23 ديسمبر، 2024 6:14 ص

الحلول الترقيعية لم تعد نافعة !

الحلول الترقيعية لم تعد نافعة !

المثل الشعبي العراقي الشهير يقول ” تالي الليل تسمع حس العياط” فبعد ان عمدت السلطة الحاكمة في العراق على حجب خدمة الانترنت منذ يومين على كتابة هذا المقال ولاتزال.. في خرق واضح وخطير لحرية التعبير،اثر تأجج فتيل التظاهرات في عدد من المحافظات الجنوبية ، وبعد ان لمست ذات السلطة الحاكمة جزع الناس من أية حلول ترقيعية لا تحمل سوى الوعود نفسها طوال اكثر من 14 عاماً من عمر التغيير ، وبعد ان اعطت اوامرها بقمع اصوات المحتجين بالرصاص الحي، ورشاشات المياه لاجل تفرقتهم، وايقاف ثورتهم اقول بعد كل مافعلت فأنها لن تسلم من سماع صوت ثورة المواطن من جديد، ولن تسلم حصونها الخضراء من شرارة النقمة اذا انطلقت وربما كان الصوت اعلى واكثر تأثيرا من اي وقت مضى، لايمكن للعراقي ان يسكت على ضيم وحيف اصابه بعد سنوات طويلة من الحرمان من ابسط الحقوق، ولو ارادت الحكومات السيطرة فعلا على غضبة الجماهير واسكات ثورتهم فعليها بمواجهة اخطائها ومحاسبة الفاسدين واحالتهم للقضاء خاصة كبار المسؤولين في الدولة والمنتفعين والسارقين لقوت الشعب، والغاء كل مقرات الاحزاب الاسلامية الحاكمة بعد ان تغولت واكتسبت على حساب المواطن الفقير، وصارت تطرق فوق رؤوسهم وتذكرهم بعجز الحكومة عن ملاحقتهم والحد من فسادهم، واعلاء صوت القانون وحده ، على السيد حيدر العبادي ان يعرف ان حجب الانترنت لن يضيق الخناق على المحتجين بقدر ماهو اجراء ترقيعي سيكون وصمة سيئة في تأريخ حكمه الذي لم يشهد فيه الشعب سوى الوعود بالتغيير والقاء اللوم والتعنيف على فئة يسمها دائما في خطاباته بـ “البعض” دون ان يكشف عن اسمائهم وقد صاروا اكثر شهرة في العراق من اكثر مشاهير الطرب والغناء.
كما ان وصف الاصوات المحتجة اليوم بأنها مندسة او تتبع اجندات خارجية او بعثية او عصابات جريمة او تخريبية او انها مجرد فقاعة اكبر خطيئة تمارسها السلطة الحاكمة، تضاف لسلسلة اخطائها وتقصيرها ، فتظاهرات العراق وليدة اعوام من التخبط السياسي والأمني والاقتصادي واعوام من الاستهتار بكرامة وحياة الناس الامنين، وهي بمثابة فتيل ازمة اخر لايزيد الحراك الاحتجاجي الا مزيدا من النقمة والرفض، المطلوب اليوم وقفة شجاعة تعي ماتريد وتفهم ان صوت الشعب لايمكن اسكاته اذا تفجر ، المطلوب وقفة تحقن الدماء التي تسيل وتكفف اصوات الرصاص وتضع خطط خدمية عاجلة للتنفيذ الفعلي على الارض وليس لاجل الترويج الاعلامي والبيانات الرسمية.