13 أبريل، 2024 10:24 ص
Search
Close this search box.

الحمير التي سقطت بالضرية القاضية !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

جرت الاسبوع الماضي انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي بغرفتيه : النواب والشيوخ .. وفي هذه الانتخابات مُني  الديمقراطيون ( الذين يتخذون من الحمار شعاراً لهم ) بخسارة فادحة على المستويين ؛ مما افقدهم الاغلبية في المجلسين التي آلت الى الجمهوريين ( الذين يتخذون الفيل شعاراً لهم ).
ويوم امس الاربعاء الثاني عشر من تشرين الثاني / نوفمبر اعلن معهد الانتخابات الامريكي ان نسبة الاقبال على التصويت لم تتعد الـ32 بالمائة من مجموع الناخبين الذين يحق لهم التصويت ؛ وهي ثاني ادنى نسبة في تاريخ الانتخابات بالولايات المتحدة .. وان الغالبية العظمى من المصوّتين كانت من كبار السن الذين يعتبرون انصاراً تقليديين للجمهوريين .. فما الذي يعنيه فوز الجمهوريين بالنسبة الى المواطن الامريكي وعلى مستوى العالم ؟
لابد من القول اولاً ان انصار الجمهوريين هم عادة من كبار الصناعيين والتجار واصحاب مصانع الاسلحة والعسكريين القدامى .. وقد استغلوا كل قوتهم واموالهم في تحشيد الراي العام الامريكي ضد الحزب الديمقراطي وادارة الرئيس باراك اوباما والذي يصفونه بانقراراته وردود افعاله ضعيفة جداً حيال الازمات في العراق وسوريا وليبيا وعموم الشرق الاوسط .. وانه يقدم التنازلات لروسيا والصين وعموم السياسة الخارجية للولايات المتحدة !! اضافة الى معارضتهم الشديدة لتساهله في مجال اللاجئين من دول امريكا الوسطى ؛ وخططه في تقنين واقتناء وحمل الاسلحة بكافة انواعها اضافة الى خطته في مجال الرعاية الصحية والضريبة المعادة ومواقفه من قضية زواج المثليين وشرعنة تعاطي وحيازة المخدرات وغيرها..
ومعلوم ان امام الرئيس اوباما من الان عامان في الحكم ؛ ومن المؤكد انه سيجد صعوبات لا حصر لها في تمرير جميع القضايا ؛ وحتى البسيطة منها في المجلسين بعد ان فقد الاغلبية ولذا فان عليه ان يسلك احد طريقين لا ثالث لهما : فأما الامتناع عن تقديم مشروعات القوانين الى الكونجرس نهائياً لتجنب رفضها ؛ وفي هذه الحالة سيتستخدم الرئيس حقه الدستوري بالتعامل مع الحالات او التهديدات الطارئة – كما فعل مطلع الاسبوع الحالي بارسال الف وخمسمائة جندي اضافي الى العراق بهيئة مستشارين عسكريين ؛ او تقديم المزيد من التنازلات للجمهوريين دون مقابل سوى الحفاظ على هيبة الرئاسة وماء الوجه .. وفي كلتا الحالتين فأن كل المؤشرات تدل على ان الديمقراطيين سيجدون صعوبة بالغة في تقديم مرشح رئاسي مقبول ومنافس للانتخابات الرئاسية المقبلة 2016 ؛ وان السنوات الست التي قضاها الديمقراطيون في السلطتين التشريعية والرئاسية ستكون من الماضي .. وفي حالة عودة رئيس جمهوري الى البيت الابيض تسانده اغلبية جمهورية مريحة فعلى العالم ان يتوقع المزيد من الحروب والازمات والدعم الامريكي الى اسرائيل ؛ ومزيدا من التصلب في المواقف حيال روسيا والصين والاتحاد الاوربي .. ومزيداً من الانهيارات الاقتصادية كتلك التي حدثت في اواخر عصر الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش والتي عرفت بازمة الرهن العقاري وكبدت امريكا ترليونات الدولارات جراء افلاس شركات عملاقة واختفائها من الوجود.
الديمقراطيون الان يلملمون شتاتهم ويدرسون سبب هذا الانهيار الكبير ..ويقينا انهم سيركزون في حلة النتخابات الرئاسية القادمة على صغار الموظفين والمسلمين والعرب الامريكيين واللاجئين لاستعادة الزمام .. والبحث جار على قدم وساق للعثور على مرشح ذي كاريزما مؤثرة ومقبولة لدى الناخب الامريكي للعودة الى الحكم بقوة .. ولو ان الضبابية مازالت حتى الان سيدة الموقف وتتارجح بين زوجة الرئيس الاسبق ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون .. وبين نائب الرئيس الحالي جو بايدن وعلى كليهما مآخذ كبيرة وتندر واضح من قبل غالبية الامريكيين الذين ينعتونهما بالضعف .
بقى ان نقول ان الانتخابات الامريكية هي في الحقيقة لعبة كسر عظم ومباراة ؛ وصناعة وفيلم هوليوودي تشترك فيه رؤوس الاموال والشركات الكبرى ومراكز الابحاث واستطلاعات الراي؛ وهي في ذات الوقت مدرسة في الشفافية وكيفية مراقبة الاموال التي تصرف على الانتخابات والسرعة والتسهيلات واعلان النتائج واستطلاع توجهات الناخبين التي قلما تخطيء ..اضافة الى انها تجري بين حزبين لا ثالث لهما الا المستقلين الذي لم يحققوا في طول الولايات المتحدة وعرضها الا مقعدين اثنين فقط .
[email protected]   

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب