في الوقت الذي يواجه في العراق تحديا خطيرا متمثلا في تنظيم داعش الارهابي الذي إستولى على مساحات شاسعة في العراق بفعل سياسات الفاشل الکبير نوري المالکي، وفي الوقت الذي يعصف بالعراق العديد من المشاکل و الازمات و التحديات المختلفة، فإنه وللأسف البالغ يواجه أزمة سياسية داخلية طاحنة تستنفذ الکثير من الجهود و الطاقات في سياق لافائدة أو هدف من ورائه سوى العبث و هدر الوقت!
منذ الاحتلال الامريکي للعراق و قيام واشنطن بتسليم العراق على طبق من ذهب لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن الاخير لم يکف ولو للحظة واحدة عن التدخل في الشٶون الداخلية للعراق و السعي لإستغلال الاوضاع و تسييرها بسياق يخدم مصالحه و أهدافه في هذا البلد خصوصا و في المنطقة عموما، ولم يعد سرا بأن طهران و ببرکة الامريکيين، صارت اللاعب الرئيسي في العراق، وإن أي أمر أو تطور يحدث فيه فإن لطهران أکثر من دور فيه.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ تغلغله في العراق و بسط نفوذه و هيمنته بمختلف الاتجاهات، قام بزرع عملائه و وکلائه و التابعين له في کل أنحاء العراق و بشتى الطرق و الوسائل، وإن مايجري الان من تخبط سياسي مثير للسخرية في هذا البلد انما هو من نتاج و تداعيات و توجيهات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يحاول جهد إمکانه إفشال و عرقلة أي جهد يسير بإتجاه مخالف لسياساته و أهدافه المشٶومة في العراق، والمثير للسخرية و الاستهجان معا هو إن طهران و من خلال نفوذها و هيمنتها البغيضة على العراق تقوم بالشئ و نقيضه، ومن هنا فإنها تسعى ومن خلال إمساکها بخيوط الازمة السياسية الحالية على تحريکها بالاتجاه و السياق الذي يخدم مصالحها.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تمادى کثيرا في إستغلاله للأوضاع في العراق و دفعها بإتجاهات تسببت و تتسبب في إحداث المصائب و المآسي و الکوارث، يعتبر المسٶول الاول عن ما آلت إليه الاوضاع في العراق وإن هذا النظام الفاشل الذي قام بإفقار و تجويع الشعب الايراني و دفع إيران الى زوايا ضيقة بسبب من سياساته المشبوهة المعادية للشعب الايراني قبل شعوب المنطقة، يحاول جاهدا خلط الاوراق في العراق من أجل لفت الانظار و تقليل الضغط و الانتباه على سوريا و اليمن حيث يواجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هزيمة واضحة في البلدين.
الحل الوحيد للأوضاع المضطربة و المتداخلة في العراق يکمن في قطع الاصابع الايرانية التي تسعى لدفع الامور و الاوضاع بما يخدم مصالح النظام القائم في
إيران، وإن غض النظر و تجاهل هذه الاصابع الخبيثة يعني المساهمة في تهيأة الاوضاع لدفع العراق نحو المزيد من المآسي و المصائب و التمزق و الضياع. [email protected]