23 ديسمبر، 2024 11:15 ص

الحوادث التي مسخت هوية المعارضة السورية

الحوادث التي مسخت هوية المعارضة السورية

هذه قراءة سياسية بأدوات معرفية لتقييم فعل المعارضة بشكل عام ومحاولة أيجاد مقتربات منطقية للآحداث التي تمارسها المعارضة على ضوء مفاهيم العمل المعارض كحاجة مطلبية تمثل الغالبية الشعبية أو حتى ألاقلية النسبية التي تمتلك مطالبا مشروعة .
المعارضة حق أنساني سياسي , وهذا الحق يجب أن لايغادر الفضاء المعرفي الذي يقوده العقل بعلم تفصيلي بطبيعة العمل الذي يتطلب قيام المعارضة من أجله .
والمعارضة السورية منذ أنطلاقتها في 15|3|2011 وهي موجودة قبل هذا التاريخ , ولكن أثبات هذا التاريخ هو توثيق لزمن أنطلاق المواجهة التي طرأت عليها عوامل كثيرة وخصوصا من الخارج مما عقد المشهد السوري وفتحه على مجهول لاتحمد عقباه .
ومن العوامل التي طرأت على المعارضة السورية , هو سرعة تدخل العامل الخارجي المتمثل بالسفير ألامريكي والسفير الفرنسي وقيام السفير ألامريكي بزيارة مدينة حماة , واللقاء ببعض المتظاهرين هناك , وتلك كانت هفوة المعارضة أو هفوة بعض المتظاهرين الذين يبدو أنهم لم يكونوا على قدر من ألاحاطة بالعمل السياسي المعارض وما يترتب عليه من مسؤوليات يأتي في مقدمتها العامل ألاخلاقي الوطني الذي لايسمح بتدخل سفير دولة أجنبية مهما كان متعاطفا مع مطالب المتظاهرين ألا أنه لايجوز له أن يتجاوز ألاعراف الدبلوماسية , وخصوصيات الحالة الوطنية فيقوم بما قام به السفير ألامريكي في بداية تحرك التظاهرات في سورية , مما جعل الريبة والشك تدور حول بعض الوجوه المعارضة منذ باكورة أنطلاق التظاهرات .
والذي عقد المشهد السياسي المعارض منذ ألايام ألاولى كذلك قيام البعض بتحريض خارجي , وتمويل أجنبي تم ألاعتراف به من قبل المسلحين الذين وقعوا بأيدي السلطة وعرضت أعترافاتهم من على شاشات التلفزيون , هؤلاء أكدوا قيامهم بأطلاق النار على المتظاهرين لتأجيج الموقف , ولآتهام السلطات السورية بقصف التظاهرات , ورغم أن هذه ألافادات وألاعترافات تكررت كثيرا وأصبحت موثقة كجزء من نشاطات المعارضة ضد السلطة السورية , ألا أن الكثير من وجوه المعارضة والمحللين السياسيين لم يكونوا موضوعيين في تحليلهم للحدث السوري , وتبنوا فكرة مفادها : أن السلطات ألامنية السورية تعاملت مع المتظاهرين من اليوم ألاول تعاملا أمنيا بأستعمال القوة والعنف ضد المتظاهرين وتلقفت القوى ألاجنبية الخارجية هذه المقولة وتبنتها بشكل غير محايد مما جعلها تسارع الى تشكيل عناوين للمعارضة من السوريين في الخارج , وهنا وقع الخطأ الذي أسقط مصداقية المعارضة السورية , حيث أنضمت لقيادات المعارضة في الخارج وجوه سورية معروفة بأرتباطاتها بمؤسسات مخابراتية غربية في كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا مثل : ” بسمة قضماني ” وبرهان غليون , وغيرهم .
