23 ديسمبر، 2024 11:48 ص

عندما تكون البداية خاطئة في اي عمل عظيم خاصة, فلن تستقيم الامورالا بتصحيح خطا البداية.في 2003قبل الضربة الامريكية لاسقاط النظام السابق بخمسة ايام تاكد لدي بان الغزو قادم فاخذت العائلة الى سوريا وكنا نتابع مجريات الاحداث في الكثير من القنوات التلفزيونية وخاصة المعركة اولا باول لحين اسقاط الصنم في ساحة الفردوس حيث الفرحة الكبرى ولكنها لم تدم حين ظهرت لقطات من السلب والنهب والحرق لبناية اللجنة الاولمبية اولا والغوغاء ينهبونها عدا ابو تحسين وهو يضرب صورة كبيرة لصدام بنعاله الشريف وهو يصرخ (اشسويت بينا يتمت اطفالنا قتلت شبابنا جوعتنا —-) ولا يبالي للنهب حوله.

فقلت في حينه حالا للاهل لا تفرحوا لان العراق سيخرب والمسؤول الامريكان وخاصة سياسيينا من المعارضة الظاهر ليس لهم منهاج وطني ولا تخطيط لما بعد السقوط ولم ياخذوا العبرة من الانتفاضة الشعبانية التي كان النهب والسلب احد الاسباب الرئيسية لفشلها باسقاط النظام فكيف يسمحوا به ولا ياخذوا الحيطة منه؟

وفعلا هذا الفلتان كرس الفساد الذي كان قد اسس له النظام السابق فاستفحل بسبب تشجيع الامريكان للفوضى والنهب والسلب وخاصة بحل الجيش والشرطة .وعندما سلمت السيادة من الامريكان للعراقيين كان الفساد قد استشرى بكل اشكاله فلم يكن بمقدور قادتنا القضاء عليه والانسان ضعيف امام المغريات الا ما ندر فانجرفوا مع تيار الفساد ولحد الان.ولا شك ان الفساد راس البلاء في تدمير العراق سابقا ولاحقا.ولا ارهاب من دون فساد .وما الفائدة من سقوط النظام وثقافته الفاسدة هي التي تحكم البلد وبجميع ممارساته وكانه لم يسقط.بحيث اصبح اعوانه يكابرون بدلا من ابداء ندمهم كما كان متوقعا وكما كانوا واظهروا في الايام الاولى من السقوط حيث يمشون منكسرين مطوطئي الرؤوس يتوددون للناس ويتملقون ويتبرؤون من النظام السابق ويبررون خدمة النظام خوفا من جبروته واجرامه ووحشيته.ومكابرتهم جاءت بعد ما لاحظوا بان الوضع غير مسيطر عليه و(كل من ايده له) فبداوا بتنظيم انفسهم والتحالف مع القاعدة بحجة مقاومة المحتل على امل استعادة حكمهم الاسود الممبوذ او لمنع استقرار البلد تحت حكم غيرهم.ولولا ان البداية الخاطئة احيت املهم لكانوا قد تكيفوا مع النظام الجديد لتمشية امورهم ومصالحهم وخاصة وانهم خبراء بالانتهازية وتربوا عليها وليسوا عقائديين مؤمنين بالبعث لانه اكد من خلال تاريخه بانه ليس حزبا سياسيا بل مافيا وعصابات.لا تفيد معهم المصالحة والعدالة الانتقالية لانهم لا يامنون بالحلول الوسطية بل الاستحواذ دائما ولا ياتمن جانبهم لانهم لا يحفضون العهود والوعود بل غدارين عند المقدرة.لذا كان على النظام الجديد استاصالهم وبالرغم من قانون الاجتثاث وقانون المسائلة والعدالة لم يطبق كما يجب بحيث يستثني فقط من ياتي نادما ويعتذر من الشعب العراقي ويدين جرائم البعث ونظامه فيصبح مواطنا عاديا ان لم يكن عليه دعاوي جنائية.لكنهم استغلوا تهاون السلطة الفاسدة زمن الامريكان وبعدها فتغلغلوا بواسطة الفساد في اجهزة الدولة وخاصة الامنية منها وطواطئو مع الارهاب لقتل العراقيين بحجة مقاومة المحتل.وكانو يقتلون عشرات العراقيين مع قتل جندي امريكي واحد ويسمونها مقاومة شريفة وهي نفسها المتمردة الان لاحتلال العراق بالتحالف مع داعش ومنها 13 فصيل منضوي تحت امرة حارث الضاري ومع نقشبندية عزت الدوري وما يسمى بثوار العشائر المخدوعين الذين سيندمون اشد الندم لتخريب مناطقهم من دون نتيجة.

والان وبعد ان نجح هؤلاء بتخريب العملية السياسية من الداخل ومن الخارج الخربة اصلا ماذا تنتظرون ايها السياسيون الوطنيون الغيورون وان كنتم فاسدون هل تنتظرون ان يستغل غيركم هذا الضرف البائس لصالحه؟ام عليكم بسحب البساط من تحت اقدامه والاخذ بزمام الامور ووضع البلد على السكة الصحيحة بانقلاب فوقي يقوم به القادة الوطنيون الغيورون عسكريين ومدنيين. باعلانكم البيان رقم واحد بحل البرلمان واعلان الاحكام العرفية والنفير العام كفيل بقصم ظهر المتمردين.بذلك سترفعون من معنويات الشعب وتهبطون معنويات المتمردين والفاسدين وسيحتظن الشعب انقلابكم فورا كما احتضن انقلاب 14 تموز1958 وحوله الى ثورة شعبية عارمة.لانه وان حلت الازمات الحالية فلا بد من ظهورها مجددا مع ازمات جديدة ولا تستقيم الامور الا بتصحيح البداية لتكون مبنية على روحية المواطنة وقياساتها فقط من دون المحاصصة الطائفية التي خدعكم بها الامريكان ولا الديمقراطية التوافقية بل الديمقراطية الوطنية الموجهة.واملنا بالخيرين من التحالف الوطني او الائتلاف الوطني وخاصة الموالين للمجلس الاعلى في الجيش والشرطة والمدنيين وفيلق بدر بقيادة الانقلاب.وعليكم باحتواء المالكي وعدم التفريط به في كل الاحوال وان كان المسبب الرئيسي لما الت اليه الامور خاصة بمهادنته للفساد والارهاب واعوان النظام السابق والمتعاطفين معه.لكن مشكلة العراق لاتنحصر باشخاص وانما الكل مشتركين وخاصة وان المشاركين مع المالكي عملوا على فشله والغالبية عملوا بانتهازية وليس انطلاقا من مصلحة الشعب والوطن وجاملوا على حساب الحق بالاضافة الى الذين تعاونوا مع الارهاب والبعث من المشاركين بالعملية السياسية وغيرهم.