17 نوفمبر، 2024 2:00 م
Search
Close this search box.

الحنين إلى الماضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

الحنين إلى الماضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

دائما الحنين يجرنا إلى الماضي القريب وكما قال الشاعر (كم منزلاَ في الكون يألفه الفتى …. وحنينه أبد الدهر لأول منزل ) , والماضي لا يعود ولا ينسى وأغانيه الجميلة لا زالت عالقة في الذاكرة سليمة باشا مراد ( على شواطي دجله مر ) وزكية جورج ( أنا من أكولن آه ) ولميعة توفيق ( يالماشية بليل لهلج ) ووحيدة خليل ( جا وين أهلنا ) وناظم الغزالي (أي شيء في العيد أهدي أليك ) ويوسف عمر ( جي ما لي والي ) وحسين نعمه ( يا حريمه ) وحميد منصور ( على مهلك ) وغيرهم من عمالقة الطرب العراقي.
كانت رائحة السمك لا تقاوم ولا يطفئها سوى شراب بيبسي كولا الشركة , وكانت ساعة (الجوفيال والفلكه) في أيدي شباب المحلة أغلى ما يملكون وأكثر حداثة , كانت حبات المطر أكثر اكتنازا بالماء وأخبار الساعة الثامنة مساء ًاخف دماُ ومذاق الشمس في وجوهنا أطيب والطرقات أقل ازدحاماً, وبنات المدارس يخبئن أنوثتهن بين ملابس الزى الموحد والعباءة .. أيام زمان كانت غمزت المطربة – سميرة توفيق – أكثر مشاهدات التلفزيون جرأة وإثارة وهي تغني- يا عين موليتين يا عين موليه , وكانت أجرة الباص 15فلسا فقط وهي تجوب بك الطرقات من مركز المدينة إلى أقصاها , كان الحليب والجبن والقيمر أنتاجنا المحلي نشتريه طازجا للبيت في الصباح , والصحف تنشر جميع أسماء الطلبة الناجحين بامتحان البكالوريا ومعدلاتهم , ومجلة المختار وألف باء المستعملة نشتريها بعشرة فلوس , وكانت المناديل (ألجفافي) توزع مع دعوات الإعراس ومعها جكليت (ملّبس) ملفوف بال سيلفون, والجارة تمد يدها من خلف الباب بقوري الشاي للزبال فيمسح عرقه ويستظل بالجدار , أيام زمان كان سيارة نقل الركاب ( الباص ) هي الأكثر شعبية وجمالاً, وصندوق السعادة أهم برامج المسابقات التلفزيونية , ولم نكن نعرف بعد ملمع أحذية سوى أبو التمساح, كان الكمون يوصف علاجا للمغص والزعتر والورد للإصابة بنزلات البرد , والأولاد يقبلون أيادي الجيران صباح العيد , والجكليت والواهلية وصينية الزلابية في مقدمة أحلام الطلبة الناجحين , وكانت أم القيمر تحمل أطباق القيمر والزبد واللبن إلى بيوتنا , كانت جريدة البلاد والأخبار مصدر معلوماتنا وكانت مجموعة غازي من أجمل رسوم الكاريكاتير … وكانت صورة المطربة صباح على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط , وكان التلفزيون يفتح ويغلق شاشته مثل أي مطعم أو محل تجاري , أما جامعة بغداد والبصرة والموصل كانوا كعبة العلوم الإنسانية والعلمية وحلم طلاب المدارس في جميع محافظات العراق , و رسائل الغرام فأنها تكتب على أوراق تبيعها المكتبات العامة مطرزة ومزينة بالفراشات والورود الملونة قبل ولادة الموبايل والانترنت .. أيام زمان كانت جوازات السفر تكتب بخط اليد ولا تحتاج لرشوة ولا إلى وساطة للحصول عليها , وكان السفر إلى تركيا أو سوريا بالقطار المتري, وفيزة أوربا تأخذها وأنت تشرب الشاي أمام مبنى السفارة .

أحدث المقالات