22 نوفمبر، 2024 5:50 م
Search
Close this search box.

الحل في التغيير في طهران

الحل في التغيير في طهران

تسير الاوضاع الوخيمة في العراق و سوريا بإتجاهات لايمکن لأي کان أن يضمن عواقبها بالخير و السلامة و الامان للشعبين المنکوبين بهذه الاوضاع الخطيرة، ولاسيما لو بقيت دول المنطقة و المجتمع الدولي ينأون بأنفسهم عن مجريات الامور و الاحداث في هذين البلدين ولايتحرکون بالسرعة و الاسلوب المطلوب لوقف تدهور الاوضاع و جعلها تقف في الحد و المستوى الذي يمکن معه معالجة الاوضاع و الحد من تطوراتها و تأثيراتها بإتجاه الدول الاخرى.

حريق الاوضاع المشتعلة في العراق و سوريا، يعلم الجميع أن حطب إستمرار لهيبها يکمن في اسوأ جانب من التطرف الديني و نقصد به الاحتراب و الفتنة الطائفية التي تعمي الابصار و القلوب و العقول و تجعل من المتورطين فيها وکأنهم جزارون يريدون ذبح و سلخ الطرف الآخر، وبديهي بأن النظام الايراني يقف خلف النفخ في الفتنة الطائفية في البلدين و يستفاد من إستمرارها في سبيل إبعاد الخطر عن نفسه، خصوصا وانه مرهق و مثقل بالمشاکل و الازمات التي تعصف به و تهدده من کل جانب.

وخامة الاوضاع و الدرجة و المستوى الذي وصلت إليه و التي دفعت بالملك عبدالله بن عبدالعزيز في کلمته الاخيرة الموجهة للمنطقة و العالم من التحذير من العواقب الخطيرة التي في إنتظار الجميع مالم يتم معالجة الموقف و إتخاذ موقف دولي مناسب بهذا الصدد، يؤکد بأن الاوضاع قد تجاوزت الخطوط الحمر و صارت الان قريبة من الانفجار الکبير، وان إزدياد التدخل الايراني المريب في العراق متزامنا مع مضاعفة تواجد قوات و مسؤولي حزب الله اللبناني في هذا البلد، يعطي أکثر من إنطباع بأن النظام الايراني يعد لمرحلة جديدة قد تکون أخطر مرحلة ويريد أن يغتنم الفرصة قبل الاوان لکي يخرج بأکبر نسبة من الفوائد من هذه الفتنة التي هو بنفسه رأسها و سببه الاساسي.

ان المطلوب ليس الوقوف فقط بوجه هذا المخطط الظلامي الشرير و البشع الذي يستهدف مستقبل السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و الاکتفاء بالدفاع السلبي کما هو جار لحد الان فحسب، وانما المطلوب هو أن يتم نقل المواجهة الى داخل النظام الايراني ذاته و العمل الجدي و الفعال من أجل فتح القنوات مع الشعب الايراني و قواه المعارضة النشطة و خصوصا المقاومة الايرانية من أجل دعم نضال الشعب الايراني للحرية و الديمقراطية و التغيير الحقيقي، لأن النجاح في إحداث هکذا تغيير في المعادلة الحالية القائمة، کفيل بقلب الطاولة على رأس النظام الايراني و بدء العد التنازلي له.

*[email protected]

أحدث المقالات