنساني. نحن أمة مبتلاة بقادة وملوك سيئون وما يتبعهم من وعاظ السلاطين ومرتزقة وتجار أختطفوا الدين وخطابه وأشباه رجال محسوبين على الفكر والأعلام والسياسة والثقافة والذين يقتاتون على فتات موائد أعداء العروبة والأسلام وحكّام سيئون الذين أمعنوا جميعاً في أختطاف الخطاب الديني وحرفه عن الأسلام الصحيح بل تمادوا في أختطاف الخطاب العربي والعلماني أحياناً مستغلين عجز الأمة وضعفها وذلك بشل حركتها وتوقفها بل تحريك العجلة الى الخلف عكس حركة الطبيعة والحياة والحضارة. 
وهنا مفترق الطرق حيث أن الكفاءة والأحترافية بدون أخلاق وأمانة وحكمة ومسؤولية تصبح من أخطر ما يواجه الأنسانية وكما نرى اليوم في الأعلام النفطي والقنوات الألكترونية ووسائل التواصل الأجتماعي وما يروج من أفكار هدامة لفكر الجبر وأفرازاته في التكفير والأرهاب والغاء العقل وهدم الأنسان والحجر. إن قيم الأنسانية والحرية والمساوات والعدل ولغة الحوار هي ليست شعارات ومصطلحات للترف الفكري بل هي حجر الأساس لبناء الأنسان حيث أن المجتمعات الصالحة تبدأ بالفرد الصالح والأسرة والمجتمع. فكان لابد من عودة ترتيب سلّم الأوليات حيث لابد من ربط جدلي بين شعور الفرد والجماعة أي المجتمع بالمشاعر والشعور الأنساني بكل ما تحمله الكلمة من معنى أبتداءاً بالشعور بالحب بدلاً من الحقد والكراهية والشعور بالألم والوجع سواء عند الفرد أو عند الأخر من دون حدود الجغرافيا والدين او القومية والأثنية والشعور بالسعادة كما وهبنا الله من حواس خمس والتي تكاد قد تحجرت وتكلست والتغلب على الغرائز الحيوانية والأنا وتهذيب وترويض النفس البشرية والعاطفة بما يليق بمكانتنا كبشر كرمنّا الله بالعقل والحكمة والمنطق المعرفي في تعاملنا مع الحياة لكي نعرف ونتعلم. نحن اليوم هنا لكي نقول لا لكل من يريد أن يقول أن الأنسان العربي المسلم قد فقد الشعور بالسعادة والحس الأنساني وأنه قد مات، لا بل لا زلنا نقول الشعر ونكتب الرواية ولا زلنا نفكر بعقول مبدعة في كافة المجالات العلمية والأنسانية. يجب أن نثبت للعالم نحن قوم لا يتغنى بمقولة كان أبي …بل ها أنا ذا ويجب أن ندحض المقولة التي تروج عنا بأننا شعب لا يقرأ ..وأن قرأ لا يفهم ..وأن فهم لا يعمل.
 ان الساحة العربية مليئة بالكفاءات والمبدعين الذين يحاربون كل قوى الظلام والتي تسعى لتغيبهم عن الساحة. وحتى يعود العربي المسلم الى سلم الحضارة والفهم الصحيح للأسلام لابد من تصحيح العقائد التي تحولت الى شعائر وذلك برفع الوعي العربي والأسلامي وتحرير العقل والأجتهاد من النقل وكل القيود التي كُبّل بها لأكثر من ألف عام منذ أغلاق العقل والأجتهاد وحصر الفقه بمدارس محددة لأسباب سياسية محضة ليس لها سند شرعي في النصوص القرآنية أو السنّة أو حتى مضامين العقل والمنطق وتجاوز الأمر في شأن الشريعة الى الأقتصاد والعلم والسياسة وأساليب الحكم وأنتهاء بحقوق الأنسان وكل ما يسبب أذى للعرب والمسلمين ويسبب تخلفهم وجهلهم وهزيمتهم تاريخياً وفكرياً وثقافياً وكذلك الأهتمام بمشاكل العرب والمسلمين في الداخل والمهجر وأخيراً مستقبل الأمة العربية والمسلمة من خلال أجيال المستقبل الطفل والشاب العربي والمسلم. 

ولما كان العرب والمسلمون غير راضين عن هذا الواقع المزري ورافضين له ولكن مع الأسف ذلك لا يُترجم الى فعل وعمل وحتى ومضة الربيع العربي الذي أنتظرناه طويلاً حولوه الى شتاء قارس وسرقوا الأمل وشوهوه بتأجيج نار الفتنة والعاطفة والأنا والطائفية والإثنية البغيضة. ورغم ذلك ليس أمام العرب والمسلمين من مهرب وخيار وخلاص الا في سلوك طريق لغة الحوار وبتقارب الأفكار والسلوك ولتكون منسجمة غير متصارعة وهي عملية صعبة تحتاج الى العمل بأيمان وبعقل فاعل من خلال الحوار البنّاء كأحد شروط النهوض والذي تفتقده الأمة في ثقافتها وسلوكها وبغيابه يقودنا الى التسليم الى ثقافة التسلّط ونحن بحاجة الى ثقافة الحوار البنّاء لا الجدل العقيم. فالحوار يجب أن يكون مبني على العقل والحجة والعلم والبرهان من خلال تبادل الأفكار والإجابة عليها بهدوء دون تشنّج وعصبية، ومهما كانت نقاط الأختلاف ما دام الطرف الأخر لديه نفس النية الحسنة في العمل والبناء الأيجابي لا الهدم والتدمير والأرهاب والقتل والتكفير ولديه الأخلاص للقيم الأخلاقية والمُثل. أذاً الرغبة في البناء مثلها الرغبة المشتركة في بناء صرح والأختلاف على الخارطة الأفضل للبناء وكذلك المواد الأجود المستخدمة فيه…والذي لابد بالنهاية وضمن الأليات العلمية للحوار من الوصول الى قواسم مشتركة على عكس الجدل العقيم كما أسلفنا في البدء (الجدل البيزنطي) لأنه لا يعتمد على الدليل والبرهان والحجة والعلم ولا يملك له مادة غير العناد والمكابرة وعدم رؤية وقبول الحقيقة وقوانينها في الوقت الذي نرى الله عز وجل والرسول (ص) قد قبلوا في الحوار مع الأخر حيث الله حاور الشيطان وأمهله ولكنه رفض جدل نبيه أبراهيم بأن يغفر لقوم لوط …
ونرى في حالات معينة يمكن التعامل في الجدل على شرط التعامل بالحسنى ونرى هنا بوضوح في الوقت الذي يصل بنا الجدل العقيم الغير مستند الى العلم والدليل الى التجريح والإساءة، نجد الحوار الأيجابي يكون مستنداً الى العلم والبرهان والعقل لأنه العملية الأساسية لأنجاز التقدم وحل المشاكل الموروثة والمستجدة وحل أخطر أمراض الأمة وهو الأختلاف المؤدي للفتنة والصراع وكذلك نجد أن هناك من يتهرب من الحوار لقلة الدليل والحجة والبرهان أو لغطرسة الأنا والغرور أو السلطة والنفوذ. ولهذا فأننا لن نتحرر من الواقع البائس دون حوار حر بنّاء يسعى الى التغيير من حال الفشل الى الأنجاز والنجاح ومن واقع الهدم الى البناء والعمران ومن حالة الأنحدار والأنهيار الثقافي والعلمي والأجتماعي والسياسي والفكري والفهم الخاطئ للدين الى حالة النهوض والتقدم ولأجل تحقيق ذلك لابد من شروط في المتحاورين منها الشجاعة والتحرر من المتسلطين على الخطاب والمتمسكين بقشور العادات والتقاليد البالية والأفكار الجامدة الموروثة والفهم الديني الخاطئ أو تجاره ووعاظ السلاطين وكذلك الجهلة من العامّة والخاصّة وأن نرتفع بمستواه من الجزئيات الى الكليات مثل تقصير الثياب ونقاب المرأة والجن وتحريم الصور وغيرها. ونعمل بالكليات كملكية الأمة للأحوال العامة وقرارها بأنتخاب الحاكم وعزله ومحاسبة الفساد ومن وراثة وأستغلال وأحتكار وغش وتقديم العاطفة السلبية على الحق وكذلك تقديم المدينة والعشيرة والتمذهب و وهم احتكار الحق والحقيقه كلها…وحتى ينجح الحوار لابد من تربية النفس على الخُلق والمُثل والمبادئ والعلم والحق والصدق وأن يكون العقل والعلم هو المعيار والفيصل. ونحن نعلم أن تربية النفس والنقد الذاتي هي عملية شاقة لذلك سميّت بالجهاد الأكبر.
 هذه القيم تخلق معدناً صلداً وأرضاً خصبة ومناعة عالية لتقبل الحقيقة ورفض زيغها ويكون من شروط الحوار العلمي ايضاً هو ربط الأسباب بالمسببات وتقديم الأدلة والبراهين على صحة الرأي المبني على المعرفة بالواقع والوعي بكل أبعاد الصورة ولذلك الحوار الذي نصبو اليه لنهوض الأمة هو حوار العقل والعقلانية والعلم والمعرفة والشجاعة والخبرة والمسؤولية والمرونة والصدق مع النفس ومع الأخرين وهو أحترام الأخر بغض النظر عن الأختلاف وهو الذي يبني ثقافة تقطع الأستبداد ويحّول الجدل والأختلاف الى وحدة تعاون لا ذوبان، وحدة الحق والعدل والعقل لا وحدة الجبناء المنهزمين للظلم والتسلط والمستسلمين للهزيمة. هو حوار يحطم الخوف ويحارب الباطل للوصول الى الحقيقة سواء كانت سياسية أم أجتماعية وثقافية أم دينية…وبذلك نجيب على سؤال العصر الذي نعيشه ما مكان أمتنا العربية والأسلامية على خارطة الحاضر والمستقبل والتي فيها شعوب الأرض تنطلق متسابقة الى الأمام همّها الرقي في الغد والمستقبل وسلاحها العقل والعلم والحركة والأبداع ونرى العرب والمسلمون مع الأسف ينبشون القبور وينقبون عن در وذهب خلّفه الأجداد ليبيعونه أو من يدمر ما تركه الأجداد من حجر وأثر بحجة غباء الشرك. وفريق مشغول بالنقل واللفظ …
الجميع يتحدثون عن صحوة وربيع ونهضة وهي كلمات حق لا يمكن أن نأخذ الخطوة الأولى فيها ما لم نتجاوز ثقافة الجمود على الموجود والكفر والأنقطاع من والى الماضي كله وبهذه وتلك نرى قوى الشر تتقن اللعبة في سرقة الأمل والبقاء محلك سر في حين أصحاب العقول يرفضون هذا وذاك، أصحاب الجمود أو التفريط ومن يحسن الهدم ولا يحسن البناء وكذلك لابد من غلبة المنطق في المحافظة على الهوية الحضارية وقيمها العربية والأسلامية الأخلاقية لا الشكلية لأن العروبة والأسلام هي سماحة ويسر وتوسط وأعتدال ورحمة ومغفرة ولأنه في النهاية هي أزمة فكر أنساني لا أزمة دين سماوي والفكر لابد له من تجاوز جمود الشريعة الى التجديد والأبداع والأجتهاد والمواصلة بالحياة من خلال الخُلق والقيم العليا والمبادئ في السلوك بالحوار وأدبه وهو ضرورة لأن الحقيقة واحدة ولكن تعددت زواياها وما دام الفهم مبني على العلم وبعفة اللسان وصون الكرامة وحُسن الخُلق الا مع من أصطف مع الشيطان والقاتل والهادم والمكفّر حيث وجدت أن أرقى المجتمعات الديمقراطية قد حضرت الحوار مع فكر النازية والعنصرية والأرهاب وغيرها من أفكار عنصرية مجرمة لا حق لها في الحوار حيث التشدد يقود الى التطرف والتطرف يقود الى الجريمة وكذلك الطاعة العمياء والأنعزال من المجتمع وتقسيم الأنسانية الى دار حرب ودار سلم واللعب بمقولة الحاكمية لله لأنها كلمة حق يُراد بها باطل لتجريد المجتمع من المشاركة البنّاءة والفاعلة. ومن مهازل القدر ان الأمة العربية والأسلامية ليس لديها ما تفخر به أمام أمم الأرض الا علماء وفلاسفة الحضارة العربية والأسلامية من أمثال الرازي وأبن الهيثم والكندي وأبن سينا وأبن رشد والجاحظ وغيرهم الذين أُضطهدوا في حياتهم أو بعد مماتهم وحُرقت كتبهم من قبل المتشددين حيث أتهموهم بالكفر والزندقة الا ما تسرب من كتبهم الى الغرب.