ولوحظ منذ ألايام ألاولى للحدث السوري وجود رغبة أمريكية وأوربية لاتنسجم مع الشعارات الديمقراطية التي يرفعونها ولا مع حقوق ألانسان التي يطالبون بها ظاهريا , فلقد غص المشهد السوري من جراء أعمال المعارضة بمايلي :-
1-  قتل على الهوية
2-  أغتصاب للنساء
3-  أغتيال للعلماء وألاطباء وألاساتذة والضباط
4-  أعمال تخريب وحرق وتدمير للمؤسسات وألاملاك العامة
5-  تفجير مخازن النفط والغاز وسكك الحديد
6-  ترهيب المواطنين وأشاعة الرعب بين الناس
7-  ظهور وجود واضح وملموس لتنظيم القاعدة التكفيري ألارهابي ؟
ومع وجود مفارقات كل هذه المشاهد لم نسمع أعتراضا أو رفضا وأدانة أمريكية وأوربية لما يجري من قبل من يدعون المعارضة وأنما كنا نسمع دائما أدانة أمريكية وأوربية للحكومة السورية وأجهزتها , وحتى عندما أعترفت السلطات السورية بوقوع بعض ألاخطاء من قبل بعض ألاجهزة ألامنية في بداية ألاحداث لم تشجع مثل هذه ألاعترافات ولم تستثمر من أجل أحلال السلم في البلد وأنما أستغلت بطريقة عدائية تشهيرية خالية من كل نية طيبة تجاه سورية حكومة وشعبا .
ثم عندما خرجت المظاهرات الكبيرة من المواطنين السورين في كل المحافظات السورية تأييدا للحكومة السورية ومشروعها ألاصلاحي , رأينا أن أمريكا والدول ألاوربية تجاهلتها ولم تحسب لها حسابا ضمن قياس حجم الرأي الشعبي المؤيد والمعارض في مثل هذه الحالات .
وحتى عندما كتبت بعض الصحف الغربية عن وجود أغلبية سورية تؤيد القيادة السورية , لم يؤخذ بتلك الشهادات الغربية وعندما أكتشفت بعض الصحف الغربية ومراكز ألابحاث والدراسات وجود مجاميع تمارس العنف في سورية لم تكترث بها الدول المعادية لسورية ومن تلك الجهات التي درست الحالة السورية من الداخل وراقبت مواقف الحكومة وتصرفات المجاميع المسلحة , هي كل من :-
1-  المركز الكاثوليكي للآعلام
2-  مركز الدراسات والبحوث في قطر
3-  جريدة التلغراف البريطانية
4-  الواشنطن بوست ألامريكية
5-  اللفيغارو الفرنسية
6-  الصحفية الروسية أنهار كوبونتشيفا التي زارت مدينة حمص “15” مرة وتجولت في باب عمرو وباب سباع وحي الخالدية وقالت في مقابلة تلفزيونية : لاتوجد في سورية ثورة وأنما يوجد عمل أرهابي ”
ومع أن كل الحوادث التي تعرض لها الشعب السوري من جراء أعمال الشغب وألاعمال المسلحة لم تكن لتعبر عن المعارضة الحقيقية التي كان يطمح اليها الشعب السوري , ومع أختلاط العناصر غير السورية ومن جنسيات مختلفة كانت على الشكل ألاتي :-
1-  عناصر من ليبيا يحملون توجهات القاعدة
2-  عناصر من تونس
3-  عناصر من مصر
4-  عناصر من ألاردن
5-  عناصر من الصومال
6-  عناصر من السعودية
7-  عناصر من الكويت
8-  عناصر من لبنان
9-  عناصر من العراق
10-                  ضباط من تركيا
وهذا الخليط البشري الذي لامبرر له في معارضة ذات مطالب تخص شؤون الشعب السوري , والذي يخرج المعارضة عن هويتها الوطنية .
ألا أن أهم الحوادث التي وقعت أخيرا ونسبت الى المسلحين الذين ينتمون الى المعارضة السورية والتي باتت تنسب أعمالها الى مايسمى بالجيش السوري الحر , لكن المراقبين المطلعين ينفون صفة الجيش عن هذا التجمع الذي يغلب عليه أفراد مدنين أنتحلوا الصفة العسكرية أو أفراد فارين من لخدمة العسكرية , وألاعمال التي قاموا بها من أختطاف عسكريين سوريين وأجبارهم على التصريح بأنهم قد أنشقوا عن الجيش السوري , وقد بثت أعترافات لمن وقعوا لفترة رهائن بيد المجاميع المسلحة وتركوهم بعد أن تداهمهم قوة من الجيش أو من قوى حفظ النظام .
وأهم تلك ألاحداث هي :-
1-  ألاعتداء على مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب في ريف دمشق , والذي تعرض الى النهب والتخريب في حادثة تذكرنا بما شنه الوهابيون من غارات في بداية ظهورهم على أضرحة ألائمة ألاطهار من أل البيت في النجف وكربلاء , ومن الغريب والملفت للنظر أن لاأحد من المعارضة السورية بكل أطرافها أستنكر هذا العمل ألاجرامي البربري الذي لاينتمي من قام به الى أي خلق ووجدان يحترم المقدسات ومقام السيدة زينب بطلة كربلاء هو في ضواحي مدينة دمشق ويؤمه ألاف الزائرين المسلمين من كل البلاد العربية ومن باكستان وأفغانستان وأيران وأذربايجان وجنوب شرق أسيا والعراق وألاعتداء على هذا المقام هو أعتداء على مشاعر المسلمين جميعا مثلما هو أعتداء على التراث ألانساني , وكان المفروض بألامم المتحدة , ومنظمة حقوق ألانسان والتراث أن تستنكر ألاعتداء على مقام السيدة زينب عليها السلام الذي لاعلاقة له بأعمال المعارضة المتحضرة كما أنه من المفروض أن تبادر النخب المثقفة , والواجهات العشائرية والشخصيات السياسية , والمرجعيات الدينية الى أستنكار ألاعتداء على مقام السيدة زينب عليها السلام .
2-  ألاعتداء على مستشفى يقدم الخدمة لفقراء منطقة الديابية وجوارها , مثلما يقدم الخدمة الطبية بكل أنواعها التخصصة الى المرضى من داخل وخارج سورية , ومؤسسة طبية أنسانية من هذا النوع ماهي المبررات ألاخلاقية للآعتداء عليها وتخريب محتوياتها وحرمان المرضى من خدماتها وهذا ما قام به المسلحون الذين يدعون أنتمائهم الى المعارضة السورية , ومثلما لم نسمع أستنكارا للآعتداء على مقام السيدة زينب كذلك لم نسمع أستنكارا من أطراف المعارضة ولا من المنظمات ألانسانية ومنظمة حقوق ألانسان والصحة الدولية أستنكار ألاعتداء على مستشفى ألامام الخميني الذي يملكه سوريون وتشرف عليه جمعية خيرية سورية ولا علاقة لهذا المستشفى بأيران , بل وحتى لوكانت له علاقة بأيران على سبيل المثال فهو يظل مستشفى يخدم أهالي المنطقة من السوريين فلماذا ألاعتداء عليه ؟ سؤال يظل برسم كل من ينتمي الى المعارضة الوطنية السورية , والى كل من يمتلك حسا أنسانيا ويعرف المعنى الحضاري للخدمات ألانسانية وعلاقتها بحاجات المرضى أن ألاعتداء على هذا الصرح الطبي يظل يذكرنا بأعمال المغول والبرابرة , وأعمال تنظيم القاعدة التكفيري الوهابي الذي فاق كل جرائم التاريخ التي سجلت بأسم الهمجية والتوحش ؟
أن ألاعتداء على المستشفى ومنتسبيه وتحويله الى ثكنة أعتقال وتنكيل بالعاملين فيه وحرمان المرضى من حق المعالجة والتطبيب لهو عمل شائن يترفع عنه كل من له ضمير وحس أنساني , بل ويترفع عنه كل أصحاب البطش والتهور , لآن العرف البشري يحترم المستشفيات ومن فيها وحتى الحروب التي أنتهكت الحرمات ألا أنها لم تنتهك حرمة أماكن العبادة وحرمة المستشفيات , وهؤلاء المرتزقة والعصابات الذين عاثوا فسادا في مقام السيدة زينب ومستشفى ألامام الخميني ماهم ألا وحوش سقطت عنهم صفة ألانسانية , وبلطجية مسخوا هوية المعارضة , وصادروا كرامة العمل السياسي , وألغوا حق المعارضة لآنهم جعلوها تلغي حقوق أماكن العبادة وتلغي حقوق المرضى وحرمة المستشفيات , وهذا تجاوز لم نسمع به ولم نعرف من مارسه عبر تاريخ الحروب , وأعمال الشغب , وفوضى الغوغاء التي أنتشرت في بعض البلدان أحيانا .
