بإستثناء معلومات قليلة فأنا لاأمتلك تصورا كافيا عن الصراع الداخلي بين أعضاء في مكونات اساسية تدير العملية السياسية، ونوع المصالح التي تقرب وتباعد بين أحزاب وحركات داخل المكون الواحد، فحتمية الصراع بين البشر تنسحب على السياسة والدين والقومية، وتؤثر في حركة المجتمع، وربما وجهته الى النعيم، أو الى الجحيم، وهذا توصيف للحالة العراقية التي تكاد القوى السياسية فيها تاخذ العراق وشعبه الى الجحيم النهائي.
في مرحلة سابقة برز طارق الهاشمي الزعيم الإخواني المتمرس الذي اخذ حيزا كبيرا من الإهتمام، وكان نائبا لرئيس الجمهورية، وكان شكل خطرا مزدوجا، فمن جهة كان منافسا شرسا للزعامة السياسية الشيعية، ومثل رمزا للسنة الناقمين على الأوضاع، ومن جهة ثانية كان أخذ كامل الضوء من رفاقه السنة، إخوانيين وقوميين وعلمانيين، ولم يترك لهم مجالا، فكانت الضربة مزدوجة، وهي ابعد من أن تكون مجرد إتهامات لتتجاوز البعد الإجرامي، الى السياسي، وإلا مامعنى أن يغادر الهاشمي الى السليمانية رفقة مسؤول رفيع في الحزب الحاكم، فإذا كان الهاشمي إرهابيا فلابد من محاكمة من سهل له الهرب، ومن جلس الى جواره في الطائرة، وإستقبله في دوكان، ومن سمح له بالوصول الى تركيا الإخوانية؟
خميس الخنجر في نظر قطاعات شيعية داعم للعنف، ويمثل أجندة خليجية مناوئة للمشروع الشيعي، لكنه يجد موقفا قاسيا من السياسيين السنة الذين فشلوا في تلبية متطلبات الطائفة الناقمة، وإنشغلوا بمكاسبهم المالية، وإستعراضاتهم الكوميدية، وأوصلوا شخصيات هزيلة الى مناصب عليا في الدولة، وهم يمثلون شركات تجارية، ولايجيدون العمل السياسي المتزن والهادف.
في الفترة الأخيرة تغيرت الرؤية، وحظي الخنجر بترحاب في أوساط قوى شيعية فاعلة، ودخل الإنتخابات بطريقة مثالية، وحظي بمناصب عدة، ومقاعد في مجلس النواب، ويستعد لإنتخابات مجالس المجافظات بقائمة تضم شخصيات سياسية سنية فاعلة تنقلت بين قوائم عدة خلال السنوات الماضية، ولم تجد حضورا كانت تنتظره، وتتمناه ولهذا تشعر بخيبة أمل كبيرة.
في بعض المرات كانت حملات إعلامية تتصدر المشهد، وتحظى بإهتمام كبير بسبب قوتها وقسوتها تستهدف خميس الخنجر، وتشم منها رائحة التسقيط، وليس المنافسة العادلة لإعتبارات عدة منها، إن من يقف وراء تلك الحملات سياسيون لم يحققوا للسنة شيئا من طموحاتهم وهم بصدد المحافظة على المكاسب التي تحققت لهم نتيجة الفوضى، وتغييب الرأي العام، وعدم حضور المواطنين كفاعلين مؤثرين بعد أن حيدوا، وشغلهم هولاء السياسيون بالحرمان والتشرد والنزوح وضياع الأمل.
هل ينجو الخنجر من كمائن الرفاق السنة؟