اولا :الحوار كحل للتعامل مع الأزمات المزمنة ( الأختلاف بين أهل السنة والجماعة والشيعة نموذجآ)

لابد من الحوار كلغة تؤكد انسانيتنا في كافة مناحي الحياة ولان العالم أصبح قرية صغيرة ولسنا في جزيرة منعزلة أو خيمة في صحراء قاحلة وأن الحياة في تطور ونحو أزدهار فلابد من الحوار مع الآخر, في حوار الحضارات لاصراعها وكذلك الثقافات والمجتمعات بكل اعراقها وقومياتها وكذلك في السياسة أو مع الدين الآخر أو ضمن مدارس وطوائف الدين الواحد وهنا سوف ناخذ الدين الأسلامي كمثال ونموذج حيث كان ولايزال أن من أهم نقاط الخلاف التي واجهت الأمة الأسلامية وسببت الجروح والفتن هو الخلاف بين السنة وأهل الجماعة والشيعة . وكما تعارف الخطاب العام عليهم ولكن الأصح هو بين أهل الجماعة والشيعة لأن الجميع هم سنة أذا كان مفهوم السنة هي سنة النبي محمد (ص) وذلك الخلاف في نظرة الطرفين الي التاريخ وبعض المواقف السياسية والفقهيه بالرغم من أشتراك الطرفين وأيمانهم في معظم الأصول والتي تحدد الهوية الأسلامية منها الأيمان بالله وملائكته واليوم الآخر وان الرسول محمد (ص) هو أخر الرسل والأنبياء وكذلك الأيمان بجميع الأنبياء والرسل وكتبهم, الأيمان بالعدل الذي هو الفيصل للألتزام بباقي الأصول. وبالرغم من تجنب العديد من الكتاب والمفكرين الخوض في هذا الموضوع  لحساسيته لتجنب سهام الأتهامات لمن يخوض فيه من جميع الأطراف. مع ذلك نرى آخرين من فضل قول كلمة الحق كل حسب ظرفه حيث نرى منهم علي سبيل المثال أبن قتيبة وأبن الأثير والبلآذري والطبري والرازي  والترمذي واليعقوبي والمسعودي في قرائتهم للتاريخ بشكل محايد أو من المحدثين مثل الشيخ محمد عبده وشيوخ الأزهر محمد حسين هيكل والشيخ محمد أبو زهرة والشيخ الجليل أمام الازهر محمود شلتوت والدكتور طه حسين والدكتور طه جابر العلواني والدكتور عدنان أبراهيم ود. أحمد الكبيسي وكذلك د. علي شريعتي ود. باقر الصدر ود. الوائلي والمرجع محمد حسين فضل لله وكمال الحيدري… 
وغيرهم وهم بالتأكيد عمالقة في التاريخ والتدوين والفقه واللغة ومنهم من واصل حتي وفاته ومنهم من أصابه الأحباط وأنعزل كل حسب ظرفه ولذا سوف أخذ من هؤلاء الأعلام الجراءة ولكني اتناوله من جانب مبدأ الحوار والرغبة في وحدة الأمة وليس من جانب الفقه والأجتهاد وهو ما يهمني في هذا البحث مستندآ بما أقرته مؤسسة الأزهر الشريف بفتوي امام الأزهر الجليل محمود شلتوت في عقد الخمسينات والستينيات من القرن الماضي وذلك بجواز التعبد والتدريس في سبع مذاهب فقهية في مؤسسات وجامعات الأزهر بأعتبارها مشتركة في الأصول والتي تحدد الهوية الأسلامية وأن جواز التعبد بها يشمل حق الأنتقال فيما بينها أوالاخذ من أيآ منها ولكن مع الأسف نجد من الذين جاءوا بعده لم يسلطوا الضوء بحماس للألتزام بها نصآ وروحأ وذلك لأسباب سياسية صرفة بسبب ضغوط من دول الخليج النفطية وبالتالي فقد الأزهر اهم صفة هو الآستقلالية وكونه يمثل الأمل والحصن الأخير للأسلام بوسطيته وأعتداله والذي نرجو من الله أن يستعيد هذا الصرح موقعه وكذلك مصر دورهم الطبيعي في وحدة الأمة العربية والأسلامية حيث لو عمل بفتواه ونهجه لوفر وحقن  دماء وأرواح الملايين من العرب والمسلمين وغيرهم وكذلك تجنبنا هدم أوطان عربية كثيرة مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها من اوطان عربية أخري هي في طريق الفتنة…. 
أذا لم نستيقظ من الفتنة والتي وضعونا بها ونسير علي خطي النظرة الأسلامية العاقلة للأمام وشيخ الأزهر محمود شلتوت بأعتماد منهج العقل والعلم والحوار في الأختلاف ببعض الأمور الأجتهادية بين المدارس الأربعة مع بعض أو مع المدارس الأخري مثل الجعفرية والزيدية والظاهرية آخذين بالحقيقة أن الفقه الجعفري أو الزيدي هو أقرب الي أي مدرسة من المدارس الأربعة وبما هي فيه من أختلاف مع بعض حيث أن الواجب الشرعي والأخلاقي والعقل والمنطق والايمان يتوجب العمل والنداء للوحدة ولابد من هذا اليوم للخروج من حلقة الجدل البيزنطي العقيم الي لغة الحوار العاقل لراب الصدع وتآلف القلوب وتضيق دائرة الخلاف لان الجميع مسلمون ومؤمنون بمنهج التوحيد والسنة والأصول والتي هي الأصل والأساس واي كلام واختلاف آخر سوف لن يكون أكثر من فرعي وثانوي وهي آراء وأجتهادات بشرية قابلة للصح والخطأ.. وخصوصآ ونحن نرى ما آل اليه هذا الأختلاف والجدل والشقاق من وهن وضعف للأمة جميعآ ومما سبب فقدان المناعة وقابلية الجسد لكل الأمراض مع طمع الآخرين في تدمير ونهش هذه الأمة جميعآ بلا أستثناء وأخراجها من سلم الحضارة في الوقت الذي نرى هنالك من يتذبذ وينقب في مخلفات التراث والتاريخ ليجعل منه وقودآ لنار الفتنة وينفخ فيه كما يريده أعداء الأمة… 
وهذا سبب أضافي لكي يجعلنا أن نبحث عن كل ما شأنه أن يطفئ هذه النار الغير  مقدسة ( نار الفتنة ) من خلال البحث عن صفحات أيجابية مشرقة ومشتركة لبعث روح الوحدة والقوة الأسلامية والنظر الي التاريخ بالعقل والمنطق والدليل والتفهم للظروف والأسباب والمسببات, وفي النهاية نحن نتحدث عن بشر وليعذر بعضنا البعض والأبتعاد عن لغة العاطفة والمذهبية والطائفية البغيضة ونجعل من الأختلاف مصدر للتنوع والأثراء وليس الخلاف والصراع من خلال لغة الحوار والعقل والمنطق. ولما كان من أكبر الأسباب لعدم تجاوز المشكلة هو الجهل المشترك بعقائد بعض والأعتماد علي تخرصات ومؤججي الفتنة وجهل العامة كمصادر لمعرفة الأخر ولذلك كان لابد من التعرف علي أهم المحطات الفكرية لدي الطرفين من خلال الحقائق العلمية والأكاديمية ولما كان فقه أهل الجماعة والمدارس الأربعة وهو الاعم ومتوفر ومتاح بسهولة للجميع بالمكتبات والمؤسسات المعرفية…. علي عكس توفر الكتب التي تتحدث عن الشيعة وعقائدهم كما هي من مصادر محايدة فنجد بالتالي أن الشيعة يعرفون عقائد أهل الجماعة والسنة أكثر مما يعرف أهل الجماعة عن الشيعة من مصادر موثوقة سواء بما يتناقل من مصادر ليست ذات شأن أو العامة مثلآ إن الشيعة قد أسرفوا وبالغوا حبآ وحزنآ لعلي وبنيه وأنهم يرون أنه أولي بالأخلافة عن من تقدمه من الخلافاء الراشدين وكذلك أنهم أصحاب بدع يخالفهم عليها مذهب الجماعة والمدارس الأربعة. ولذلك كان لابدمن دراسة محطات مهمة في نشؤ طائفة الشيعة أوأهل السنة والجماعة وسوف نبدأ في نشؤ الشيعة للأسباب التي ذكرناها في المقدمة ضمن السياق التاريخي والزمني ومع العلم أن كلمة الشيعة عائمة وعامة ولاتعني شئ وقد ذكرت في القرآن أولآ مثل شيعة أبراهيم وهي تعني المحبة والموالاة وهي طائفة وليست مذهب واحد أو فرقة….. ومايهمنا هنا من يشترك مع أهل الجماعة والسنة في الأصول ويختلف معهم في بعض الفروع والنظرة التاريخية للخلافة وهم يشكلون أكثر من 95% من شيعة العالم أو نسبة 25% من اجمالي عدد المسلمين من أشهرهم عبر التاريخ الأمامية الأثنى عشرية أو الزيدية أما الباقي فمعظمها غير مقر بهم أصلآ من هذه الغالبية الشيعية الذين يشتركون مع أهل الجماعة في رفض بدعهم وخروجهم عن بعض الأصول والفرائض.