أن هذه ألاعمال غير المبررة أخلاقيا وسياسيا , بل ويندى لها الجبين , وهي شاهد على ألافلاس ألاخلاقي والسياسي بكل أبعاده ومعانيه , وأستنكار وأدانة مثل هذه ألاعمال المخزية هو واجب كل من :-
1-  المعارضة التي ينتمي اليها هؤلاء , ولذلك أصبح من يدعي بأسم المعارضة السورية لايملك خيار الصمت والسكوت ألا أن يكون مثلهم وبالتالي يسقط نفسه من ملاكات المعارضة لصبح بلطجيا مثلهم ؟
2-  ألاحزاب في سورية والمنطقة العربية وألاسلامية : لآنها معنية بأعمال المعارضة , وطبيعة عملها يفرض عليها أن تمارس أعمال ومواقف المعارضة أحيانا , فهذه ألاحزاب مطلوب منها جميعا أن ترفض وتدين وتتبرأ مما جرى لمقام السيدة زينب ومستشفى ألامام الخميني السوري في ضواحي دمشق وريفها
3-  ألامم المتحدة , ومنظمات حقوق ألانسان , ومنظمات حفظ التراث العالمي : عليها أن تبادر لآدانة هذا العمل ألا أنساني بكل المقاييس , ولكننا لم نسمع الى ألان مثل هذه ألادانة التي تبقى برسم هذه المؤسسات ألانسانية .
4-  كافة الدول التي وقعت على شرعة حقوق ألانسان التي تنص على حماية أماكن العبادة والمستشفيات .
5-  كافة وسائل ألاعلام , المرئي والمسموع والمكتوب أن تبادر الى أدانة مثل هذا العمل البربري وهو من صميم واجباتها كسلطة رابعة كما يقال عنها .
6-  كافة النخب الثقافية في العالم العربي وألاسلامي عليها المبادرة الى أدانة هذا العمل الذي لاينتمي لهوية المعارضة ولا لروحها وأخلاقها , ونذكر هنا : حتى الذين يتحفظون على النظام السوري , وربما يكون هذا من حقهم في بعض مراحل تاريخ هذا النظام , ونحن ممن كتبنا عن أخطاء النظام السوري سابقا , ولكننا اليوم لايمكن أخلاقيا وسياسيا وثقافيا أن نسكت على هذه ألاعمال التي يراد تسويقها بحجة معارضة النظام السوري فالمعايير أختلفت , والمواقف الدولية أختلفت , والتوجهات واضحة لمن يريد أن يقرأ ويستوعب ويطبق حتى ينتمي الى أمته وحاضنتها الوطنية , لا أن يجعل أنتمائه موزعا بين مسألة النظام ومسألة الوطن , فالنظام كل نظام في طريقه للزوال وألاختفاء , ولكن الوطن لايزول ولايختفي وأن هدد بألاحتلال وألاجتياح , فهو يظل وطنا لمن ينتسبون اليه , ومن ينتمي للمعارضة السورية بهويتها الوطنية التي لاتفرط بتراب الوطن عيه أن يفرق بين الحالتين , ويبادر الى الحوار لآنهاء معاناة الوطن والمواطن , وسيكون صندوق ألاقتراع هو الفيصل والحكم ومن يدعي وجود الشعبية له لايخاف من الحوار وألانتخاب , وهؤلاء الذين يرفضون الحوار اليوم في المعارضة السورية بحجة وجود من يعادون , هم يكتبون على أنفسهم أمية سياسية وفكرية ليس لها مكان في صفوف المعارضة والعمل السياسي المنفتح على كل الخيارات وألاحتمالات ؟
3-  ألاعتداء على العراقيين المقيمين في سورية : وهذا العمل يضاف الى العملين ألاأنسانيين الذين تحدثنا عنهما وهما كل من ألاعتداء على مقام السيدة زينب وألاعتداء على مستشفى ألامام الخميني السوري في ريف دمشق , وألاعتداء على العراقيين من قبل العصابات المسلحة ألارهابية في سورية يجرد العمل المعارض من كل أخلاقياته وكل هويته بسبب ألاساليب التالية التي أتبعت ضد العراقيين في سورية :-
أ‌-     ألاهانة والضرب المبرح للرجال والنساء وألاطفال
ب‌-  القتل على الهوية
ت‌-  سرقة ونهب ممتلكاتهم
ث‌-  مداهمة منازلهم وتخريبها
ج‌- تشريدهم من بيوتهم ومحلات عملهم
والعراقيون في سورية شريحة كبيرة يعرفها العالم , وتعرفهم ألامم المتحدة , وعندها سجلات لهم , وأقامتهم في سورية قانونية , ووجودهم في سورية بسبب ماتعرض له العراق من دكتاتورية وتهجير قسري وحروب في الثمانينات , ثم حصار أقتصادي في التسعينات , ثم أحتلال وأرهاب بعد 2003 , وقد مضى على البعض منهم عشرات السنين مقيما في سورية , واليوم عندما يتعرضون الى القتل وألاعتداء ومصادرة الممتلكات , فقد قتل منهم الصحفيون والمثقفون , وطال ألاعتداء كل شرائحهم , حتى أصبحت قضيتهم قضية أنسانية من الدرجة ألاولى , وكل قضية من هذا المستوى يجب أن تحظى بأهتمام المؤسسات ألاممية والدولية , وأذا قامت الحكومة العراقية وهذا واجبها بتوفير الطائرات والحافلات لنقلهم مجانا الى العراق , ألا أن مأساتهم لاتنتهي عند هذا الحد , والسكوت عنها وعدم أدانتها ورفضها والتبرأ منها من قبل من يسمون أنفسهم معارضة سورية فأنما يكتبون على أنفسهم ما أستحق أن يقال عنهم في ألاعتداء على مقام السيدة زينب وألاعتداء على مستشفى ألامام الخميني السوري في ضواحي دمشق .
