18 ديسمبر، 2024 7:10 م

الحماس والهوس بكل ماهو عراقي والأدب

الحماس والهوس بكل ماهو عراقي والأدب

الحماس والاحتفاء بكل ماهو عراقي بات من الأمور الشائعة في الثقافة العراقية..
ولكن هل يصح مثل هذ ا في الأدب ؟
هل يجوز لنا ان نتحمس وندافع عن أي عمل أدبي لمجرد ان كاتبه عراقي بغض النظر عن قيمته الفنية؟
وماذا عن معاييرنا الفنية والجمالية وأخلاقياتنا كقراء ومثقفين..؟
مامن شك إن كل إنسان يحب بلده حتى وإن كان هذا البلد قطعة من الجحيم
ولكن يجب ان لايكون هذا الحب سببا في تعطيل قرائتنا وتوجيهها وحرفها نحو مسارات غير صحيحة..
فنحن ازاء قضية جوهرية ومفصلية هي الادب ..وكل حكم انفعالي وحماسي مهما كانت دوافع هذا الحماس هو خيانة للادب.
وأرى ان الكثيرين منا قد اصبحوا يمارسون هذه الخيانة عن قصد ومن دون قصد..
خذوا على سبيل المثال رواية شهد الراوي ساعة بغداد وترشحها للقائمة القصيرة لجائزة البوكر..
طبعا انا لست بصدد تقييم الرواية ولكنني اتحدث عن جملة من المواقف التي صدرت عن بعض المثقفين والتي لها علاقة بموضوعنا الحالي..
فبعد اعلان ترشح الرواية للقائمة القصيرة للبوكر اعرب الكثيرون عن فرحهم بهذا الترشح وأملهم في ان تفوزالكاتبة بهذه الجائزة..
ومنهم من قال بان فوز شهد هو فوز للادباء العراقيين جميعا..
على الرغم من اعترافهم ضمنا بان الرواية غير جيدة ولا ترقى للمستوى المطلوب..
ولكن كاتبة الرواية عراقية وعلينا ان نشجع كل ماهو عراقي بغض النظر عن مستواه..
لقد سقت هذا المثال ليس لانه الوحيد فهناك امثلة وشواهد اخرى ولكن لانه الاقرب..
هذا مايفعله الحماس الوطني والاحتفاء بكل ماهو وطني..
إنه ينسف كل القيم الجمالية والفنية من وعي المتلقي لحساب كل ماهو عراقي
ويحيل الادب الى اشبه بكرة قدم
أو فزعة عشائرية ..
وفق منطق انصر اخاك ظالما او مظلوما..
واذا ما استمرت الامور على هذا النحو والحماس الوطني على الوتيرة نفسها فإننا ماضون في تمجيد كل ماهو عراقي حتى وان كان مجرد تفاهة عراقية.