23 ديسمبر، 2024 8:48 ص

الحواريات ودورها في بناء الانسان العراقي المتمدن

الحواريات ودورها في بناء الانسان العراقي المتمدن

غالبا مانجد انفسنا متسمرين خلف شاشة الفضائيات وهي تعرض علينا الحواريات السياسية بين المتخاصمين ليحفزنا اللاشعور ان نصبح جزئا من هذه الحوارات التي تأخذنا احيانا الى زوايا مقيتة جداً من الصراع والجدل الكلامي الغير منضبط بأبجديات التحاور العلمي وحتى الأخلاقي احياناللوصول الى هدف نبيل في رفع الثقافة الموضوعية للمتلقي الكريم

ان القائمين على تلك الندوات يجب عليهم من منطلق المهنية والوطنية اختيار موضوع الحوارية بشكل دقيق بعد استقراء لاحتياجات الشارع العراقي السياسية والاجتماعية ورسم إطار واضح للموضوع ليلبي تلك الحاجات وخاصة بالنسبة للقنوات الرسمية او شبه الرسمية كالاحزاب المشتركة في العملية السياسية حتى نقدم نموذجا ثقافيا وتربويا للمتلقي يرفع من حسه الوطني ليصب في بناء الدولة العراقية في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها عراقنا الحبيب

لايفهم من مقالتي اني ادعوا لتشديد الرقابة على الفضائيات بقدر ما ادعوا الى انتقاء الضيوف والمتحدثون حتى نرتقي بالذوق السياسي للمواطن العراقي ونعلمه أبجديات الحوارات المتمدنة التي تنطلق من تقبل الرأي العلمي الاخر او على الأقل التعايش مع الظاهرة الانسانية في تعدد الآراء والثقافات في مجتمعنا العراقي الحبيب وإلا تحولت هذه الحواريات كما هي الان في اغلبها الى أشبه مايكون بصراع الديكة التي تتجاوز كل الحدود الذوقية للمشاهد من اجل ان يشار اليها بالجولة او الصولة الكلامية على الخصوم والتي غالبا ما تأتي بثقافة المتفاعل معها الى الحضيض

دعوة الى كل الإعلاميين ومن كل زوايا المعرفة للتعاهد والتكاتف لتقديم ثقافة حقيقية للمواطن العراقي حتى يكون ذلك الجهد الإعلامي لبنة حقيقية في بناء الانسان العراقي الجديد الذي نراهن عليه جميعا لإعمار عراقنا الحبيب والأخذ بيده الى مصاف الدول المتقدمة