وألاطراف العراقية جميعا من أحزاب , وعشائر , وحواضن دينية , ومثقفين , وأعلاميين , وصحف وفضائيات وأذاعات , ومنظمات مهنية وأجتماعية مطلوب منها أن تقف وقفة واحدة ليس للآدانة والرفض لهذا العمل البربري الوحشي , وأنما للتوحد ورص الصفوف ونبذ الخلافات والفرقة , فقد بات واضحا أن النسيج الوطني العراقي مستهدفا في وحدته وأن الوطن مستهدفا في سيادته وحرمة ترابه , بعدما رأينا ماتم فعله بالعراقيين المقيمين في سورية من قبل عصابات أجرام ومرتزقة تكفيريين أرهابيين مشروعهم ومشروع من ورائهم هو تقسيم المنطقة ومنها العراق وزرع بذور الفتنة الطائفية والعنصرية التي وجدوا لها بيننا من يمشي بها ويكون وقودا لها .
فالعراقيون جميعا بعد الذي جرى للعراقيين في سورية عليهم أن لايظلوا منقسمين تجاه مايجري في سورية وأن لايخدع البعض منا بعد اليوم بمسميات وشعارات المعارضة في سورية , فقد كشفت عن وجهها غير الوطني الذي لاينتمي لروح وتراث وثقافة هذه ألامة بقرأنها وأنجيلها وكل المقدسات فيها , وأنما كشفت عن روح بربرية تكفيرية حاقدة أرهابية ظلامية لم تبقي لآحد حق ألاشتباه بها وعدم معرفة أهدافها وخططها المدمرة , فلنخلص من الخطاب المنقسم ومن المواقف المزدوجة , ونتعرف على الحقائق على ألارض والميدان , فقد سبقنا الى ذلك بعض الغرب رغم حقده وعدوانيته على سورية وراحت مراكز ألابحاث عندهم تراجع دراسة الوضع في سورية وصمودها تجاه الحرب الكونية عليها بعد مايقرب من سنة ونصف , حيث ظهر أنها قادرة على توفير رغيف الخبز مثلما هي قادرة على البناء والمواجهة , وتمتلك خيار تبادل ألادوار وتحتفظ بجيش قوي متماسك وبأغلبية شعبية واعية متحدة ضد التدخل ألاجنبي , حتى أصبحت الحالة السورية ظاهرة يقول عنها ” مت رومني ” المرشح ضد أوباما أن سورية مرغت وجه أمريكا بالتراب ؟ وتقول بعض التقارير الصحفية العالمية المنصفة أن سورية فيها أرهاب وليس ثورة ؟ هذا في الوقت الذي بدا على من يحاربون سورية ويسلحون ويمولون ألارهاب الضعف والتصدع في جبهتم الداخلية كما يحدث للسعودية في القطيف وغيره وكما يحدث لتركية من جراء موجة المعارضة لآوردغان وما حدث أخيرا من شغب ومصادمات في مخيمات الاجئين السوريين في كل من تركيا وألاردن ؟
كل هذا يستدعي من العراقيين جميعا ساسة ونواب ومثقفين أن يراجعوا مواقفهم كما راجعت بعض مؤسسات الغرب مواقفها وكما أجتهد بعض الغربيين لمعرفة حقيقة الوضع السوري فغيروا من أرائهم ومواقفهم ليس لصالح النظام السوري وقيادته كما يظن البعض خطأ وأنما لصالح الفكر السياسي والمعرفة ألانسانية في تجلياتها العقلية التي تنقلنا من ظلام الجهل الى نور الحقيقة والحق؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]