18 ديسمبر، 2024 11:42 م

الحل السياسي في العراق

الحل السياسي في العراق

يبدو ان مسار الاحداث يتجه الى ضرورة البحث عن الحلول التي يمكنها تفكيك الازمة السياسية الراهنة في العراق بعدان اثبتت الوقائع والحوادث بعد مرور اكثر من عشرسنوات منذ سقوط النظام البائد وحتى الان الى استعصاء الحل السياسي بوجود ذهنية سنية متوارية ومستترة وراء ايمانها الغاطس الذي يشدد على ضرورة استعادة السلطة في العراق وهذه القراءة ملتقطة من المؤشرات والمعطيات والافعال التي وثقنا مشاهدها في الذاكرة الفردية والجمعية ابتداءا من طبيعة الخطاب السياسي الطائفي والاجتماعي للطرف السني الذي نسمعه يوميا من اغلب الزعماء السياسين المشاركين في السلطة اوخارجها عبروسائل الاعلام المتنوعة وعدم قناعتهم بالعملية السياسية الديمقراطية التي تأسست منذ التغييروان التفكيرالسني منصبا في الواقع في مشاغلت الطرف الشيعي بوصفه العدوالاول الذي يقف امام طموحة بأستعادة السلطة ويمكن مراجعة بعض المشاهد والصورالتي تؤكدهذه الفكرة حيث كلنا يتذكرحادثة طارق الهاشمي الهارب الذي كان نائبا لرئيس الجمهورية لكنه كان يمارس الارهاب من خلال تبنيه لعصابات القتل والاغتيالات والتفخيخات التي كانت تحصل في العاصمة بغداد ثم تلتها واقعة وزيرالمالية المتورط بملفات فساد كبيرة وقضايا اخرى لازالت في اروقة القضاء ولم يكشف عن تفاصيلها وبقيت في اطارالمسكوت عنها في حينها اثيرت الضجة وتعالى الصراخ على ان الذي يجري هواقصاء للسنة ولرموزها وليست المسألة قضائية وتوالت ردودالفعل الى الحد الذي بدأ فيه الطرف السني بسياسيه يفكرويخطط بمكرودهاء على طريقة عمربن العاص لاستثمارالقضية بشكل اكبروصل الى التهديد بتفجيرالاستقرارفي العراق وحينها خرج الانباريين الى ساحات الاعتصام ثم تمددت موجة الصخب في ثلاث محافظات وجزء من محافظة ديالى وليست في ست محافظات مثلما يروجون في خطابهم الطائفي التي تناغمت مع مايطرح من خطاب طائفي سياسي لتتوحد الرؤيا السنية بغية التمرد على السلطة التي يتصدرها رئيس وزراء شيعي وتبين ان الذي يجري هومحاولة جديدة للانقلاب على السلطة بعد ان اصبحت فرضية الانقلابات القديمة امرا لايمكن ان يكون واقعيا ويمكن ان يحقق الهدف ايام الدبابة والسيطرة على الاذاعة والتلفزيون واصداربيان رقم واحد الاان البديل المبتكرهوالعصيان واشغال الدولة واغراقها في ازمات ليس لها اول ولااخر انطلاقا من ارباك الامن الداخلي كأولويات عبر زيادة التفجيرات في بغداد والمحافظات مع تواصل الخطاب الطائفي التحريضي في ساحات العصيان والتمرد واثبتت الصولة التي قام بها الجيش العراقي البطل صحة التأمرالذي كان يخطط له في خيم المعتصمين بعد تزايد فعاليات القاعدة وداعش طيلة اكثرمن سنة وهو الزمن الذي استغرقه العصيان ولاننسى ان الدعم المالي والاعلامي الذي وفرته بعض دول الخليج مثل قطروالسعودية لادامة هذا الصخب التأمري وفق الاسس التي اكدنا حقيقتها وهومنطلق سياسي طائفي ولذلك تحدثنا في اكثرمن مناسبة ان التفكيرالسياسي والاجتماعي