محطات في نشوء التشيع وفق السياق التاريخي: 

أولآ: تري الشيعة منذ حياة الرسول (ص) أظهر حبه للأمام علي (ر) وتفضيله علي باقي الصحابة في العديد من المواقف فهوالوحيد من الصحابة الذي لم يسجد لصنم لذا حصل علي لقب منفرد عن الجميع بكرم الله وجهه. كما انه أول من آمن بالنبي كرسول الله والأسلام بعد خديجة الكبري من شباب وفتيان قريش كما أنه الذي أختاره من ابناء عمه أبوطالب ليربيه ويرعاه كأبن له وكان خليفته في فراشه وأول فدائي في الأسلام عندما قررت قريش أغتيال الرسول وقراره للهجرة بسبب ذلك وهو الوحيد الذي أختاره الرسول ليكون أخ له بعد الهجرة عندما آخ بين المهاجرين والأنصار وهو حامل رايته وأول السباقين في المبارزة للدفاع عن النبي والأسلام في جميع المعارك ومنها خيبر أضافة الي كونه أبن عمه وفضله وأختاره زوجآ لبنته فاطمة رغم طلبها من العديد من الصحابة. وكذلك عن ام المؤمنين ام سلمة رواه احمد وصحيح البخاري( 4830 ) طلب الرسول من بنته فاطمة ان تستدعي علي وولدها الحسن والحسين وكان الرسول في فرشه واجلسهم جميعا معه والتحف بهم بكساء فراشه معا فنزلت الاية الكريمة 33 من سورة الاحزاب ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت وطهركم تطهيرا )  حيث رفع الرسول يده الى السماء مرددا عدة مرات اللهم هؤلاء اهل بيتي وخاصتي فذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فجاءت له ام المؤمنين ام سلمة بعد ان رفعت جزء من الكساء وقالت : انا معكم يارسول الله فرفع الرسول يده الكريمة لتبقى مكانها وقال لها : انت بخير )هذا وغيره من العديد من المواقف والاحاديث النبوية بفضله ومنزلته جعلت له محبة خاصة في نفوس الصحابة والأنحياز العاطفي له والتشيع له.

ثانيآ: يري الشيعة بعد وفاة الرسول أن له الأفضلية والسبق والأستحقاق للأمامة . حسب رأي جمهور كبير من الصحابة الأعتراض على من تقدم عليه حيث لم يذهب الكثير منهم الي سقيفة بني ساعدة والتي حسمت الخلآفة فيها ومنهم العباس عم النبي وأولاده والزبير والمقداد وسلمان وعمار وغيرهم حيث يعد ذلك موقف سياسي وفكري للتعاطف معه والتشيع له والتي قال عنها الخليفة الراشد أبوبكر وعمر ( رضي الله عنهما) أنها فلته وقي الله المسلمين شرها.

ثالثآ: أنحياز جماعي له من قبل المسلمين بعد وفاة الخليفة عثمان بأنتخابه من جميع المسلمين كخليفة لهم وهي سابقة بهذا الأجماع والعدد وكذلك بعد فخ مسألة التحكيم وما تم فيها من غش ومؤامرة وخروج فصيل الخوارج عن أمامته وما صدر منهم من أقوال وأفعال مخالفة لجوهر الدين وكذلك ماصدر من معاوية من حروب مع ولي الأمر وخليفة المسلمين الأمام علي من فتنة ذهب ضحيتها أكثر من سبعين ألف من الصحابة والسابقين. أو بعد أن أخذ معاوية زمام الحكم بعد أغتيال الأمام علي بأبتداعه سب الأمام علي في الصلاة وخطبة الجمعة وقتل ومطاردة كل شيعته وأنصاره والأنتقام منهم الي أن جاء الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز وصحح هذه الأخطاء والخطاية. بحق الأسلام والمسلمين.

رابعآ: أساس نفسي في أعقاب فاجعة ومأساة كربلاء وما تعرض له الأمام الحسين وبنيه وعائلة النبي محمد من ظلم وقتل وتمثيل بالجثث وسبي نسائهم وأعتبر ذلك ماهو الأ خسارة جولة لابد من الثأر لها او التقيه في حالة الخشية من الاباده وهكذا استمر الحال حتى اكتملت معالم الملامح  الفكرية في عهد الامام جعفر الصادق وهو سادس الائمة الاثنا عشرية ولما يتمتع به من شخصية فذه ونبوغ علمي واجتهادي حيث اخذ عنه العلم والفقه الامام مالك والامام ابو حنيفه وتتلمذا على يديه . اما الامام الشافعي فقد كان منحاز حبا لأهل البيت اضافة الى ان الامام احمد بن حنبل لم يبخس الامام علي قدره وحقه ومنزلته وكان اول من فرضه على ثقافة اهل السنة والجماعة بلقب الخليفة الراشد الرابع . في الوقت ا لذي قلنا ان كلمة الشيعه عامة وعائمة اذا اخذنا مفهومها اللغوي هو محبة اهل البيت واجلالهم وتقديرهم فلا اجد اي مسلم مؤمن مهما كان فضله سواء من كان محسوب على اهل السنة والجماعه او اهل التشيع من لا يؤمن بذلك . فمحبة ال بيت النبي من محبة النبي وهي سنة وهي ليست قسرا على طرف واحد وذلك من ناحية المصطلح وبالتالي اذا كانت الشيعة هي محبة ال البيت فجميع اهل السنة والجماعة هم شيعة ومحبي لأهل بيت النبي وخير مثال موقف الامام الشافعي وهو احد أئمة الفقه الاربعة بقوله  في احد قصائده وله  منها الكثير في محبة اهل بيت النبي

     اذا كان رفضا حب ال محمد            فليشهد الثقلان اني رافضي

وكذلك باقي أئمة الفقه مثل ابن مالك وابو حنيفة والامام ابن حنبل والسلف من الصحابة والتابعين وعلماء و فقهاء الاسلام من اهل السنة والجماعة اما بشأن الامور الفقهية والاجتهادية فهي في النهاية رأي بشري وانساني يحتمل الخطأ والصواب ورحم الله الامام مالك عندما قال ان الاجتهاد لا يلزم الا صاحبه وبرفضه طلب الخليفة العباسي المنصور ان يحصر القضاء بفقهه لأنه يرى هنالك اجتهادات اخرى لها الحق في ذلك.
اما بشان معالم الاختلاف الفقي والاجتهادي والتي هي رأي بشري كما قلنا بين الشيعة الامامية الاثنا عشرية كمثال واهل السنة والجماعه لا تتعدى الاختلاف الموجود بين المدارس الاربعة منها:
 اولا : الامامة
يرى الشيعة ان الامام منصب بأمر الاهي حسب تفسيرهم وانه نص قراني وكذلك وصية الرسول في خطبة الوداع . في حين يرى اهل السنة والجماعة ان الخلافه هي إمره وترؤس الناس والحكم فهي رئاسة عامة تأتي بالشورى من قبل الناس

ثاثيا : عصمة الامام
يرى اهل الشيعة ان العصمة لها تعريفان منها عدم ارتكاب المعصية اوهو من اعتصم بحبل الله ( القران) ولا يفترقان عن بعض الى يوم القيامه ويتم الانتقال بالامامه بالتثبيت لها بنص من السابق الى الاحق. في حين اهل السنه الجماعه يعتبرون العصمه خاصة للانبياء فقط بين ما يرى وينظر  الشيعه للامام ويتعبرونه دون النبي وفق البشر ضمن ادلة نقليه وعقليه ويعتمدوها حسب مصادرهم وكذلك بتأويل النص ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) سورة المائده  67 وذلك بحجة وخطبة الوداع والحديث النبوي في خطبة الوداع ( يا  أيها الناس ان الله مولاي وانا مولاى المؤمنين وانا اولى بهم من انفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاده وانصر من ونصره واخذل من خذله…. ) ورد في الصحاح حيث بعد ان ابلغ الرسول ذلك نزلت اخر ايه من القران ( اليوم اكملت لكم دينكم واتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) سورة المائده اية  3 . وكما ورد ايضا في حديث المنزلة للرسول ( ص ) فقال ( انت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ) كما نقله سعيد بن المسيب عن سعد بن ابي وقاص وذلك عندما طلب النبي من الامام علي ان يخلفه في ادارة المدينة المنورة في غزوة تبوك والبقاء فيها ، وكانت رغبة الامام الذهاب معه للمشاركة في الجهاد وهي الحالة الوحيدة التي لم يشارك الرسول في غزوة وحسب طلب الرسول رواه مسلم ( 15 / 174 ) وكذلك الفتح الرباني ( 21 / 204 ).

