7 أبريل، 2024 1:22 ص
Search
Close this search box.

الحلول الترقيعية ديدن حكومات الفشل والفساد ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

القسم الأول
عند كل إعلان عن إلقاء السيد رئيس مجلس الوزراء خطابا حول أحداث الوطن الجريح ، نربط أنفسنا أمام جهاز التلفاز إنتظارا لما سيدلي به الدكتور ذو الميول والتوجهات السياسية الأربعة ؟!، أملا في سماع ما يشف صدور قوم مؤمنين ، وإذا بنا أمام مقترحات حلول ترقيعية كشفت فشل وفساد إدارة السلطات الثلاث بعد الإحتلال ، وأخرى مجرد وعود زائفة لا سقف زمني قريب لتطبيقها وثالثة من واجبات تلك السلطات التي لم يتم تطبيقها لتصبح دليل إدانة على تقصيرها ، وقد كان لنا رأيا في أن يكون للحراك المدني الشعبي المستقل من ينوب عنه ومن بين أعضائه للقيام بمهمة التفاوض مع الحكومة ، وذلك من أسس وأركان نجاح التنظيم الإداري المؤقت للحراك ، وليس قيادته لعدم تمتع الحراك ومفاوضيه بديمومة الممارسة ، وتأكيدا على إتباع المتظاهرين لمهنية الخطاب المساعد على إيضاح مطالبهم وتحقيقها ، كونه القوة المضافة والرئيسة لعناصر وأدوات المواجهة والتصدي الموازية ، لمحاولات إلتفاف وتحايل سلطات الغش والخداع والتضليل الدائم ، ولأن حكومات سلطة الإحتلال المؤقت للعراق ، تتحدث بلغة الإدارة والقانون مع محدودية ما تتمع به من الكفاءة والخبرة المهنيه اللازمة ، الذي لا تمتلك قوى الحراك المدني الشعبي المستقل مفرداته بشكل عام ، ولربما يكون ذلك سببا في خسارته للمتأمل من نتائج جولات التفاوض من حيث لا يدري ، أو أن خطابها العفوي والبسيط قد تستخدمة السلطات الجائرة لصالحها ، أو بالضد من مصالح الوطن العليا وحقوق الشعب مسلوب الإرادة ، بفعل التوجهات السياسية لأفراد أحزاب السلطة وسياسي الصدفة من الإنتهازيين ، العاثرة خطاهم وأقدارهم بنعال الفقراء والمساكين في يوم التحرير .

إن وضع بعض ماورد في خطابات رئيس مجلس الوزراء المتعددة على طاولة البحث ، سيؤكد حقيقة ما أشرنا إليه فيما تقدم ومنها قوله :-

1- ( سنصدر خلال ساعات ، قائمة أولى عن إحالة عدد من كبار المسؤولين إلى المحاكم ، إستكمالا للقائمة التي صدرت قبل حوالي أسبوع ، عن ألف موظف إحيلوا للقضاء) . إلا إنه لم يصدق في تنفيذ وعده منذ 9/10/2019 ولحد الآن ؟!.

2- ( إن إستقالة الحكومة اليوم بدون توفير البديل الدستوري ، معناه ترك البلاد للفوضى ، معناه في حالة الدعوة لإنتخابات مبكرة لحكومة تصريف أعمال ، لا تستطيع أن تقدم فيه الموازنة ولا التوقيع على مشاريع أو إتفاقات جديدة وغيرها من أمور، وهذا يسير تماما بالضد من الدعوات للإصلاح وتوفير فرص العمل وتحقيق النمو الإقتصادي المطلوب ، لإنتشال العراق من الإعتماد على النفط ، فمتى ستجري هذه الإنتخابات ؟، وهل ستحسم الإنتخابات القادمة ما لم تحسمه الإنتخابات السابقة ، وغيرها من تعقيدات لا يمكن للشعارات والمطالبات للبعض أن تحققها أو أن تختفي خلفها ) .

-* عجبا لمن يتحدث بهذا الأسلوب وهو رئيسا لمجلس الوزراء حاليا ، ومن أوائل بناة العملية السياسية في ظل ودعم قوات الإحتلال للعراق الحبيب ، والجميع يعلم أن تكليفه بتشكيل الوزارة قد تم خارج الأطر الدستورية المحددة بموجب المادة (76) من الدستور ، ثم إن القول بإستقالة الحكومة حاليا ، ليس مما يتناسب وظروف وزمان أحداث الواقع الدامي في نهاية السنة 2019 ، ولكنه من وسائل تضليل الشعب بضرورة البقاء في رئاسة الحكومة ، مع تأييد من لا يرغب بالإصلاح وتغيير سيادة الرئيس الضرورة ؟!، إذ ينبغي حسم الأمر بتطبيق نص المادة (81) من الدستور ، حيث ( أولا- يقوم رئيس الجمهورية مقام رئيس مجلس الوزراء ، عند خلو المنصب لأي سبب كان . ثانيا- عند تحقق الحالة المنصوص عليها في البند أولا من هذه المادة ، يقوم رئيس الجمهورية بتكليف مرشح آخر بتشكيل الوزارة خلال مدة لا تزيد على خمسة عشر يوما ووفقا لأحكام المادة (76) من هذا الدستور ) ، وقد سبق ذلك أيضا وحسب نص المادة (61/ثامنا/ب-1) ، أن ( لرئيس الجمهورية ، تقديم طلب إلى مجلس النواب بسحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء ) ، عندها وحسب نص الفقرة (ج) من المادة (61/ ثامنا ) ذاتها ( تعد الوزارة مستقيلة في حالة سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء ) ، وبذلك يكون بالإمكان تسيير الأعمال لمدة شهرين أو أكثر، ومن ضمنها تعديل قانون الإنتخابات بضمان أن يكون المرشح عراقيا بالولادة ومن أبوين عراقيين بالولادة ومن غير مزدوجي الجنسية ، ومن ثم إجرائها لتشكيل السلطات الثلاث ، وسنرى كيف سيكون التغيير بإرادة الشعب بعدها ، وليس كما قال السيد رئيس مجلس الوزراء ( فمتى ستجري هذه الإنتخابات ؟، وهل ستحسم الإنتخابات القادمة ما لم تحسمه الإنتخابات السابقة ، وغيرها من تعقيدات لا يمكن للشعارات والمطالبات للبعض أن تحققها أو أن تختفي خلفها ) .

-* إن ما أوضحناه يتناسب وينسجم مع ضرورات اتخاذ تلك الإجراءات ، وما تمليه موجبات الإصلاح والتغيير ، بعد ثبوت فشل الحكومة الحالية ، وإستفحال مظاهر الفساد الإداري والمالي والتربوي ، المتوج بقتل المتظاهرين مع سبق الإصرار والترصد ، وعدم مبالاة أعضاء مجلس النواب بكل ما يتعرض له الشعب من إضطهاد وقتل مأساوي وغير مسبوق زمنا ومكانا وفي وضح النهار ، ولنفترض أن السيد رئيس مجلس الوزراء قد توفاه الله سبحانه وتعالى … وهو ليس بأفضل ممن إستشهد من المتظاهرين في عهد الدم والقنص الذي يترأسه … فما هو البديل عن تطبيق المادة (81) من الدستور ؟!. أيها الطارئون …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب