23 ديسمبر، 2024 7:08 م

الحوار ..الحوار ..الحوار

الحوار ..الحوار ..الحوار

للاسف تتساقط الحلول السلمية  يوميا بعد آخر فلااتوقع تحسن امني بعد اليوم في حال استمر غياب المكاشفة والمصارحة عن حوارات الكتل السياسية ، فالاوضاع تزداد سوء ، سياسيون قابعون في المنطقة الخضراء المحصنة  أمنياُ وأخرون في فنادق فاخرة في عمان ولبنان وباريس يفلت منهم الحل السلمي شيئا فشيئا ،

وتنظيمات ارهابية ، نظمت امرها بصورة دقيقة وأنتشرت حتى في المناطق التي كانت آمنة في الاعوام الماضية ، وجهاز امني مترهل عاجز عن  التصدي نتيجة اتباعه خطط امنية مفضوحة وواضحة ومن السهل اختراقها ، وفوق كل ذلك توجه اقليمي لفتح جبهة موازية لجبهة سورية .

ماجرى في بغداد خلال الاسبوعين الماضيين من اعمال ارهابية قاسية استهدفت الحياة العامة للمواطنين البسطاء والعزل يمكن وصفها بانها ليست سوى تجربة سريعة نفذتها المجاميع الارهابيةوالقادم سيكون اعنف واخطر ، نعم صدقوني سيكون اخطر لان الاختلاف السياسي تحول إلى تخاصم وقطيعة بين الفرقاء السياسيين ، فهل من المعقول ان رئيس مجلس الوزارء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب النجيفي لايتبادلان حتى السلام بينهما وهما على رأس اعلى سلطتين في البلد التشريعية والتنفيذية، نعم رأيت ذلك في مأتم اقامة المجلس الاسلامي الاعلى على روح مؤسسه محمد باقر الحكيم قبل مايقارب اسبوعين ؟!

وهذا المشهد ولد لدي انطباع عن حجم الازمة بين الرجلين ومدى تأثير ذلك على المؤسستين (الحكومة والبرلمان ) في التصدي للعنف الممنهج الذي تتعرض له العاصمة بغداد هذه الايام .

وفي بديهات دراسات علوم السياسية يقولون لاسياسية مالم يكون هناك حوار جاد والسياسي الناجح هو الذي لايتبع القطيعة مع الاخر.

انا على يقين تام بان هذه الحديث محبط ومخيف لكنه أقرب إلى الواقع ، فالامور لاتبشر بخير والمخطط الاقليمي انتهى من مرحلة التخطيط وبدأ بمرحلة التنفيذ ومما لايقبل الشك ان القادة السياسيين يفتقدون اليوم إلى الجرأة والمصارحة فيما بينهم، فهم على علم ومعرفة أن الوضع قريب جدا من الانفجار وأن القوات الامنية المنتشرة اليوم لاتستطيع رد المجاميع الارهابية المنظمة مادام الغطاء العام لتحرك تلك المجاميع هو غطاء سياسي واضح وأن دولاً اقليمية تمول وتدرب وتنظم بل ان مخابراتها قد تنفيذ عمليات بصورة مباشرة .

وبطبيعة الحال فان الدعوات والمبادرات ومناشدات للتهدئة والصلوات موحدة بين المذاهب لاتكفي وحدها بمعالجة الازمة وابعاد بغداد عن معركة لارابح فيها ، مالم تتصف بالمصارحة والمكاشفة العلنية ، لم يتبق امام السياسييون لتجنب الدم ورائحة الخراب سوى توجبه السؤال الواضح أحدهم للاخر ماذا تريد مني بالضبط ؟والنزول من البروج العاجية ، وبما انهم لم يستفيدوا من تجارب دول العالم في حل المشاكل ، اقترح ان يطلعوا جيدا الاعراف العشائرية ،فكما هو معروف أن الوجيه او الشيخ أو الرجل الخير قد يهان ويشتم في مجلس العشيرة المتخاصم معها ، لكنه يصبر ويكابر لان في حال انفعل تتأزم الامور وقد تصل إلى حد اراقة الدماء ، اقول ، لجميع السيايين ، استفيدوا من ذلك ولاتسهموا في ازهاق المزيد من ارواح الابرياء ، وليس هناك طريق لحل سوى الحوار والحوار والحوار والحوار حتى الملل، وفكروا ببغداد بلا حروب بلا اقتتال بلا دماء… وابعد الله الشر والدم عن بغداد واهلها وجميع العراقيين ورزقنا الله بسياسيين ينتمون إلى العراق وحده