23 ديسمبر، 2024 5:10 م

الحملة الوطنية لالغاء قوات سوات ؟

الحملة الوطنية لالغاء قوات سوات ؟

ان نجاح الحملة الوطنية التي قام بها الشعب العراقي باختلاف طوائفه وثقافاته لالغاء رواتب البرلمانيين التقاعدية وخصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك اثمر عن تسابق الكتل السياسية في البرلمان بتقديم طلبات الالغاء حرصاً على صورتها الزائفة امام الراي العام العراقي طمعاً بالحصول على اصواتهم  في الانتخابات البرلمانية القادمة .
وما يهمني في هذا المقال هو لماذا لاتكون هناك حملة وطنية مشابهة لتلك الحملة بالدعوة لالغاء قوات سوات او كما يحلو للبعض التبجح بتسميتها ” الفرقة القذرة ” وهي قوات تم تشكيلها على ايدي قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بعد العام 2003 من مرتزقة ارتضوا العمل مع قوات محتلة لبلدهم بهدف الحصول على امتيازات مالية وتحقيق اهداف اقليمية او دولية قد يكون اولى اهدافها اثارة فتنة طائفية بين مكونات الشعب العراقي خصوصاً مع الايحاء بانها قوات او ميليشيات شيعية تستهدف المكون السني الا ان الحقيقة انها تستهدف جميع العراقيين شيعة وسنة والمثقفين واصحاب الرأي والاعلاميين المعارضين  وتقوم بعمليات اعتقال وحشية وهمجية لا تراعى فيها لا قيم ولا اخلاق ولا حتى ابسط حقوق الانسان.
هذه القوات والمجهزة بمعدات واجهزة امريكية متطورة نسبياً توحي لك عندما تراها بانك امام فلم رعب او اكشن امريكي من حيث اللباس العسكري الغريب عن ثقافتنا العسكرية العراقية او من حيث الاقنعة والخوذ المستخدمة والتي تثير في عيون من يراها الفزع . لا تملك في ثقافتها او مبادئها اي عقيدة او قيم وطنية ، ومن اين تتاتى هذه القيم وهي صنيعة قوات محتلة ، ولا يملك القضاء اي سلطة في محاكمتها ومن تحاكم اذا كان افرادها مقنعون بمعنى يملكون الضوء الاخضر في اي فعل يقومون به بدون اي حسيب او رقيب والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى والمآسي ليس لها حدود . هذه القوات انتقلت مسؤوليتها الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة ومرتبطة بمكتب رئيس الوزراء مما يعني انها اداة قمع خاصة لمن يملك زمام القيادة في هذا البلد كما الحرس الخاص ايام نظام صدام او حرس الثورة الباسيج في نظام ايران.
لذا فأننا ندعو الى حملة وطنية لالغاء هذه القوات المريبة والتي تستفز مشاعر العراقيين اسوة بالحملة الوطنية لالغاء تقاعد البرلمانيين وهي رسالة لكل العراقيين اننا على قلب رجل واحد وكل مايجري اليوم هي خلافات بين سياسيين انتهازيين لا هم لهم سوى مصالحهم وامتيازاتهم غير آبهين الى مشاعر ابناء شعبهم والذين يعانون الآمرين جراء سياسات الاحزاب الشيعية والسنية الطائفية .