23 ديسمبر، 2024 6:08 م

الحمزة أبو حزامين…..والسياسي أبو الجنسيتين…..!

الحمزة أبو حزامين…..والسياسي أبو الجنسيتين…..!

إن استخلاص عبرة من الماضي وما ينتج عنها من تأثيرات يهدف تحديد صورة مستقبلية ومنها الحاضر والتعرف على الفروق والتفاعلات المستمدة من قضية معينة أو أمر ما ,  فان التباعد بنوع القضية في جوهرها الأخلاقي والحضاري تنم عن قيم وأخلاق الحاضر الباهت هي ليست مصدر الهام لكنها تقدير منطقي شمولي مناسبا لبعض الحالات التي تحصل في الحاضر وبعض الحالات المستقبلية المحتملة للشعوب, ولابد لنا أن نستعرض هذه الحالات ونبدأها بسيرة الحمزة أبو حزامين رضوان الله عليه وبمكتسبي الجنسيتين من السياسيين العراقيين تحديدا.
الحمزة الغربي وهو ينتمي بسلالته إلى القاسم الذي ينتهي نسبه الشريف إلى عبد الله بن العباس بن أمير المؤمنين علي (ع) الواقع في ناحية المدحتية التابعة لمحافظة بابل وله كرامات عدة مما أدى إلى أن تسكن العشائر بالقرب منه وتتبرك به وتوالت أعمال التعمير والبناء وربطه بمدينة الحلة عبر طريق سياحي بين البساتين وهو اقرب الطرق وسمي بالطريق السياحي الذي أفاد المزارعين الذين يسكنون جانبي الطريق وقد اهتم به وشيده المرحوم البكر لكثرة زياراته والتبرك به خلال السبعينيات وكما يقول الرسول (ص) اذكروا محاسن موتاكم.
أما الحمزة الشرقي فيقع بين محافظة الديوانية والسماوة وقرب قضاء الرميثة تحديدا ويتبع للديوانية وسمي القضاء باسمه –قضاء الحمزة الشرقي – وينتمي بسلالته إلى الإمام موسى بن جعفر(ع) وقد زاره جملة من الأعلام بينهم العلامة الجليل السيد مهدي القزويني ,اذ أصبح مزار حديث يقصده الزوار للتبرك لما له من كرامات.ومن أشهر ألقابه (أبو حزامين )-( وسبع آل شبل – و(أبو سراية ) وأبو حزامين مصطلح أطلقه  أهل العشائر من أهل العراق لأنه وكما جاء بالتاريخ كان يتحزم بحزامين عند النزال خلافا لغيره وذلك لضخامة جسمه وبسالته حيث كان يتمتع بالشجاعة والقوة والبسالة والنخوة ولقب بالحمزة تيمنا بالحمزة بن عبد المطلب عم الرسول (ص) لما يحمله من صفات ذلك الرجل.
أما ذو الجنسيتين: فماذا يعني للسياسي الذي يتولى منصب رفيع المستوى وهو يحمل جنسية ثانية غير العراقية وأمواله مستثمرة في بلده الثاني وعائلته مقيمه خارج العراق متنعمة بل حتى أبناؤه لايجيدون كتابة اللغة العربية على حساب دموع وبكاء وعويل الشعب العراقي المحروم والمغيب عن هذه الحقائق وقد نصت المادة(18) الفقرة4 من الدستور العراقي انه لايجوز تسنم أي منصب إلا في حالة إسقاط الجنسية المكتسبة,وعلى البرلمان إيجاد تشريع  يتنازل  بموجبه المسئول الحكومي  عن جنسيته المكتسبة التي استغلها البعض للتهرب من القضاء تخدمه صراعات  الكتل السياسية وتمنحه فرصة الهروب وحمايته من البلد الذي ينتمي إليه .
فما بالك انه ينعم بامتيازات الدولتين وهي خيانة عظمى وهو يحمل جسدا عراقيا وقلبا أجنبيا إن صح التعبير وهل سيمنح ولاؤه للعراق أم للبلد الذي يؤويه , وحيث إننا لانجد في بلدنا الفخر والافتخار,بلد عصفت به المهاترات السياسية ولم نسمع من هؤلاء سوى الكلمات الهجينة والخطابات الطائفية المزعجة الداعية للتمزق والتشرذم وسماع قصص الفساد والنهب والصفقات المشبوهة واكل السحت الحرام والهروب إلى دولهم البديلة ومواطن جنسياتهم المكتسبة دون أن ينال السراق العقاب التي صارت تحسب علينا في زمن التخاذل,فالسرقة في العرف الدولي والأديان والدساتير حرام  ومخلة بالشرف الاجتماعي يجب أن يحاسب عليها السارق لقوت الشعب من قبل القائمين على شؤون البلاد, فما على البرلمان تجنيب القانون العراقي عن هذا المأزق غير الأخلاقي المعيب الذي أشير له في منظمة الشفافية الدولية ودخل موسوعة (غينيس ) للأرقام القياسية بان السياسيين العراقيين هم أكثر ممن يملكون الثروات والعقارات في العالم,وعلى سبيل المثال أن (مستر السوداني ) اللص الهارب الذي انتمى لخانة كبار رجال المال والأعمال والذي سرق حوالي 3.5 مليون دولار أمريكي من قوت الشعب العراقي ومن بطاقته التموينية الهزيلة وإناطته وزيرا للتربية والتعليم-تربوي – ثم وزيرا للتجارة- خبير اقتصادي – ثم لصا محترفا مع سبق الإصرار والترصد.
 حيث يسكن قصرا كبيرا في لندن تحيطه حدائق غناء مزروعة بفاكهة الفراولة والملايين من شعبه يعيشون تحت مستوى خط الفقر ثم تحوله إلى رياضي محترف ليشتري ناد رياضي بريطاني (سوانزي ستي ) ولكن إحدى المحاكم البريطانية أوقفت عملية البيع عندما استدلت انه لص عراقي كان وزيرا للتجارة الفاسدة التي استوردت الشاي الفاسد (نشارة الخشب) المصبوغة والمخلوطة مع الشاي التي تم حرقها في محافظات القطر والأطعمة والأغذية الفاسدة منتهية الصلاحية وغيرها من أمور تشيب الرأس وتقزز النفس.
وقد يثير هذا الرأي وهذه المقارنة  حفيظة بعض السادة المحترمين منهم ,  بين بطل مؤمن شجاع قاتل دفاعا عن الحق لاينام وجاره جائع (الحمزة أبو حزامين ) وبين لصوص يعوزهم المجد والعز والسؤدد يتجنسون بجنسيتين ,وقد استحضرتني حادثة  لعقيل بن أبي طالب عندما دخل على الإمام علي (ع )  فقال ياعلي أني بحاجة لمال  !! فجاء الإمام بجمرة ملتهبة ووضعها بيد عقيل ,فان لها عقيل متألما فقال له الإمام …أتئن من جمرة في الدنيا أحسن لنا من نار سجرها جبارها لغضبه ,أتئن من أذى  ولا أئن من لظى ,أما الفاروق عمر بن الخطاب (رض ) فقال لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله  تعالى عنها أما مسئول بلدية نيويورك فقال إذا نفق عصفور في حديقة (سنترال بارك ) لشعرت بالمسؤولية…فنحن من أي ملة  من هؤلاء العظماء .
أما التاريخ فسوف يسجل في صفحاته بان العراق اكبر سوق منتج للسراق ما قد يجعل من هذه المقارنة طيورا تحلق في سابع السماوات….!