27 ديسمبر، 2024 3:18 ص

حتى لايتوهم البعض ان الاحتقان السياسي والطائفي قد ازيل تماما بمجرد تنحي السيد نوري المالكي , فلم يتنحى المالكي بأرادته بل بضغط امريكي فقد استلم رسالة من السفارة الامريكية نصها ( اذا لم تسحب اللوائين الذين انتشروا في بغداد وتسحب ترشيحك سنضطر لاعتقالك ) ان الرجل كان ماضي الى اللانهاية , وهذا مالمسناه من حنان الفتلاوي وعالية نصيف ومريم الريس  فقد صرحن بتصريحات متشابهة مضمونها ( ان لم يكن المالكي رئيس للحكومة فستكون هنالك بحور من الدماء) وحتى خطاب التنحية كان فيه تهديد ووعيد .

لماذا رفضوا المالكي ورحبوا بالعبادي ؟ المالكي كانت لديه ثوابت . مع الكورد مشكلة كركوك و تصدير النفط وحصتهم من الميزانية .  ومع المتطرفين السنة , مشكلة اربعة ارهاب واجتثاث البعث واطلاق سراح المعتقلين .

هل السيد حيدر العبادي قادر على حل هذه المعضلات وتجاوزها والانتقال الى صفحة جديدة لبناء العراق  , هل سياسية السيد المالكي كانت بمعزل عن سياسية ورؤية حزب الدعوة والائتلاف الوطني للواقع العراقي , ونفس السؤال للكورد والسنة العرب هل سيتعاونون مع السيد العبادي  في حل هذه العُقد بدون ابتزاز ,  لأن العراق اليوم واقع تحت الارهاب الدولي بسبب سياسة السيد المالكي الذي لم يحتوي الازمات ولم يعمل على تفكيكها بل تعمد تأجيلها حتى تراكمت واصبحت حاجزا كبيرا حال دون حصوله على الولاية الثالثة

قراءتنا للواقع العراقي  ,  ان الاحتقان مازال موجودا  ولم يتغير , ان القوى الاسلامية بكل فصائلها متجهه نحو التقسيم بأعتباره أسهل الحلول لفك النزاع على السلطة وان الامور تجري لشيعنة وتسنين العراق جغرافيا  ,  , اعداد هائلة من النازحين الشيعة تم اسكانهم في مناطق شيعية  ومناطقهم الاصلية  صارت حكرا على السنة  , وهذا ماحصل في تلعفر   , ونفس الشيء حصل للاقليات الاخرى  تم ترحيلها من مناطق ذات الاكثرية السنية الى المجهول

صحيح التقسيم هو اسهل الحلول ولكنه ليس افضل الحلول لانه حل ساذج يحتوي على مخاطر كثيرة , لان التقسيم بهذا الظرف العصيب سوف يزيد من الاحتقان الطائفي لانه سيزيد الصراع بين الطوائف على الموارد والثروات الطبيعية , لاننا نعلم جيدا هنالك محافظات غنية بهذه الثروات واخرى فقيرة , اضف الى ذلك ان التقسيم سوف يرسخ العداء الطائفي ويعطيه صفة شرعية للنزاع , وهذا الحل الساذج يطالب به سذج السياسة ومدعوم من قبل قوى خارجية لها مصلحة بأن يكون العراق ضعيفاً ومقسماً وكل هؤلاء لديهم ادواتهم على الارض وهي داعش التي تم زرعها في العراق من اجل تسريع عملية التقسيم وفك الشراكة مابين الشيعة والسنة والطوائف الاخرى  ونسيان العراق الواحد الموحد

أن المؤامرة التي تحاك للعراق اكبر من قدرات القوى الاسلامية مجتمعه , العراق يحتاج الى توحيد كل قواه الوطنية والتقدمية وفسح المجال للعقول المتفتحة على الاخر   , وان يعملوا على اعتبارهم عراقيين بغض النظر عن انتمائهم القومي والاثني والطائفي  وهذا لايمكن تحقيقه الا اذا تم التخلي عن المحاصصة بكل اشكالها  , نحن نعتقد ان العبادي امام تحدي كبير يحتاج الى العون من عقول تستوعب كل هذه العقد وحلها حل وطني يحافظ على وحدة العراق شعبا وارضا  .