23 ديسمبر، 2024 7:28 م

الحلوات في معركة الانتخابات

الحلوات في معركة الانتخابات

الانتخابات معركة تستخدم فيها كل انواع الاسلحة المحللة منها أو المحرمة دولياً و شرعياً و لكن حسب مبدأ حجي ميكافيل الغاية تبرر الوسيلة و هو مبدأ يشترك فيه الكثير من القوائم التي تسعى الى السلطة بكل قوة , و من هذه الاسلحة الصور و الوجوه لمن يدوًر وجوه ( مو غير شي ) . فبينما تتصفح صور و وجوه المرشحين ربما تقرأ جزء من شخصية هذا المرشح أو ذاك من خلال صورته أو نظرته أو الوقفة التي أختارها أو تعابير الوجه التي أرتسمت على محياه فبعضهم ( و هم القلة ) ترى النور و البهاء و الثقة في وجهه و أخر تراه يتوعدك بالانتقام إن لم تنتخبه و أخر يستجدي صوتك متوسلاً بنظراته المسكينة و أخر لا يستطيع أن ينظر الى الكامرا من كثرة حيائه فتراه ينظر الى السماء عسى أن تعطف عليه ليفوز علينا ,
و لكن ما لفت نظري في هذه الانتخابات هو دخول سلاح جديد و خطير في معركة الانتخابات و كسب الاصوات للقوائم لم نعهده في تجاربنا الانتخابية السابقة الا ما ندر ألا و هو سلاح المرشحات الحلوات ( الصاكات ) حسب تعبير أحد الناخبين الصاكين و المتحمسين , فالملاحظ إن أغلب القوائم و خاصة منها التي لا تحظى بجماهيرية كبيرة تحوي قوائمهم على مرشحات يتسمن بمستوى من الجمال ( بلا حسد ) و قد ملئت صورهن الشوارع و الازقة و طغت على صور الرجال المغلوبين على أمرهم فقد بارت سلعة أغلبهم اما التنافس غير المنصف على الاصوات الغالية و قد تميزت بعض الصور للمرشحات بوقفات مميزة و بعضها مريبة او تعابير ( ………) و انا لا أشكك في قصدهم الشريف و لا نواياهن المستوردة من الخارج و خاصة لمن لا يملكن من المؤهلات الاكاديمية أو العلمية أو الادارية شيء.. و لكنهن يمتلكن مؤهلات من نوع أخر .. فأحدى المرشحات في أحدى المحافظات تجرء مراسل أحدى القنوات الفضائية ليسألها عن ( السر) في وقفتها المميزة في صورتها للدعاية الانتخابية فكان جوابها ان هذه الوقفة تعكس الثقة الكبيرة في نفسها و الثقة في الناخب إنه سينتخبها لأنها جديرة بثقته … و فعلا سمعت الكثير من الاصوات قالوا أنهم تمنوا أن تكون مثل هذه (المرشحة ) في محافظاتنا البائسة فسينتخبوها بلا تردد و انها ستكتسح القوائم بلا منافس فبرنامجها الانتخابي لا يقاوم و خاصة من قبل الشباب الذين كانوا يطولون النظر أمام صور بعض المرشحات ليستكشفوا شخصية المرشحة من خلال صورها .. أما باقي المرشحات سيئات الحظ ممن لا يملكن مؤهلات الجمال و الفتنة النوعية أو تمنعهن الحشمة و الحياء من الظهور بمظهر معين فحتى لو أمتلكن كل مؤهلات الخبرة و الكفاءة و النزاهة فسلاحهن أضعف من الاخريات و جمهورهن من نوع أخر ..
فتلك التي وضعت أسمها بجانب صورة رمز سياسي و أخرى وضعت صورة أبيها بدلاً من صورتها ! و الاغرب من وضعت عبارة ( زوجة المرحوم ………. ) و ربما لو كانت تملك صورة له من مكانه الان لوضعتها !!!!
إن نظام ما يسمى الكوتة الذي فرض صعود نسبة معينة للمرأة على حساب الاختيار الحقيقي للناخبين و تغاضى عن أستحقاق المرأة الحقيقي في المقاعد بما يتناسب مع ما تحصل عليه من أصوات , و هو لا ينسجم أصلاً مع مبدأ (المساواة) الذي تنادي به المنظمات النسوية ليل نهار هو الذي أطمع الكثير من النسوة اللاتي لا يملكن الكفاءة و لا القدرة ليسبرن غمار الانتخابات و يزيحن الرجال و النساء عن مقاعدهم حتى لو أمتلك الرجل الكفاءة و القدرة و السمعة الجيدة بما يؤهله ليحصل على ثقة الكثير من أصوات الناخبين و لكن يأتي نظام الكوتة ليضع مكانه إمرأة لم تحصل على ربع الاصوات التي حصل عليها و تحتل مكانه باسم الديمقراطية .. و كل انتخاباتو انتم تستكشفون أسلحة جديدة تتطور بتطور الديمقراطية . و دمتم سالمين .