وبالرغم من ذلك اذا كانت هذه الولاية الاهيه في الامام علي بتبليغ من الرسول فهي لا تعني الوراثه بها وان الحقيقة الثابته ان الائمة الاثناعشر كانو مثال الخلق والعلم والايمان وتميزوا بالافضليه عن معاصيرهم وهذه كلها خصال مجيده تحلوا بها وهي وحدها من جعلتهم متميزين وليست الوراثه والدليل على ذلك نرى بالرغم من منزلة وعظمة الامام الحسن بن علي وقربه كحفيد لرسول وهو القائل عنه وعن اخيه الحسين بأنهما سيدي شباب اهل الجنه فعندما حضرت الوفاة للامام علي سأله المسلمون هل يوصي بالخلافة الى ولده الحسن فكان رده وهو اكثر المسلمين علما وفقها ( بأني لا ءأمركم ولا انهاكم ) وهي منتهى الديمقراطية والشورى فهو لم يفضله لقربه له ولم يحرمه حقه اذا ارتضو المسلمين ذلك له. وهذا ما ينطبق على الائمة الائمة الاثنا عشر  اللاحقين فقد تميزوا عن اقرانهم بالعلم والخلق والايمان وليس بالوراثة والنص وحدهما وكانوا محل محبة واحترام كل المسلمين منهم اهل السنة والجماعه والشيعة بلا استثناء فيما عدى الحاكم ورجال لسلطه الذين كانوا يخشون من هذه المحبة والاحترام والمنزله لتجعلهم منافسين لهم هذا من ناحية ومن ناحية ثانية يرى علماء اهل الجماعه صحة الحديث بشأن خطبة الوداع والولاية ولكنهم يقرأونه على ان الموالاه هي الفضل  والمرجعية في العلم والفقه وليس في الامامه والرئاسة السياسيه ( الخلافه محتجين اذا كانت كذلك لماذا لم يحاجج ويطعن ويقاتل الامام علي ليأخذ حقه بالقوه الا ان هنالك اراء وتفسير لذلك عند علماء الشيعه لهذا الموقف والقراءه وهو ان الامام علي اتخذ هذا الموقف لدرء الفتنه ومصلحة الاسلام و وحدته … 
واذا كانت هذه الاسباب وهي صحيحه فهي لا تزال قائمة وموجوده الى يومنا هذا وكما علينا ان نكون واقعيين بقراءة التاريخ ان الاسلام عندها كان حديث العهد ولا يزال لم يستطع ان يغير بالانسان بكل شئ منها النظره الابوية والعصبية القبليه والتي لا تزال موجوده الى يومنا هذا واذا ما قارنا بين اعمار الخلفاء الراشدين المقاربه لعمر الرسول وعمر الامام علي والذي كان في عمر اولادهم ربما نتفهم النظره الابويه السائده في ذلك الحين وما افرزته من اتخاذ قرارات مهمه ومصيريه 

ثالثا : غيبة الامام المهدي

حيث اختلف فيها المسلمون سنة وشيعة بين مؤيد ومعارض فمنهم من احتج بحديث او تراث وتعلل باسباب ومشابهة الامر بعمر النبي نوح انه قارب الاف عام او ببقاء الخضر لحد الأن في الوقت الذي يرى فيه ابن تيمية وبالرغم من بغضه للشيعة فأنه يقر بذلك في حين ان الزيديه وهم احد فرق الشيعة فهي ترفضه في حين يرى هنالك من فقهاء السنة والجماعة بصحة الرواية بوجود المهدي ولكنه سوف يولد في المستقبل. 

رابعا : ولاية الفقيه والحكومة الاسلامية

في حين نرى من الشيعه من فضل التقية والابتعاد عن السياسهبالأقتداء بموقف الامام الحسن ومنهم من اقتدوا بالتصدي للمسئولية مثل الامام الحسين وهكذا بقي الابتعاد عن السياسه عند الشيعه فترة طويلة نسبية اكثر من الف عام الى ان جاء الخميني واجتهد وطالب بتولي المسئولية لي الفقيه العالم الذي تجتمع لديه خصلة العلم والعدل ليكون نائبا للامام لتولي زمام الحكم والسلطه والمسئولية حيث اخذ برأي علماء السنه والجماعه بعدم فصل الدين عن السياسه 

خامسا : أختلاف مصدر الحديث

 وكذلك الاختلاف في مصدر اخذ الحديث الذي يصل اليهم حيث يرى الشيعه لابد من اخذه منقولا  عن النبي عن طريق اهل بيته في حين يأخذ السنة واهل الجماعه الحديث عبر قنوات الصحابه والتابعين والعنعنه وكذلك باستقطاع سهم الخمس اضافة الى الزكاة للتبرع بها للمؤسسات الدينية لتصرف على الامور الشرعيه سادسا :ويختلف علماء المسلمين على سؤالين حول اصحاب النبي :السوال الاول : من هو الصحابي : يرى الكثير من علماء السنة والجماعه  انه كل من اسلم في زمن الرسول ورأه وصلى معه صاحبا له ولكن الرسول لا يرى ذلك كما ورد في الطبري الجزء الثالث صفحة 68 وذلك لما كان بين خالد ابن الوليد والصحابي عبدالرحمن بن عوف في جدل حول ما ارتكبه خالد في بني خزيمة حينما ارسله النبي داعيا لهم الى الاسلام لا مقاتلا ولكن خالد تجاوز امر النبي وقتل منهم العدد الكبير من الرجال بعد ن اعطاهم امان الله والرسول ولأن هنالك ثأر عائلي قبل الاسلام حيث  كان ان قتل االخزومين عم خالد الفاكه ابن المغيره كما قتلوا عوف والد الصحابي عبدالرحمن حيث قال له عبدالرحمن لخالد عملت بأمر الجاهلية في الاسلام  فقال له خالد : انما ثأرت لأبيك فقال له الصحابي عبدالرحمن كذبت فقد قتلت قاتل ابي ولكنك ثأرت لعمك الفاكه بن المغيره فتجادلا فسب خالد الصحابي عبدالرحمن واراد به شرا،  فوصل الامر الى الرسول محمد فقال الا اصحابي يا خالد دع عنك اصحابي فوالله لو كان لك احد ذهبا ثم انفقته في سبيل الله ما ادركت غدوة رجل من اصحابي ولا روحته ) وكذلك رواه ابن هشام الجزء الثاني صفحه 421 حيث ان من الواضح ان الرسول لم يعتبر خالد  صاحبا له وان هذا الكلام من الرسول جاء بعد فتح مكه اي بعد اسلام خالد بسنتين لأنه اسلم بعد صلح الحديبيه وهكذا من اسلم من الوف المسلمين قبل وبعد ذلك من دخل الاسلام في زمن الرسول ورأوه وصلوا خلفه السؤال الثاني :- هل الاصحاب كلهم عدول؟ وهي احد النقاط الخلافيه في عدالتهم وثقاتهم .. 
بان الصحابه كلهم متساوون حيث يرى نسبة كبيرة من علماء  الجماعه ان جميع الاصحاب ثقاة وعدول ويخالفهم في ذلك علماء الشيعه حيث يحتجون ان صفاة الصحابه العدول موجوده في سورة الفتح 48 اية 30 وهي صفاة غير متوفره في جميع الصحابه ( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم .. الى ءامنوا عملوا الصالحات فلهم مغفرة واجر عظيم ) وهذا الشرط لم يتوفر عند العديد من الذين يعدون صحابة وكانوا سببا في الفتنه والحروب التي وقعت بين المسلمين وذهب ضحيتها عشرات الالوف من الصحابه والتابعين .وهذه هي اهم المنطلقات التاريخية والعقائدية والتي انطلق منها مذهب التشيع والتي يتفق عليها معظم جمهور الشيعه وليس هنالك اعتراض على الكثير منها من قبل السنة المعتدلين ولكن هنالك مدارس اجتهادية وفقهية لدى بعض علماء الشيعه حيث كلها اراء اجتهادية بشرية ربما يكون هنالك اتفاق عليها ام لا . وهي مثل مسئلة الشعائر والمبالغه في ا لحب والحزن لأهل بيت النبي وبعض الفرعيات الاخرى، وقد نجد بعض المغالات في ذلك لدى جمهور العامه وليس علماؤهم لاسباب عديده حيث تصدى لها بعض علماء الشيعه الكبار مثل محمد حسين كاشف الغطاء والمرجع فضل الله والشيخ الدكتور الوائلي والدكتور محمد باقر الصدر والدكتور علي شريعتي وكمال الحيدري وغيرهم . ولكن هنالك ايضا البعض من تجار الدين الذين يستغلون عاطفة وجهل العامه ليبتزوهم ماديا في المبالغه في مشاعر الحزن والحب ولتأجيج روح الثأر .

