18 ديسمبر، 2024 10:14 م

الحل : في حلّ البرلمان!

الحل : في حلّ البرلمان!

لابدّ من إشارةٍ قبلَ الإشارةِ الى الحل ولماذا حلّ البرلمان وموجباته وكذلك النتائج التي يفرزها هذا الحلّ المفترض , فالبرلمان العراقي ” اولاً ” يختلف عن كلّ برلمانات دول العالم من حيث الإمتيازات والمخصصات المالية المفرطة , واعداد افراد الحماية لكلّ نائبٍ وما يتطلبه ذلك من رواتب ومركبات ووقود .. الخ , في الوقت الذي زالت وتلاشت الأسباب وراء ذلك كما في السنوات الأولى من الإحتلال , وسبق وأشرنا أنّ اصطلاح رئيس البرلمان او رئيس مجلس النواب هو خطأٌ فادح لغوياً وغير لغويٍّ ايضاً , والأصوب هو < الناطق بأسم البرلمان – Speaker of the parliament > , لكنّ الأهم من هذا كلّه وفي اختلافه وتفرّده عن برلمانات العالم , أنّ القوى النافذة ومراكز القوى الأكثر ثقلاً في البرلمان العراقي , هي ذاتها التي تتحكّم بالسلطة التنفيذية وبرئاسة الوزراء وبعلاقات العراق الخارجية , بالإضافة الى سيطرتها على قيادات الأمن الداخلي , ولا نتحدث هنا عن فصائلها المسلحة .

ومع ازمة فيروس الكورونا واحتمالات مضاعفاتها وانتشارها , وبتزامن ذلك مع الأنخفاض الحاد لأسعار النفط والذي امسى يهدد الأقتصاد العراقي ويجعل رواتب الموظفين والمتقاعدين للأشهر المقبلة في حالةٍ من الأبهام والخطر وعدم قدرة الحكومة على دفع وتسديد هذه الرواتب , فتلك القوى او احزاب السلطة هي التي تعرقل وترفض تثبيت المرشح الجديد لرئاسة الوزراء السيد عدنان الزرفي ودونما اتفاقها على مرشحٍ آخرٍ من بين صفوفها .! , وبهذا تُترك البلاد بلا قيادة لإدارة ازماته القائمة , حيث يتاح لهذه القوى الممثَلة في مجلس النواب بتقديم فيتو على المرشح ” الزرفي ” ودونما بديلٍ متّفقٍ عليه بينها ومن الكتل البرلمانية الأخرى ومن الشارع العراقي وخصوصا من جماهير التظاهرات .

لسنا هنا بصدد دعم او تأييد او حتى رفض تولّي عدنان الزرفي لرئاسة الوزارة , فالوضع لا يتحمّل هذا الفراغ السياسي والدستوري الساخن , وبالتالي سوف لن يبقى بيد رئيس الجمهورية سوى حلّ البرلمان وفرض رئيس الوزراء الذي اختاره ووافقت عليه كتل كردية ومن القوى السنية بالأضافية الى جموع كبيرة من الشارع العراقي . كما ليس بمقدورنا الزعم أنّ احزاب السلطة هذه سوف تلتزم الصمت وتقف مكتوفة الأيدي وتذعن لقرار حلّ البرلمان المفترض , لكنها وبكلتا الحالتين فـأنها تعرّض البلاد الى مواجهةٍ حاّدة مع عالم المجهول!

لعلّ من المفارقات التي يدركوها كلّ العراقيين , فأذا وافقت طهران وأيّدت ترشيح الزرفي لرئاسة الوزارة , فأنّ هذه الأحزاب وفصائلها ستكون اوّل مؤيديه وداعميه , واوّل مَن يرفعون له برقيات التهنئة ! وهكذا اضحى مصير العراق سياسيا واقتصادياً وكورونياً .!