السني سيظل يفكر بمخياله المتورم في ان هناك عدو  شيعي مغتصب للسلطة لذلك لابدمن اصدارفتاوي الطرد من التاريخ العربي والاسلامي والحاقهم ضمن الفرس المجوس هؤلاء الروافض اوالحية الرقطاء على حدتعبيراحد المعممين السنة من الذين كانوا يجعجعون في ساحات الاعتصام  اونماذج صفراء مثل العلواني اوالنجيفي اووحدة الجميلي اوعلي حاتم سليمان وهم يرددون بنبرة طائفية صارخة اننا مقصيون نحن السنة حتى اصبحت نكتة سمجة وطالما بقي هذا التفكيرسائدا وسيبقى فأننا نعتقد ان على الطائفة الشيعية حزم امرها نهائيا في ضرورة اتخاذ القرارالشجاع والقبول بالفدرالية اوالتقسيم لايقاف نزيف الدم الشيعي الذي صاريجري بلاانقطاع ولاترتوي هذه العقلية الشيطانية من دم المسلم الشيعي حتى صارسياسة ثابته في اجندة هذه الذهنية السنية المتطرفة ولذلك لابد من مواجهة الحقائق الصادمة في ان هؤلاء لايمكن التعايش معهم في بلد صارجهنم لنا ولهم ولايستطيع احد ان يحمي المواطن الشيعي حتى في ظل غطاء رئس السلطة من هذا الاستهداف اليومي واخرها التفجيرالذي حصل بالقرب من مطارالمثنى واودى بحياة ثلة من الشباب الغيورمن الذين ارادوا الانخراط في جيشنا الباسل كذلك ندعوالمرجعية الدينية الى تحمل مسؤولياتها التاريخية والشرعية وان لاتبقى متفرجة على هذا المشهد الدامي اليومي الذي يتعرض له الفرد الشيعي الذي  اصبح دمه الارخص في بورصة الدم العالمي, من خلال تشجيعها لحل الفدراليات اوالتقسيم لانه لايمكن القبول بواقع اصبح قسريا لاسيما وان الطرف الاخرمؤمنا به الى حد النخاع ومانسمعه من بعض العقلاء من الطرف السني الذين يريدون عراقا موحدا انما ينطلقون من رومانسية حالمة وبالتالي اي حديث من هذا النوع لايلبي حقائق المنطق والتاريخ والجغرافيا والدين والثقافة والسياسة التي نصطدم بها في نقاشاتنا البيزنطية وخلافاتنا عبر سجالاتنا اليومية ان كان في الوسائل الاعلامية المختلفة اوفي المقاهي اوالشوارع الكئيبة اوالسيارات اومنتدياتنا الثقافية والنتيجة انهم لايستطيعون ان يغيروا من تفكيرالعقلية الجمعية السنية التي يدعمها الاقليم السني بدوله المجاورة التي تشبه القطط الوحشية التي شبعت من اموالها التي تاتي من نقمة النفط وبات كل همها هو ان تصرف هذه الاموال على الارهاب في سوريا والعراق والعالم واخرها ماحصل من تفجيرات في روسيا وعلى اثرها هدد الرئيس بوتين بمحاسبة السعودية دولة الشرالاولى في العالم لذلك علينا مراجعة فكرة الحل السياسي في العراق من خلال تبني الفدرالية اوالتقسيم لتجنب المزيد من اراقة الدم العراقي وهي لن تكون نهاية المطاف فدول كثيرة عالجت مشاكلها بحل الفدرالية او التقسيم مثلما حصل في جيكوسلفاكيا اوفي يوغسلافيا اوفي السودان بدلا من هذا الصراع المريرالذي يفرض عليك من الطرف السني الذي يصرخ ليلاونهارا اننا مهمشون والتوازن مفقود حتى اصبحت جملة موسيقية دائمية يرفعها المتأمرون لغرض التهام الوطن كله حتى يتحقق التوازن وصولا لاستعادت السلطة مثلما كان يحصل في عهدالطاغية وهوامرلن يحصل ابدا.ابدا..