دعوة للتأمل والقراءة بين الدين والسياسة

الحل: هي دعوة الطرفين وعلماء السنة في الخصوص على التعرف على عقائد الشيعه من علماءهم المتنورين و مفكريهم وكتبهم …( وليس من تجار الدين والمرتزقه) وان يتفهموا الابعاد التاريخية والنفسية والاجتماعية والسياسية التي احاطت بالتشيع وبذلك نقطع نصف الطريق للتعايش الاسلامي ونقطع الفتنه ويتعامل به كفقه يضاف الى باقي المدارس الاربعه كما افتى امام الازهر محمود شلتوت ومستندين ان الامام مالك وابو حنيفه واخذ منهم الامام الشافعي الكثير وصدح بمحبة اهل بيت الرسول وكان الامامان مالك وابو حنيفه طلبة علم لدى الامام جعفر الصادق سادس أئمة الشيعه واخذا عنه الكثير وكما يقول عنه الشيخ الازهري محمد ابو زهره ما اجمع علماءالمسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم مثل اجتماعهم على الامام جعفر الصادق بعلمه وصدقه وفقهه فأئمة الفقه اخذوا منه مثل مالك وسفيان الثوري وابوحنيفه ومحبة الامام الشافعي وغيرهم اما علماء الشيعه فعليهم تجاوز الرواسب الزمنية  وكذلك تجاوز التطرف في نظرة الامامة والتقيه واجترار الاحزان والرغبه في الانتصار للظلم الذي لحق بهم. وحال وهم اليوم مختلف عن الامس وهم الامس قد مضى عليه زمن وهم اليوم مشترك عند الجميع والجميع بأمس الحاجه الى معالجته بنفس الحوار الايجابي حيث ليس هنالك بديل عنه في اذابة الفرقه ورواسب الماضي من اجل عدم انتهاء الامة كلها بخلا فات وصراعا وجدل لا مخرج منه ، فلابد من النظر الى التاريخ بعين العقل لا العاطفه ولا بد من التحرر من بذور الفتنه وعدم تحمل المسئولية عن اخطاء تاريخية نحن لم نرتكبها ولسنا مسئولين عنها وبالتالي الدفاع عنها . والنظر الى التاريخ بنظرة الطبيب الى المرض لمعرفة الاسباب والمسببات لمعرفة العلاج وان لا نكون جزء من المشكله ونصاب بالعدوى . وكما اسلفنا سابقا هنالك دين سماوي ونص قرأني ونبي مرسل لا يختلف حول ذلك اثنين ولكن فيما عدى ذلك هنالك بشر وليس ملائكة تحكمت في شخصيتهم العديد من الظروف الاجتماعيه والعلمية والنفسية وجبلوا على شخصية وهوية في النهاية في التدرج من النقاء الاخلاقي والايماني ونحن امام شخصيات متفاوته منها ما نجله ونحترمه ولكن هذا لا يجعلنا ان نتعاطف معه الى مرحلة الغلو ونسقط عليه صفة الملائكة والغير بشرية  لأن النقاء والنية الحسنة هي المعيار في النهاية وبالتالي تنطبق المقوله على اصحاب النية الحسنه بالنقاء الايماني مثل الخلفاء الراشدين عندما يجتهدون ان اصابوا فلهم اجران وان اخطئوا فلهم اجر واحد ولكن الصورة قد اختلفت تماما بعد انتهاء مرحلة الرشد والخلافة الراشدة يضاف لهم حالات نادرة بعض الاشخاص من كانوا على نفس النهج مثل عمر بن عبدالعزيز ولكن بعد وفاة اخر الخلفاء الراشدين كما اسلفنا تحولت الخلافة الى ملك عضوض والى سياسة بدون نقاء ولا اخلاق ولهذا عندما نرى ونتعرف على بعض الصفحات من التاريخ لناخذ منها العبرة ونتجنب الاخطاء والتي دفعنا وندفع ثمنها غاليا الى يومنا هذا حيث نرى معاوية وبطانته في عالم غير عالم الخلفاء الراشدين بحسابه للماده والسلطه وبناء دولة اسرة كما اسلفنا وعن استغلاله للسلطه في جمع الاموال والتسلط مما سبب بذور الفتنه في جملة امور مختلفة تماما عن نهج الاسلام النبوي وما تبعه من سنة راشدة بخلفائها ولديه مشروعه الخاص به في الاستئثار بالمال العام والسلطه حيث يحلل ذلك بأن المال مال الله يأخذ منه ما يشاء في حين يقول الصحابي الجليل  ابو ذرالغفاري هو مال الله ومال المسملين ولا يحق لك يا معاوية باكتناز الذهب والفضه والعقار . كما ان معاوية اول من ابتدع بتحويل الجيش الاسلامي الى جيش خاص به لحمايته وليس للدولة وعندما فاحت رائحته ووصلت الى الخليفه عمر  (رضى ) 
واراد محاسبته عدة مرات وهو القائل له ما سئلتك عن شئ الا وخرجت منه وهو بالرغم من دهائه وذكائه الا ان عمر(ر) لم يعفه ولم يبرئه. وكان يخشى عدل عمر لذلك لم يجاهر باطماعه واحلامه ولكن ذلك ظهر في اخر سنوات حكم عثمان مستغلا صلة القربى فكانت تصرفاته مع بطانته هي سبب بذور الفتنة الكبرى الاولى والتي ذهب ضحيتها الخليفة الراشد عثمان ورغم كونه السبب والمسبب لها لم يسعى الى نجدته بما يملك من جيش وقوة لأنه كان يعرف ما سوف تؤول الامور وبالتالي يقفز الى اعلى قمة السلطه ولكن الاحلام لم تكتمل حيث انتخب الامام علي من جميع المسلمين قاطبة وهنا لم يستسلم لذا ابتدع قصة قميص عثمان في اشعال حروب اسلامية اسلامية ذهب ضحيتها 70 الف من الصحابة والتابعين وكما انه ابتدع رفع المصاحب للهرب وكسب الوقت وحصر الرأي في عصبة قليلة وليس للأمه  وهو اول من ابتدع شيعة له وبعدها حولها  الى اهل الجماعة ولأنه ادرك إن حصن النص القراني لايمكن اختراقه لانه محفوظ وثابت ولذا جعل النص موجه للناس وليس له وللامويين …. ولذا وجد حاجة لخلق نظام شرعي له يثبت له احتكار السلطه واحتكار الثروه واحتكار المعرفه واحتكار الجيش والسلاح وهي افكار بيزنطينية مميته وهي خروج وانحراف عن سنة النبي والمتبعه من قبل الخلفاء الراشدين ولكي يفرض هذه الانحرافات على السنة النبوية كان عليه ان يصادر القران ولما كان معروفا عنه الذكاء والدهاء والسياسه وهو ليس باحمق فقد ترك القران وشأنه  وعمل على ابتداع قنوات ونصوص جديده توصف بالشرعيه منها النظرية الجبرية التي محتواها ان الانسان مسير بالقدرة بكل اعماله وافعاله واقواله بشكل مطلق …. وليس للعقل اي دور في ذلك وبالتالي وضع الانسان في ادنى مرتبة من الحيوان الى الجماد ، 
حيث ان كلمة الجبر والتي معناها اللغوي الاستبداد والقهر وسلب الاراده والاختيار وبالتالي وصوله الى القبول بالرضوخ لسلطة الحاكم لأنه في هذا المكان هو بارادة الله وقضاءه ولا يجوز الاعتراض عليه مهما استبد في حكمه وعمله ، وهذا افتراء وحاشى لله والرسول ان قالا بذلك لأنه يتناقض مع عدل الله يوم الحساب حيث كيف يحاسب القاتل والسارق والمخطئ اذا كان الله هو من جعله وخلقه في هذه الحاله . لا بل الله منحه العقل والشرائع والرسالات السماوية عبر الرسل والانبياء في الكتب المقدسة والتي تحدد له ماهو الخير والشر وبالتالي هو المسئول عن اتخاذ قرارته وافعاله وحق عليه الحساب على ضوء عمله . وكذلك ابتدع معاوية شرعنة فتنة الحديث بل تمادى احيانا الى امكانية ان ينسخ الحديث النص وكذلك فتنة التفسير وما حمله من تراث الاسرائيليات من خلال كعب الاحبار وهكذا تم التغاضي عن الوضع بالحديث ضمن شرعنته من قبل بعض وعاض السلاطين بالافتاء بجوازه من خلال الية التواتر المعنوي او الية ما تقبلته الأمه بالقبول . والذي كان من اخطرها حديث (افتراق الأمة) وما سببه من جروح مزق به الأمة. حيث ان  الحديث الذي لم يعتمده الرسول بجملة من الاسباب المنطقية حيث قال الرسول ( لا تكتبوا عني غير القران ومن كتب عني شئ غير القران فليمحه )
ولذا من هذه الثغره حاول معاوية  ان يجد منفذا يوصف بالشرعيه وهو ليس محصن لعدم حفظه كالقران ولذا يمكن الاضافه اليه و الحذف منه وتحريفه الى اخره … وفق الحاجه , كما استخدم اسلوب العصبيه القبليه والبطش وخلق بطانة ووعاظ السلاطين والمرتزقه لاضفاء الشرعيه على القرارات الجديده في الوقت الذي نرى الامام مالك رفض زواج وطلاق الاكره وكذلك البيعة بالقوة والاكره ومن هنا تشعبت الطرق بين من يمسك بالحق كأنه جمره وبين من ارتضى النفاق او من استكن وفضل الاعتزال حيث في الوقت الذي نرى الفقه قد ازدهر في ادق وابعد المسائل الفرعيه لكنه لم يقترب ويلاحظ ويصمت عن الخرق العلني لمبادئ الاسلام في نظام الحكم والاستيلاء على بيت مال المسلمين وفرض الوراثه والظلم لذا نجد ان الاسلام صار لغة الناس وليس واقعهم وذلك بخلق انسان تحكمه الغرائز الحيوانية وليس الانسان الذي يحكمه العقل والعدل والمعرفة ولان افضل وسيلة لمجابهة خطر المجهول هو تعلم اسراره من خلال دراسة الظواهر وقوانينها وليس بخداع الناس بكلمات حق يراد بها باطل مثل شعار السلف الصالح وكما نلاحظ  الانتقائية بالاخذ في القشور مثل المأكل والملبس وبعض الحركات وترك جوهر السلف في النقاء والايمان والصدق والعدل والايثار وكل الجوانب الاخلاقية بما يسئ الى السلف والى العقل وفطرته وارادة الله في البناء والتطور لأنها سلطة الله وقوانينه الطبيعية.. وكما اسلفنا اذا كانت السنه هي الايمان برسالة النبي محمد (ص) وقوله الصحيح وفعله فجميع المسلمين بجميع طوائفهم ومدارسهم وفقههم الاجتهادي هم سنه ولما كان الاجتهاد والفقه رأي بشري لا يلزم الا صاحبه فبالتالي اين المشكله ولماذا هذا الخصام والحروب والفتنه طيلت هذه القرون لا والف لا  ليس هنالك مشكله وشرخ في الدين والايمان والاصول والسنه ومحبة اهل بيت النبي بل هي مشكله سياسية وسوف تبقى كذلك يتم تأجيج نارها و وقودها من ارواح المسلمين ودمائهم ويأكل اكلها الحرام الحكام والسياسيين وذلك كله عندما نغيب العقل ونحكم بالعوطف والعصبيه الجاهليه . والجدل سوف يبقى كذلك حتى نصحو ونغلب العقل والمنطق ويكون منهجنا الحوار البناء وليس الجدل البيزنطي.مواقف سياسيه وقع المسلمون في فخها :لقد تجاوز الاختلاف الى صراع جنوني وهستيري نجده في العقول بين السنة والشيعه في العراق وسوريا واليمن ودول الخليج او ما بين ابناء السنة والمذهب الواحد كما حدث في ليبيا ومصر ونحن اليوم في القرن 21 حيث العلم والمنطق والعقل بلغ اقصى مدى في سلم الحضاره واليه التواصل والحوار والديمقراطية وحقوق الانسان والرأي والرأي الاخر وهو مايميز الانسان عن سواه كما اسلفنا في بداية البحث ولكن نرى العكس تماما في تغليب العواطف و الأهواء بدل العقل والمنطق .. في جدل بيزنطي مضى عليه اكثر من 1500 سنه وايآ كان المنتصر فهو لا يكسب شئ ولن يستطيع ان يغير التاريخ والحقائق وحيث الاختلاف في الرؤيا استغل سياسيا بأبشع صوره عبر التاريخ والذي لا يقرأ التاريخ والماضي ويتعلم منه فسوف يكررون نفس الاخطاء . فهذا الامام علي لم يكن همه السلطه بل همه الاسلام ورفعته وكان خير عون وناصح مخلص للخلفاء الراشدين وما قول عمر(ر) ( لولا علي لهلك عمر ) وهو الذي سمى اولاده باسماء الخلفاء الراشدين وتصاهره معهم ورفض سب معاوية بكل ما فيه من خطايا وذلك في معركة صفين من بعض عوام الاتباع فما بالك بالاخرين ولم يكن علماء وائمة السنة الكبار ومنهم الاربعة التي سميت المدارس باسمائهم ضد اهل البيت مطلقا بل تحملوا الكثير من المعانات والسجن لمناصرتهم لأهل البيت ضد خصومهم واولاد عمهم الامويين والعباسيين وكانت علاقتهم مع الائمة المعاصرين لهم مثل الامام جعفر الصادق والامام موسى بن جعفر من أمتن الصلات وان الامام ابوحنيفه يعد بمواقفه امام الطرفين وكذلك الاخرين في مواقفهم الرائعة ولكن مع الاسف لم يركز عليها كثيرا في كتب التاريخ لاسباب سياسية صرفه حيث لو امعنا النظر باستخدام العقل لا العاطفة نرى مما تقدم ليس هنالك مشكلة في الدين والعقيدة والاصول وبكل ماهو الهي بل ومنذ الحظة الاولى لوفاة الرسول بدأت السياسة تفرض نفسها وبكل ما افرزته من مشاكل وعقبات الى يومنا هذا حيث سوف نسلط ومضات على بعض المواقف وان لكل صاحب منطق لابد ان يرى انالسياسة والسياسة وحدها كانت وراء ذلك :
اولا : لقد لعبت السياسة منذ اللحظة الاولى لوفاة النبي محمد (ص ) حيث اجتمع الانصار لكي يختاروا خليفة للمسلمين منهم واسرع المهاجريين والقرشيين عند سماعهم للاعتراض على ذلك وان يكون الامر لهم وهكذا حسم الأمر للمهاجريين والقرشيين بعد ما كان من التجاذب والصراع ما بين الانصار من الاوس والخزرج ، وانتقل التنافس بين المهاجريين والقرشيين انفسهم ايهما احق بالاسبقيه ولكل لديه حجته الى ان حسم سياسيا بالقصة التاريخية التي يعرفها الجميع وهذا كله والنبي محمد ( ص ) لم يسجى الثرى بعد ! اليست هذه سياسة ؟ 

