في خضم الاوضاع الحالية السائدة، ولاسيما مع تسليط الاضواء على قضية عودة أو عدم عودة الولايات المتحدة الامريکية للإتفاق النووي الذي صار يعتبره الکثيرون بمثابة الميت وفي وقت يحاول النظام فيه أن يظهر نفسه بدور المصالح والمسالم الذي ينوي الخير والسلام للجميع، فإن إلقاء نظرة متفحصة على الاوضاع والامور المختلفة في إيران والمنطقة بسبب السياسات المختلفة ذات الطابع العدواني لهذا النظام، يتبين لنا بإن معظمها طغي عليها المزيد من التأزم والتعقيد بل وحتى تشعبت من العديد من المشاکل والازمات، مشاکل وأزمات أخرى بدلا عن حلها ومعالجتها، وهذه حقيقة تنطبق على معظم الاوضاع والامور والمشاکل والازمات إبتداءا من داخل إيران ومرورا بالمنطقة، وإن هذا النظام الذي يطرح نفسه کوسيط وکوسيلة من أجل فك طوق المشاکل والازمات التي تهيمن على المنطقة، يظهر وکإنه يضحك على الذقون ذلك إن معظم ماتعاني منها المنطقة من مشاکل وأزمات إنما يتعلق بصورة وأخرى به وبسياساته.
في داخل إيران، الاوضاع الاقتصادية والمعيشية قد سارت على نحو أسوء مايکون وإن نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر في إرتفاع مستمر الى الحد الذي صار فيه الشعب الايراني يسکن في المقابر والعشوائيات وفي الاماکن العامة، وهو الحال نفسه بالنسبة للبطالة وللمدمنين على المواد المخدرة بالاضافـة الى إرتفاع ملفت للنظر في الجرائم المرتکبة وفي التفكك الاسري والانحلال الاجتماعي الى جانب إرتفاع نسبة إنتهاکات حقوق الانسان والاعدامات کما لم يحدث في أي فترة أخرى في تأريخ هذا النظام، أما على صعيد المنطقة، فإن الاوضاع في العراق وسوريا ولبنان واليمن تتجه نحو المزيد من الصعوبة والتأزم والتعقيد، وإن مهندس دفع الامور بهذه الاتجاهات هو النظام الايراني من خلال سياساته التي تسعى أولا وأخيرا المحافظة والدفاع عن مصالح النظام السياسي القائم وتمنحها الاولوية القصوى.
ليس من المهم أن يطرح أي أمرء نفسه کجزء من حل أي مشکلة مطروحة، وانما الاهم هو أن يثبت ذلك بالادلة و القرائن، وإن هذا النظام وطوال الاعوام المنصرمة لم يتمکن أن يثبت حقيقة إنه جزء من الحل وذلك بأن يتمکن من حل ومعالجة بعض”ولانقول کل”المشاکل والازمات المطروحة، لکن وکما أسردنا الذکر فإن کل الذي قام به النظام الايراني لحد الان هو إضافة المزيد والمزيد من المشاکل والازمات على تلول المشاکل والازمات المتراکمة إيرانيا وإقليميا، وإن العالم عموما والمنطقة خصوصا صاروا يدرکون جيدا بأن هذا النظام کان وسيبقى أساس المشاکل والازمات في إيران والمنطقة بعينها وليس الحل أبدا، وإن حل کافة مشاکل إيران والمنطقة کما أکدت المقاومة الايرانية دائما، يکمن في إسقاط هذا النظام فقط وليس أي حل أو خيار آخر.