23 ديسمبر، 2024 6:20 م

الحلُّ في النفط ؟!!

الحلُّ في النفط ؟!!

من أين للمجاميع المسلحة القدرة على إمتلاك القوة والسلاح؟

إنه ببساطة من النفط!!

والحل الأمثل يكون بتخفيض أسعار النفط إلى ما دون الخمسين دولار للبرميل الواحد , وعندها سيتحول الإرهاب إلى إعطاب!!

ليس خيالا ولا مزحة أو جنونا ما تقدّم!!

فمشاكل المنطقة تفاقمت في بداية الثمانينيات , عندما بدأت أسعار النفط تنتعش , وبإزدياد الأسعار ووصولها إلى ما هي عليه اليوم , نقرأ خطا بيانيا تصاعديا للويلات والتداعيات في المنطقة , وإذا بقيت أسعار النفط في تزايد فأن المشاكل ستتنامى أكثر وأكثر.

فهل كان من الممكن أن تحصل الحرب العراقية الإيرانية , وتتواصل لثمان سنوات لولا عائدات النفط؟

وهل كانت الحرب الثانية ستحصل لولا وجود نفس السبب؟

وما يجري اليوم أحد أسبابه الأساسية , عائدات النفط الهائلة التي يتم تسخيرها للخراب والدمار , ونشر العقائد والضلالات البائدة , وتجنيد البشر نفسيا وفكريا وبدنيا للقيام بأعمال بشعة وسيئة , لا تتفق وأبسط معايير القيم والأخلاق الحيوانية وليس الإنسانية.

النفط هو العامل الجوهري الذي يغذي الحركات الفتاكة الهادفة للدمار والخراب وتحويل الحياة إلى جحيم مستعر , يغيب فيها الأمن والأمان وتشيع قوانين الغاب الشرسة الفظيعة الخطايا والآثام.

واليوم تتحدث جميع مراكز البحوث والدراسات عن تجفيف موارد الشرور , وتتجاهل المورد الحقيقي وهو النفط.

هذه النعمة التي حولها أهلها إلى نقمة على حاضرهم ومستقبلهم , ولذلك فعلى الدول القوية المعاصرة إذا إرادت فعلا أن تساهم في بناء المنطقة وإستقرارها وتفاعلها مع عصرها , أن تتصدى للنفط وتسعى لتخفيض أسعاره إلى أدنى ما يمكن , لكي تحرر مجتمعاته من مخاطر ثرواته الهائلة المسخرة لتدميرهم , وتشريدهم وتعذيبهم وقهرهم وتحطيم وجودهم.

فعلى سبيل المثال , ما منفعة النفط للعراقيين ؟

ماذا قدم لهم منذ ألفين وثلاثة وما قبلها وحتى اليوم؟

لا كهرباء , لا طرقات لا خدمات , وما قدمته واردات النفط هو الإثراء الفاحش للجالسين على الكراسي , والدمار والخراب الهائل لمدن العراق والقتل المروع لأبنائه , وزيادة الصراعات الداخلية , وتنامي الحركات ذات التطلعات السيئة والمشاريع الشريرة الآثمة.

لم يستفد أبناء النفط من النفط , وإنما إحترقوا فيه , وتحولت أيامهم إلى دخان وإنفجارات , وتداعيات وخراب وثبور.

فإذا كانت الدول القوية تسعى حقا لتحقيق السلام ومساعدة أبناء المنطقة وحمايتهم من الشرور , فعليها أن تعيد النظر بأسعار النفط , وما عدا ذلك فأنه إستثمار في المأساة وتطويرها , لأن مواردها تتنامى , والعائدات النفطية الهائلة لا توجد عقول مخلصة ومدبِّرة تسعى لإستثمارها في المصلحة العامة , وإنما تحولت إلى ملك مشاع لمن يجلس على كرسي السلطة , ولكي يبقى في قلعته النفطية أطول , لابد له من إدامة لعبة الإحتراق والصراعات التي يغذيها من عائدات النفط الهائلة.

قد يضحك مَن يضحك , ويغضب مَن يغضب , لكن الحقيقة يجب أن تقال , فالمصيبة تعاظمت وتفاقمت , والنار تتقد , والنفط ينسكب فيها بلا إنقطاع , ولكي تنطفيئ النيران لابد من إيقاف صب النفط عليها , وما دامت عائدات النفط تتدفق فالنيران ستبقى متأججة!!

فالنفط ما هو بنعمة بل نقمة أدرك الناس ما هي!!

والنفط مستنقع الشرور والخطايا , فأردموه حتى يستريح الناس من آفاته الفتاكة!!