  ثانيا : مشكلة سياسية اخرى حسمها عمر ( رض ) الخليفة الراشد الثاني العادل وان لا نضع رأسنا في التراب ونغمض اعيننا عن الحقيقة التاريخية عندما اعلنها صرخة مدوية ضد الظلم واصبحت حكمة عبر العصور ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) الم تكن ضد عمرو بن العاص وولده في استغلالهم للسلطه .. ولو عمل بها الحكام والمسلمين بعده لما حدثت الفتن والاضطرابات عبر التاريخ الاسلامي وخصوصا في الفتنة الكبرى اثناء السنوات الاخيرة لحكم عثمان ( رض ) ومن استغلال السلطه من قبل اقاربة الامويين وحملوه مسئوليتها . ألم يكن ضمن المعترضين اصحاب وتابعين ؟! وكذلك عوام المسلمين المعانين من الظلم في كافة الامصار الاسلامية من ولاة غير أهل للموقع وذلك طمعا منهم بعدالة عمر التي لم يجدوها بعد وفاته .. الم يكن منهم طلحة والزبير وعمرو بن العاص وبقية عوام  المسلمين كل له سببه حيث ان عمرو بن العاص كان محرضا لها بسبب عزله عن امارة مصر وتعيين الاخ غير الشقيق للخليفة عثمان بدلا منه .. اليست هذه سياسة ؟! 
ثالثا : الم تكن لعبة معاوية بقميص عثمان واثارته الحروب الاسلامية الاسلامية وذهب ضحيتها 70 الف من خيرة الصحابة والتابعين من المسلمين من اجل الحكم والسلطة ، اليست هذه سياسه؟!
رابعا : ثورة بني العباس على الامويين والحصول على الحكم والسلطه ، اليست هذه سياسة ؟! دفع ثمنها المسلمين من ارواحهم ودمائهم بحلم عدل النبوه والخلافه الراشده والذي لم يتحقق ، اليست هذه سياسة ؟!
خامسا : لعبة المتوكل بالتخلص من خصومه في اغلاق باب العقل والاجتهاد وقضاءه على أهم مدرسة فكرية اسلاميه سنيه في الاسلام وهي مدرسة العقل والعدل والتي هي مدرسة الاعتزال التي ازدهرت في عصر المأمون العباسي والذي شهد الاسلام والحضارة الاسلامية اوجها والتي لم تتكرر بعد ، وما خسرناه من اغلاق الاجتهاد ومدرسة العقل وحصر الفقه في مدارس محدده . اليست هذه سياسة؟!
سادسا : الم يبدأ صراع العثمانيون ( الاتراك ) مع فقه الشيعة الذين لا يجيزون الخلافة الا في قريش اي العرب . اليست هذه سياسة ؟!
سابعا : تفجر الصراع التركي التركي بين العثمانيين والصفويين حول السلطه والخلافة . حيث تحول الصفويين الى مذهب التشيع واجبروا الشعب الايراني على التشيع لأغراض سياسية لكي يدعموهم ويبرروا مواقفهم بغطاء شرعي دفع المسلمون والشعب العراقي عبر مئات السنين ثمنا غاليا له كلما اقتضت السياسة ذلك .

ثامنآ : الم يتحالف سياسيا محمد بن سعود مع محمد بن عبدالوهاب في تقاسم السلطه والنفوذ بوجهها السياسي لأل سعود وغطاءها الديني لال الشيخ محمد عبدالوهاب لتشكيل دولة ونتيجة لثقافة الصحراء والغزو لقلة الموارد المالية حيث كانت الحروب الداعشية الأولى من القتل والتدمير والاغتصاب نحو المجتمع المدني والحضري شمالا نحو العراق ومدنه الغنية مثل كربلاء والنجف وغرب الجزيرة العربية بمدنها مثل جده ومكة والمدنية المنورة وباقي ارجاء الجزيرة حيث تم باسلوب وحشي تحويل المسلمين السنة بالقتل والدمار من المذهب الشافعي والحنفي الذين كانا سائدا انا ذاك الى المذهب الوهابي بحجة كلمة حق يراد بها باطل ولم يكتفوا بذلك حيث تم عرقلة الحج وقطعه على المسلمين مما اجبر الدولة العثمانية بالتعاون مع والي مصر محمد علي باشا بشن حروب عليهم انتهت بانتصاره واسر الحاكم السعودي عبدالله بن سعود وابنين لمحمد بن عبدالوهاب سنة 1819م واخذهم اسرى الى العاصمة العثمانية (الاستانه) وتم اعدامهم على الجرائم التي اقترفت بحق المسلمين في ذلك الوقت وبقي الحال حتى جاء الانجليز ولأغراض سياسية ايضا بتبنيهم مرة اخرى وغيرهم… وتأليبهم ضد الدولة العثمانية لغرض القضاء على الرجل المريض ( الدولة العثمانية ) و وراثتها ، وكان اكتشاف النفط سبب اخر في هذا التحالف الجديد وبالتقاسم مع دول كبرى اخرى .اليست هذه سياسة ؟!

تاسعا : ويتأجج هذا الصراع سياسيا مرة اخرى في منحى خطير بعد الثورة الايرانية عام 1979م و وقوفها مع الثورة الفلسطينية مما اثار مخاوف اسرائيل فدفعوا بدول الخليج لتوريط صدام بالحرب العراقية الايرانية لمدة 8 سنوات اهلكت الحرث والنسل ودفع ثمنها حياة الملايين من العراقيين والايرانيين مع دمار وخراب اقتصاد البلدين ، وكانت بداية النهاية لدولة العراقية الحديثة التي أنشئت منذ مطلع القرن العشرين. اليست هذه سياسة ؟!

عاشرا : استطعم التطرف الاسرائيلي اللعبة والطبخة واثاروا الفتنة من جديد عبر استفزاز محسوب لصديق الامس صدام بسرقة النفط والتلاعب باسعاره وتقديم فاتورة ديون الحرب لصدام الذي لم يكن مستعد لها وقد حسبها هبة مثل ما قال له احد امراء الخليح ( منا المال ومنكم الرجال ) وبالتالي انجر لها صدام وباقي العرب في هذا الفخ الطائفي بحرب الخليج الثانية وضياع البوصلة واتجاهها من فلسطين الى الصراع مع الشيعة وايران. اليست هذه سياسة ؟! احدى عشر :  تتكرر اللعبة مرة اخرى سياسيا بحرب افغانستان واندفاع سعودي بخطاب سلفي اسلامي خلق القاعده بصراع مع السوفيت وبعدها هجوم الحادي عشر من ايلول الارهابي في امريكا وما اعقبها من الحروب والتي جعلت من القاعده وحشا ولد داعش ومشروعها في تدمير الدول المحيطه في اسرائيل وما جاورها وان تدخل المنطقة في صراعات وحروب عبثيه طائفية مقيته لعشرات السنين تكون اسرائيل قادرة على تحقيق حلمها ومشروعها بدولة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل . اليست هذه سياسة ؟!.

