23 ديسمبر، 2024 3:52 ص

الحل في الخروج من العباءة الايرانية

الحل في الخروج من العباءة الايرانية

التحرکات و النشاطات التي قام بها کل من عمار الحکيم و مقتدى الصدر، تم تفسيرها من قبل المراقبين السياسيين بأنها محاول للخروج من العباءة الايرانية التي باتت تکتم على الانفاس العراقية و تجعل من العراق مجرد وسيلة و آلة من أجل تنفيذ المخططات الخاصة بطهران.
حالة السخط و الغضب التي تسود العراق من جراء الاستخفاف و الاستهانة عند زيارة مسٶولين عراقيين لإيران، حيث إن تکرر غياب العلم العراقي لأکثر من مرة يدل على إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لايعامل العراق إطلاقا کبلد مستقل ذو سيادة وانما کما عامل و يعامل تنظيمات مثل بدر و المجلس الاسلامي العراقي و الميليشيات و الجماعات التابعة و الخاضعة له و المندرجة تحت عباءة المرشد الاعلى للنظام الايراني.
العلاقة القائمة بين إيران و العراق بعد الاحتلال الامريکي، ليس هناك من أي جدل بشأن إنه لصالح إيران 100%، بحيث ليس من الغريب وصف هذه العلاقة بأنها اسوء من تلك التي کانت في عهد الانتداب البريطاني للعراق، إذ إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد صار بمثابة ليس المرجع الديني فقط للعراق وانما السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي أيضا، هذه العلاقة السلبية التي يزداد العراق تضررا منها خصوصا بعد أن صار العراق قاعدة متقدمة للنظام الايراني من أجل تصدير التطرف الديني و الارهاب للمنطقة و العالم، والذي يلفت النظر أکثر هو إن النظام الايراني بدأت تهدد دولا في المنطقة بالميليشيات الشيعية المسلحة التابعة لها في العراق، وهذا ماأثر و يٶثر سلبا على سمعة و مکانة العراق، هذا إذا ماتذکرنا أيضا مسلسل إستهداف الکفاءات العراقية خصوصا تلك التي تغرد خارج منظمة عباءة النفوذ الايراني، حيث يٶکد على إن الاوضاع في العراق ليست على مايرام طالما بقيت الظلال السرطانية القذرة لنفوذ نظام ولاية الفقيه تهيمن عليه.
هذا النظام الذي يجسد دخول نفوذه الى أي بلد الشر و الظلام بکل ألوانه خصوصا وإنه يسعى لإعادة إستنساخ نظامه القمعي الذي أثبت فشله إيرانيا حيث يواجه رفضا شعبيا متصاعدا في داخل إيران، في البلدان التي يسيطر عليها والعراق واحد منها، والذي يجب الانتباه إليه جيدا، هو إن هذا النظام يتلقى الضربة تلو الضربة على الصعيدين الدولي و الخارجي، وإن ملفات حقوق الانسان و قضية مجزرة صيف عام 1988 التي أعدم فيها أکثر من 30 ألف سجين سياسي الى جانب عدم إلتزامه ببنود الاتفاق النووي، باتت تطارده کظله و تطبق عليه الخناق، هذا إذا أخذنا بنظر الاعتبار إلتفات المجتمع الدولي لمواقف و تحذيرات المقاومة الايرانية من هذا النظام، کل هذا يبين و يثبت بأن هذا النظام ليس في المستوى و القدرة التي تتيح له الاستمرار في الهيمنة على العراق خصوصا فيما لو کان هناك حراك مناسب ضده، إذ أن معظم مشاکل و ازمات العراق ناجمة عن النفوذ الايراني في العراق وإن الحل الوحيد يکمن في الخروج من العباءة الايرانية ولاشئ غير ذلك أبدا.