ثانيا : الحوار كحل لتعامل مع الازمات المزمنه ( الاختلاف بين الحضارات والثقافات والاديان السماوية نموذجا )

كما ان من اهم العقبات التي تواجه الانسانية والحضارة وتقدمها ورفعتها هو بروز قيادات متطرفه تريد ان تختطف خطاب العقل من كل الاديان وعندما يترك لها العنان نراها تشعل الحرائق والنيران ويذهب ضحيتها الابرياء من كل الاطراف مع دمار للحضارات والمجتمعات والمؤمنين من كل الاديان 
    وعندما نغلب صوت العقل وننظر بكل تمهل الى التراث والدين نجد ان المشتركات اكبر كثيرا من الاختلافات لأنه في الاخير  جاءت الديانات رحمه من الله الى البشرية وليس العكس وهكذا نرى ان جميع الديانات السماوية تشترك في الايمان ان الله وحده هو الذي خلق الكون والسماوات والارض وادم ابوالبشر وكذلك بالملائكة والجنة والنار واليوم الاخر والذي فيه العدل والحساب وانه ارسل جميع الانبياء والرسل كمعلمين ومدرسين للبشر في انارتهم الى الحق والايمان بالله وسننه في الخلق وفي استخلاف البشر في الحياة للبناء وعمل الخير لا للهدم وعمل الشر ومن يخرج عن هذا القانون الهي سوف يكون مصيره يوم الحساب العقاب ومن سار وفق القانون له الثواب والجنه .     نعم هذا التراث هو المشرك عند الجميع اضافة الى أن جميع الرسل والديانات السماوية الحالية خرجت من نسل النبي ابراهيم فجميع انبياء اليهود من ابراهيم وكذلك السيدة مريم العذراء وولدها النبي عيسى وال عمران من نسل ابراهيم والنبي محمد من نسل ابراهيم والكل بشروا بنفس الحقائق والاصول ( في الايمان بالله وملائكته واليوم  الاخر ولابد من عمل الخير والبناء لا الشر والهدم )     وكما ان من المنطق ان الحياة في تتطور وتقدم عبر الزمن فكان لابد لكل مرحلة زمنية من نبي ورسالة ضمن ظروف اجتماعية وعلمية وفق السياق التاريخي ولأن الرسالات هي حقيقة واحده وكتاب واحد من الله ولكن تعددت فصوله وهو الايمان بالله الخالق وارادته لنا بالعمل الصالح والخير والبناء والتعمير لا اقتراف الشر والهدم وبالتالي مهما كان المعلم النبي والرسول فأن الحقيقة واحده والتي يجب ان تتبع في النهاية حيث قال الله تعالى في سورة ال عمران اية 34( ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ). وكذلك في سورة البقرة اية 62 ( ان اللذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ومن امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) . واية اخرى ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحده ولكن ليبلوكم فيما اتاكم فستبقوا الخيرات  الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) المائدة  48 وفي اية اخرى ( قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا  الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله ) ال عمران 64.

   ولابد من تصحيح الفكرة الخاطئة ان الاسلام دين الخوف بل هو دين الحق والرحمة كما في الحديث ( حب لأخيك ما تحب لنفسك ) وكذلك حديث الامام علي ( الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) نهج البلاغه . وكذلك له ( استمع الى ما يقال قبل ان ترى من يقول ) . وكذلك له ( اعرف الحق تعرف اهله ) . وكذلك له ( لا يعرف الحق بالرجال بل يعرف الرجال بالحق ) . وكذلك ( ان الحكيم من يضع الكلام في موضعه ) ومن اقول غاندي ( يوجد سبعة  اشياء تدمر الانسان : السياسة بلا مبادئ ، المتعه بلا ضمير ، الثروة بلا عمل ، المعرفه بلا قيم ، التجارة بلا اخلاق ، العلم بلا انسانية واخيرا العبادة بلا تضحية ) .

     ان الحقيقة المطلقة عصية على المعرفة وان كل انسان ينظر اليها من زاوية معينة تحددها خبراته المتراكمة و واقعه الحاضر وتوجهاته للمستقبل .. منها الحقيقة والصواب وهو ما يتفق عليه الغالبية .. غير مفروض عليهم من قوة جبرية غاشمة تتوسل الى القوة والتكفير .. ومثلها كالناظر الى السماء الصافية وفيها تتلألأ  مليارات من النجوم فهو لا يستطيع ان يركز نظره اليها جميعا بل هو يركز نظره على نجمة او مساحة معينة وبعدها ينتقل الى الرؤية الى زواية اخرى في المناطق المجاورة .     ان افضل الاديان هو ما يحول الانسان الى الافضل بعلمه و اخلاقه ونفعه وكرمة وعدله وخلقه وسلوكه وعقله .. فأي دين شربت منه ذلك فأهلا وسهلا لأن الدين ليس وراثه بالولاده انما هو معاملة واخلاق وسلوك وايمان بالله الخالق الواحد لذا الفرقة الناجحه في النظر بالالتزام بالاخلاق الفاضله وليس قشور الهوية مهما كانت التسمية حيث اختلاف الوان الورود والازهار يزيدها جمالا.     ولكن نرى تناقض في الحديث الموضوع ( امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم واموالهم ) وهو ما يستند اليه كل الغزاة والطامعين بالثروة والسلطه على حساب جوهر الدين وقيمه عبر التاريخ .. ابتداء من  معاوية واخرهم الفكر الوهابي المتطرف والذي انتج القاعده التي ولدت داعش . فهو حديث موضوع مهما افتري عليه من اسناد لأنه يتناقض مع ايات القران الكريم كما ذكرنا ذلك سابقا واحاديث ومواقف تاريخية للرسول محمد لا يختلف عليها اثنان حيث لا يعقل ويجوز فيها التناقض وكما نعلم ان اهم صفات  الرسول المصطفى محمد هو  الصادق الامين قبل النبوة وبعدها طيلة حياته ، فهل يعقل وهو القائل لقريش الغير مسلمة بعد فتح مكة كما دونت ذلك كل كتب التاريخ والصحاح ( ماذا ترون اني فاعل بكم فقالوا له : اخ كريم وابن اخ كريم فقال لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء ) متجاوزا كل ما اقترفوه بحقه وبحق المسلمين من اذى …. وبالرغم من  انهم في تلك اللحظه لم يؤمنوا اويسلموا بما جاء به من عند الله .. فأعطاهم الحرية والعتق وهو عكس شرعة ذلك الزمان ما بين المنتصر والمهزوم ، لا خوفا ولا عجزا عن فرض ارادته بالقوة واجبارهم على الاسلام ولكنه كان اكثر الناس علما بالقران واياته بعدم اجبار الناس على الاسلام بالقوة لأن الايمان هو قناعه ذاتية لا تأتي بالقوة والقهر لانها سوف تتحول الى نفاق وكذب . 

     ومن الاستشهادات القرانية كما قال الله تعالى ( لو شاء ربك لأمن من في الارض كلهم جميعا . أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) يونس  99 واية اخرى ( ما انت عليهم بمسيطر انما انت مذكر ) الغاشية 28 واية اخرى ( لا اكره في الدين قد  تبين الرشيد من الغي ) البقرة 256 واية اخر ( ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ) النحل 125 .. وهنالك العديد من الايات التي تؤكد هذا المعنى .
      حاشى الرسول ان يقول مثل هذا القول بعد هذه الموقف التاريخي والانساني بتعامله مع اهل مكة وان يضع نفسه في موقف متناقض وعكس خلقه وصفاته التي جبل عليها كل حياته والتي اصطفاه الله لرسالته وهو الصادق الامين انما وضع هذا الحديث و كغيره ايام معاوية لتبرير الغزو واستلاب خيرات الأمم باسم الاسلام كما فعله الطغاة بعده واخرها الحركات التكفيرية مثل داعش واخواتها . 
     وهذا يعد طعنة بالحق الهي والحقيقة الايمانية الساطعه والتي تتقبلها الفطرة السليمة والعقل والمنطق واستنارة العقول والقلوب بها وليس بالقوة والسيف والدم فكان الاسلام نور الحق لا يمكن حجبه كان ولا يزال ينتشر عبر قارات العالم بدون سيف ودماء كما انتشر في افريقيا واوربا وامريكا واسيا من الهند وماليزيا واندونيسيا هذه الاعداد لو حسبت اليوم لهي اكثر من العرب والبلدان التي فتحت بالسيف واخيرا قال الله تعالى ( انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) وذلك لتعارف وليس للتقاتل والحروب الفتن وان نمد ايدينا بالحب والتعاون لبناء الحضارة وقيمها الانسانية لا القتل والسلب والدماء والانتحار والهدم … ولأنه في النهاية لا بد من الرجوع الى كلمة الحق لأن الله خلق الانسان وجلعه خليفة له في الارض للبناء وعمل الخير لا للهدم والشر والذي هو عكس ارادة الله وما بشر به جميع انبياءه ورسله .
أمراض وعقبات ابتليت بها الامة لابد من تجاوزها والشفاء منها 
 اولا: العقده الجاهليه وعاطفة العصبية القبليه البغيضه في الحكم بالتعميم حيث نرى الجميع من طرفنا انا وعشيرتي وعرقي وديني وطائفتي ومذهبي  جميعا ملائكه والجميع من الطرف الاخرشياطين وهذا منتهى الافلاس الفكري والاخلاقي حيث لا يجب التعميم على الاخر الا من خلال العمل والفعل والله عز وجل هو القائل , ( اعملوا فسيرى الله عملكم ) ,ثانيا : عقدة الأزدواجية حيث في الوقت الذي نشكو من ظلم الاقوى منا والاكثر عددا عندما نكون اصحاب حق .. ولكننا مع الاسف نمارس نفس الظلم والخطيئة على الاخر الاضعف منا والأقل عددا عندما نكون اقوى منه واكثر عددا وهو تمييزا عنصري وطائفي وتكفيري.
ثالثا : عقدة عدم التمييز حيث يجب التفريق بين ما هو الهي ودين ووحي معصوم وبين ما هو اجتهاد بشري قابل للخطأ والصواب في انزال قيم الوحي على حياة الناس. فالفكر والاجتهاد البشري لا يحملان قدسية الوحي وهما قابلان للخطأ والصواب بنسب متفاوته وان المشكلة هي ان بعض المسلمين يدافعون عن التراث كله على انه دين الهي .رابعا : عقدة التبرير والتذرع حيث هنالك سلبيات لا بد من اعادة النظر فيها, ومنها الأستسلام لنظرية الجبروشيوع العقلية التبريرية التذرعية ومحاولة اعفاء الذات من المسئولية ورميها على الاخر والخارج وهنالك احاديث تؤكد على قدرة الانسان واردته في تحمل المسئولية والاختيار وان التوكل ليس باهمال الاسباب بل هي جزء منه كما في حديث الناقه ( اعقلها وتوكل ) وكذلك في ضمان توفر رزق الطير ولكن ذلك لم يمنعه عن البحث والسعي وان منهج النقل واصوله بحفظ تديون القران  وان الرسول محمد ( ص ) نهى عن تدوين السنة والحديث لكي لا يلتبس منها شئ مع النص. ( لا تكتبوا عني غير القران ومن كتب عني شئ غير القران فليمحه ) لكي لا تشغلهم الرواية عن القران وفهمه وتدبره فتضعف قابلية الفهم والتدبر لإياته ويتكل الناس على الرواية ويستغنون عن القران كما حدث بعد ذلك عبر العصور التاليه حيث استغنى بعض الناس ابتداء عن القران بالسنه ثم استغنوا بالفقه عن السنه وبعدها بالشروح والمتون من الكتاب والمشايخ عن علماء وائمة الفقه وهذا لا يمنعنا من اخذ الحديث مهما كانت قوته اذا كان ذو طابع اخلاقي وبناء و وحده وتفسير وعلم وليس عكس ذلك او بما يتناقض مع النص وكما روى الترمذي وبقية الصحاح عن زيد بن الارقم عن الرسول قال ( اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا هما كتاب الله وهو حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي اهل بيتي وهما لن يفترقا حتى تردوا علي الحوض ،فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) . وكما يقول الترمذي وغيره بإنه يدل بان الرسول يأمر المسلمين ان يتبعوا تعاليم اهل بيته في الشريعه لأنها تتفق مع القران وانهم لا يفترقان الى يوم القيامه . واذا كان هنالك جدل في شأن استخلاف الرسول في الخلافه فاين المنطق في الجدل بالاخذ بتعاليمهم لذا فان اقل ماينبغى بوضع تعاليمهم على قدم المساواة مع فقه المذاهب الاربعه وكما افتى امام الازهر الجليل محمود شلتوت ، ان هذه الحقائق لا اجد فيها اي اختلاف او اعتراض كبير لدى معظم فقهاء ومشايخ وثقاة اهل السنة والجماعة .

خامسا :عقدة أمتلاك الحق والحقيقة كاملة حيث ان الادعاء بالكمال وامتلاك الحق والحقيقة كاملة لهو واحد من جنون العظمه لان الله وحده عز وجل من يتملكها ولاننا كلنا بشر ولدينا في حياتنا جملة من نسب الحسن والقبيح والخير والشر وان نراعي الدقة والحيادية وفق معايير العلم والمنطق وان لا ننظر ونرى في اخطاء الاخر حتى البعوضه ولا نرى في انفسنا الفيل من الاخطاء ولكن المهم في النهاية ماهي المحصله وما نسبة الخير والشر الجميل والقبيح في اي فرد منا فالمعيار في ذلك وفق اساس الذي يتبع في تقييم عادل من سلم النسبة المئوية فاذا تجاوز الخمسون في المائة كان مقبولا ومتوسط وجيد وممتاز واذا انخفض عن الخسمون في المائة كان الفشل والسوء والسقوط .. ولكن الاهم في هذه المعادله هو عدم الوقوف عندها انما هو معيار لمراجعة الذات والاداء نحو الافضل وليس نحو الاسوء نحو الرقي والارتفاع وليس الانحطاط والسقوط وبالتالي يجب عدم فقدان الامل والنظر في تقييم الأمر وفق النظر الى ما موجود في القدح من ماء فمنا من يصفه بانه نصف فارغ وهو السلبي المتشائم اومن يصفه بانه نصف ممتلئ وهو الايجابي المتفائل  ولكن في كلتا الحالتين العمل هوالمعيار من يعمل على ملئ النصف الاخر اوتفريغ القدح الى النهاية . سادسا : يجب التحرر من عقدة من ليس معنا فهو ضدنا بل الادق هو من ليس ضدنا فهو اقرب لنا  حيث في التاريخ اقطاب عدم الانحياز نهرو الهند وتيتو يوغسلافيا وجمال عبدالناصر مصر وسكارنوا اندونيسيا ونكيروما افريقيا لنرى اليوم ماذا خسر العالم والبشرية باختفاء هذه القوى من نادي عدم الانحياز وما ال اليه العالم من سياسية القطب الواحد وما يؤشر من تباشير الانتحارالذاتي لهذا القطب او ذاك في بروز تيارات شوفونية متطرفه والتي لا تبتعد كثيرا عن خطاب النازيين قبل الحرب العالمية الثانية وسيطرت هتلر بعد ذلك يجب ان نؤمن ان العروبة هي مواطنه ولغة وثقافه ومصالح مشتركة قبل ان تكون بقعه جغرافية ودين ومذهب وطائفه وعرق وهكذا عندما ننظر الى رموز كبيره ومحط اهتمام واحترام عبر التاريخ وحتى يومنا هذا بما انعكس ذلك على المجتمع حيث نرى ان جريمة الانظمة الاستبدادية والدكتاتورية في فسخ حقوق المواطنه يجب ان لا تضفي الشرعية على الاصوات النكره في مطالبتها بتجزئة الاوطان والانقسامات السرطانية والشريطية على الجسد العربي لان الحقيقة ان جميع االمواطنين هم مستباحين وليس فقط عرق وجنس واحد ولأن المواطنه في النهاية هي حرية ومساواة بين الجميع ابتداء من الرجل والمرأة في التنمية الاقتصادية والبشرية والثقافية والفكرية مقارنة بالانظمة الديمقراطية وما وفرته لشعوبها من ازدهار و مساواة وحرية ورخاء وتقدم وعلم.
واخيرا نحن امام حقائق لا يمكن تجاهلها :
1. أن المستقبل لا يمكن تأمينه بدون تخطيط أستراتيجي لكافة الجوانب والمناحي الفكرية والسياسية والأجتماعية والعلمية والأقتصادية والثقافية يكون فيها حجر الأساس هو الأنسان وحقوقه وكرامته.

2. إن حجر الأساس للحوار هو المنهج الموضوعي حيث أن الدين كمثال يدعو الى العقيدة والتي جوهرها الأخلاق الفاضلة لتنظيم المجتمع وأن النص القرآني له قراءات متعددة وتأويل حسب الزمان والمكان بما يتلائم مع تطور المجتمع والعلم ولذلك كان الأجتهاد مخرج وحاجة وضرورة لأن الدين في النهاية هو رحمة لحاجات الناس في أمور خلافية كثيرة مثل الخلافة وتطورها كنظام حكم وكذلك الشورى الى ديمقراطية والعلمانية والعلمية والأسلام والعروبة والأصلاح والثورة.
3. يجب تجاوز المعوقات التالية حيث أن تغييب العقل يولّد نقص المعرفة وفساد الفكر والجهل ولابد من التحرر من الخرافة ووهم الوصول بدون جهد أو على حساب جهود الأخرين وكذلك وهم امتلاك الحقيقة كاملة .
4. يجب الأيمان بقيمة العمل والأنتاج والزمن والعلم والعقل والأخلاق والمُثل والحكمة.
5. التغلب على فساد النفس بتغليب العواطف والغرائز والأنا والدخول في صراعات تؤدي الى الأنتحار الذاتي والجماعي وأن نبدأ بأنفسنا قبل أن نطلب من الأخرين ذلك.
6. رفض تهميش وتقزيم التجارب الناجحة وعدم الأستفادة منها سواء كانت عربية أسلامية أو أنسانية من حضارات أخرى.

7. تجاوز أحادية التفكير والتسلّط والتكفير والأنا والعنصرية وتغليب العاطفة على  العقل.
8. التغلب على غياب الأبداع ولابد لذلك أن نخلق له قنوات ونهيأ له التربة الصالحة والمناخ الملائم.
9. العمل على ردم الفجوة العلمية بيننا وبين العالم المتحضر بمد الجسور وتحطيم الجدران للوصول الى العلم أينما كان.
10. لابد من النهوض والصحوة بعد غياب الأهداف وضياع البوصلة لأنها هي من سيوصلنا الى التقدم والرقي المنشود.

وفي الختام وعبر هذا الاستعراض حاولت كل جهدي ان اختزل ما استطعت دون تشويه الفكرة ومن اراد المزيد من التفاصيل يمكنه الرجوع الى المصادر التي اعتمدتها في البحث للا

المصادر والمراجع المختاره اثرت الباحث وتثري من يريد الاستفاده حول الموضوع1- ثقافة الحوار للدكتور ابراهيم القويل 
2- الحوار شروط النهضه الاسلامية الدكتور سلامه النسور مع نبيل علقم
3- حوار لا مواجهه الدكتور احمد كمال ابو المجد
4- ادب الحوار والمناظره المستشار الدكتور علي جريشه
5- ادب الاختلاف في الاسلام الدكتور طه جابر العلواني
6- ازمة العقل المسلم الدكتور عبدالحميد احمد ابوسليمان
7- الديمقراطيه وحوار الثقافات السيد ياسين 
8- في شرعة الاختلاف علي اوميل 
9- حوار الحضارات هاني ادريس
10- حوار ومطارحات احمد صدقي
11- نحن والاخر صراع وحوار ناصر الدين الاسد
12- الانسان والحضارة جدليت الماده والوعي عبدالمجيد عبدالمك
13- العقل في الاسلام خليل احمد خليل
14- اصلاح الفكر الاسلامي طه جابر العلواني
15- العراق الحديث بين الثوابت والمتغيرات الدكتور طه جابر العلواني
16- الفتنة الكبرى طه حسين
17- ديوان الامام الشافعي 18- سلسلة كتب ومقالات للدكتور علي شريعتي
19- عروبة الاسلام واسلام العروبة محمد خالد عمر
20- سلسلة مقالات الدكتور عبدالخالق حسين
21- الوهابية مقالة نقدية الدكتور حامد الكار منشورات الجمل
22- الشيعة في قفص الاتهام محمد جواد شري
23- القران الكريم – الصحاح – البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه
24- تاريخ الامم والملوك للطبري 
25- حياة محمد الدكتور محمد حسنين هيكل
26- السيرة النبوية لابن هشام 
27- شرح نهج البلاغه لابن حديد ولمحمد عبده
28- الامام الصادق للشيخ ابو زهره المعاصر- دار الفكر مصر
29- اضواء على السنة المحمدية للاستاذ محمود ابورية – دار المعارف مصر
30- انساب الاشراف للبلاذري المتوفي سنة 279هجري القدس
31- التفسير الكبير للامام فخر الدين الرازي- طبعة الشرقية 
32- الطبقات الكبرى للمؤرخ محمد بن سعد الزهري المتوفي سنة 230 هجري طبعة دار صادق 
33- الكامل في التاريخ لابن اثير المتوفي ا 670 هجري
34- المستدرك على الصحيحين للامام محمد النيسابوري المعروف بالحاكم المتوفي سنة 405 هجري 
35- التوراة والانجيل والقران والعلم للكاتب الفرنسي موريس بوكاي ترجمة الشيخ حسن خالد

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب